في الــ 20 من يناير من عام 2008 ترك الرئيس الأميركي السابق " جورج بوش الأبن " البيت الأبيض ليخلفه رئيس أسود هو "باراك حسين أوباما "صاحب الآمال العريضة والوعود الكبيرة ، وفوزه ذو دلالة لها مكانتها للـ " العرب " ان كنتم من أولي الألباب.

وعودة للتاريخ صاحب العلاقة..فقد بدأ حكم "جورج بوش " بضربة أمنية قوية تمثلت في " أحداث الحادي عشر من سبتمبر " حدث غير مجري الأمور في العالم أسره فيما بعد..


أظطر الرجل الي أتخاذ قرارات صعبة ومهمة بملاحقة " المتورطين " فنظرية تجفيف منابع الإرهاب ستمثل قضاء علي الفكرة بشكل أساسي ، لكن المهمة بدت معقدة ،ومع ذلك قرر الرجل ان يذهب بجنوده الي أفغانستان ، فأستقبلتهم " حركة طالبان " بتفجير معلم تارخي وأثري بل ذهبت ابعد من ذلك بتصلبها"في تقديم الرجل - العقل المدبر -"أسامة بن لادن "الي محاكمة - عادلة - لايملكون هم "أبسط مفاهيمها في عرفهم" فأعلن الحرب عليهم ، فالمهمة اخذت منحي آخر - لمعالجة المشكلة من جذورها - فأفغانستان قبعت - بالبطش والقوة والإرهاب -في يد طالبان وتخليص شعبها قد يقضي علي " فكر التطرف " ويُسقط - الحركة المتطرفة - ، أستمرت الحرب علي الإرهاب لتطال دولة عربية هو " العراق " صدام حسين- آنذاك - صاحب حرب ضروس مع جارته أيران وغزو علي دولة الكويت الشقيقة وصاحب خطابات نارية اشرسها أنهاء آسرائيل في أسبوع بالصواريخ دعابة كان لها صداها عند " صديقه ياسر عرفات " كما كان لها صداها ايضاً لدي أستخبارات أستشعرت خطر – رجل متهور لديه مايخفيه في عراق ماقبل اليوم – ارسلوا له – بقرار أممي – وبدعم اميركي لما لا .."مفتشين دوليين" فتمرد وتملص فكان الحال انه لم يبدد مخاوف العالم من – اسلحة مشبوهة – كان الزعم بوجودها قائماً أنذاك.. بل جوع شعبه الذي أذاقه المر ، فكانت حرب " قوات التحالف " علي الديكتاتورية واسلحة الدمار الشامل..

وهي الأخري حرب العراق كانت صعبة ومريرة ، لكنه حلم تحقق للعراق والعراقيين ، كابدت وسائل اعلام عربية وعلي رأسها " الجزيرة " علي أظهاره بمظهر "الغزو الفاشل"..

سنوات مرت علي " حرب العراق " وأحداث كثيرة علقت في ذهن العراقيين ، ماسرهم فيها " رؤية عراق جديد " وتخليصهم من متجبر أذاقهم مر العلقم واتلف عقولاً كانت لتأسس لحضارة جديدة في أرض الرافدين وساء لهم أن يرو " جثث الموت " ودماراً كبيراً ألحقته - بعض - دول الجوار وأبناء الوطن...بالوطن! ، فإشعارك بأهمية الرأي قد يتضمنه لون احمر قاتم .

جورج بوش وفي خضم كل هذا اتهم بانتظامه حليفاً وصديقاً ممن سمتهم أقلام صحفية ووسائل إعلام "المحافظين الجديد " وانه أشرف شخصياً علي " أذلال سجناء عراقيين في سجن ابو غريب " الذي نشرته بالمناسبة قناة أميركية وليست عربية هي CBS ، وانه لا يمل من رؤية الدم الأحمر القاتم ، وانه سعيد بأزياء سجناء غونتناموا ، بل كان مسئولا كما – حاولت التقارير المأدلجة – عن صورة غير واضحة ومشوشة عن أميركا وعن سمعة سيئة ، وساهم في تحقيق تلك - الصورة المأدلجة - جهل المشاهد العربي بأسلوب الإعلام وحنقه علي "اميركا " ، فإعلام العرب أصدق أنباءً من الكتب.

صفاقة وكذب وخرافات ودجل إعلامي جيشت لها " الجزيرة " بشكل أساسي علي اعتبارانها " راعية الإعلام العربي الحر!! " طواقمها الإعلامية من مراسلين ومحررين ومونتير..

فكان نتاج ذلك " تقارير غير حيادية " و " وثائقيات ذات اتجاه واضح!! " والتي استعانت فيها بأصوات اميركية لها آراء لتثبت وجهة النظر المطلوب أثباته!

حتي الرجل بشخصه أختير له في تلك "الوثائقيات" أصوات مترجمين بائسة وضعيفة، فيما اعطي لمخاصميه اصوات عملاقة في الترجمة واضحة التعبير إمعاناً لمحاولة الإذلال والنيل منه..رسالة كانت واضحة من الجزيرة لتأكيد مصداقيتها ونزاهتها وحياديتها!!

وحديث " الإعلام العربي " لذو شجون ، فالتخلف والشعباوية والأدلجة كان لها اثرها علي صورة الرجل وعلي اميركا عموماً...

في غضون ذلك أسهمت بترسيخ تلك الصورة عنه وعن إدارته – عن غير قصد - ، منظمات حقوق الإنسان والتي أسُتغلت تقاريرها من قبل"الإعلام العربي الحر " لتؤكد مصداقية حديث تلك الأخيرة ، بعكس ماكان يحدث في العالم " المتحضر " فالتقارير تقرأ دون أدلجة وبرمجة مسبقة ، ويعرفون جيداً كيف يقرأوها في سياقها الصحيح ومبتغاها الأصيل..

وعن الحرب وحقوق الإنسان هنا نتذكر " سجن غونتناموا" السجن - المثير للجدل - ذلك الذي يحوي بين أسواره ، اناس أختارو الدم " رأياً وعقاباً " لمن يخالفوهم مايفعلون...

وها نحن نري- بعض طلقاء غونتناموا - غادروه ليلتحقو بـ "جيوش الحق "! الي اليمن السعيد والصومال وأرض افغانستان المدمرة!

وعجز أوباما عن أغلاقه مرده – بأعتقادي – الي امور يجهلها المواطن العادي ، وقد لايري فيها اسباب مقنعة او مقبولة ، فالقتل والتجنيد اسلحة ُصناع الموت.


وقد ابتعد كثيراً عن ألقاء اللوم علي " المشاهد العربي " فجماهير الشارع تلتهمها العاطفة ومشاعر جياشة تجافي " المنطق والعقل " في بعض أحوالها ، فلم يأسس " الإعلام العربي " لمشاهد يحكم – بمنطق وعقلانية وادراك فردي – بل تعامل معه " نريد لك فقط ان تراه او ان تسمعه " ، خطأ أو غلطة و بغير قصد ظهر " ريتشارد بيرل " أحد السيساسين المحنكين في واشنطن وواحد ممن اتابع لهم واجد له حديث يستحق الأستماع والموصوف بعضوية أساسية في " المحافظين الجديد "، ظهر علي " الجزيرة مباشر"في الـ 2008 – ان اسعفتني الذاكرة - في مناظرة لمدة ساعة كاملة " أحتفظ بنسخة منها "، ظهر فيها صحبة " عبد الباري عطوان " الذي أظهر - فشل كما أري - جديداً الي " منطقه الأعوج"..والتي تمحورت في هذه المناظرة عن الحرب في العراق والسياسة الأمريكية فيها..

" ريتشادر بيرل " ان حاولت البحث له عن مقالات " باحرف عربية " لن تجد الا " رجل الظلام " و " المحافظ الجديد رقم 1 "و لن تجد له أكثر من ذلك؟؟ لماذا؟ أسأل ( صحافتنا الحيادية والحرة) !! فهم أنفسهم أستلموا عنك حقوقك لتحدد رأيك بعد أطلاع!

هي اذاً أميركا بعلمائها وماقدمته من جهود اغاثة واموال و" اخطاء " و " جرائم فردية " الي جانب ذلك " لجان تحقيق نزيهة" ندر رؤيتها في " عالمنا الشرق أوسطي " حكمت عليها " شعوبنا منطقتنا " بالموت "

8 سنوات قضاها " جورج بوش " واحداث مختلفة غير مترابطة ولأسباب بالطبع ليس له فيها يد بدأت بمشهد مريع تمثلت في أحداث الحادي عشر من سبتمبرمروراًبـ " حربي افغانستان والعراق " " لتنتهي بـ" الأزمة المالية العالمية" وبفعل " الزيدي " ، رعونة وحماقة كانت ستكون آخر ماسيفعل لو كان غير بوش..وكان المكان غير " العراق الجديد "الا انه ذاق حماقة الفعلة نفسها من شقيق له في الوطن وصحفي حر لم يطاله دجل " الإعلام المأدلج " رغم شيء من التحفظ علي طريقة الرد نفسها.


سارعت عقبه " الجزيرة " الي جلب صور" التلفزيون الفنزويلي " – فرصة سانحة لاتفوتهم– للنيل منه عبر " رجل غريب الأطوار وأكبر دجالي الأشتراكية في فنزويلا " جلسة للضحك " بعكس شعبه الذي ابتعد عنهم بمسافات ، يبكي جوعاً وفقراً ببلد غاص فساداً وتراجع أقتصاده ونموه ..وأي ضحك يكون؟

أبتعدت الجزيرة الي اكثر من ذلك ، فافردت ساعة واكثر للقاء مع " أخ بطل الحذاء " ليتحدث عن " بطولات اخيه " ومجده الذي اراد مشاركته مع " الجماهير المسلمة " فوصف " المسلمة " أصبح مرادف لكل عربي علي أعتبار ان كل عربي هو "مسلم "

علي كل حال.. هي تلك الجماهير التي محق الإعلام فطرتها وتوزان حديثها.

هو اذاً.. رجل لم يذكر له " اعلامنا الحر " او قلل من اهمية ذلك.. أنه أغاث منكوبين في اميركا وخارجها وان كثيراً من أهل " العراق الجديد " شكرو له " صنيعه " رغم " ثمن الحرية بالدم القاتم لتناحر أشقاء الوطن الواحد وتخاذل بعض دول الجوار العزيز " ، وانه اسهم في القضية الفلسطينية بـ " خارطة الطريق " و "حل الدولتين " وان كانتا لم تحققا النجاح بعد – لأسباب يعرفها طرفي القضية اكثر من " بوش نفسه " وانه تصلب مع " الأيرانيين " الذين رغم افتضاح نيتهم " النووية " مازالوا حتي في عهد اوباما - نراهم علي أصرار – لتكذيب مانراه وتصديق احاديثهم الباطلة عن " سلمية البرنامج خاصتهم " وانه الي جانب ذلك كله وقف ساعة - في مؤتمره الصحفي الأخير - ليجيب عن " أسئلة الصحافة " تواضع ودعابات ، بادرة قلما نشاهدها في " مؤتمراتنا الصحفية العربية" فكرسي الفخامة قبل دعوة المؤتمر!!


وأخيراً..توجه صحبة " بيل كلينتون " الي هاييتي - لفزعة المنكوبين هناك – فلم يجد رجل الأشتراكية في فنزويلا لأرساله الا وصف اعمالهم الخيرية بالاحتلال ،فإرسال صندوق فارغ افضل من لاشيء!

وقد أري حاجة لتذكير كل من قرأ مقالي الي أني لم ازر اميركا ولااعرف بوش شخصياً وقد اكون من الأصوات القلائل التي تتحدث عن الرجل واميركا بأيجابية اولنقول بحيادية ، الا ان اصوات كثيرة فعلت بقرار فردي حر الا ان " الإعلام العربي الحر " وصفهم بـ " العملاء " أوغيبهم عن ساحته بفعل فاعل!

وبعد مرور عام علي تركه منصبه ، هل سنعرف كيف نقرأ الأحداث بشكل صحيح وهل سيترفع بعض " الأعراب " منا عن - عنجهيته وغضبه الفارغ - ، ليقرأ بحكمة وعقلانية الأحداث؟ ويؤسس لرأيه الشخصي - لا الشعبي - ودون ادلجة ! ، ام كونه ينتمي الي عرق قبلي طائفي بدوي لايسعه الا يكون كما هو الآن؟ وهل سيعني العام الجديد شيء الي المشاهد العربي ؟ اما ان حلول عام 2010 قد لايعني كثيراً.. فتغير الأصفار لايبدد حالً ولايُغير ..فهو من المحال؟!