تعتبر العنوسة مشكلة عالمية على مستوى العالم كله حيث تعاني كل دول العالم من هذه
المشكلة وهذا ما دفع البرلمان الروسي بتقديم اقتراح للحكومة بإصدار قانون يجيز الزواج من
أربع زوجات مثلما هو الحال في الإسلام وما دفع روسيا لذلك هو أن عدد العوانس في روسيا
لوحدها تجاوز الأربع والعشرين مليون
إن مشكلة العنوسة عالمية ولكن جاءت الحلول إسلامية سعودية إن صح التعبير
فقد ظهرت في الآونة الأخير في العربية السعودية ما يسمى بزواج المسيار وهو زواج شرعي
ولكنه يختلف في مظهره الاجتماعي أن الزوجة تسكن في منزلها أو منزل عائلتها حيث يكون
الزوج أما غير مقتدر أو أنه متزوج أساساً ولا يستطيع فتح منزل آخر أو تكون الزوجة متمسكة
بالبقاء مع والديها أو مقتدرة مادياً وترغب في مساعدة زوجها في ذلك بتوفير مسكن الزوجية
وقد بدأ زواج المسيار في منطقة في السعودية تسمى القصيم والرياض وسكان هذه المدن معروفون
بتشددهم في نواحي الحلال والحرام ولو كان هذا الزواج مختلاً في موازين التشريع الإسلامية
لما تمدد وانتشر هذا الانتشار الكبير في هذه المدن بالذات
لكن الغريب هو أن أصبح من المألوف زواج كثير من الشباب في العشرينات بفتيات أو نساء في
الثلاثينات والأربعينات من العمر وتزداد الغرابة أن كثير من هذه الزيجات استمرت وتجاوزت
فترة التجربة وجس النبض ونجحت برغم فارق السن بين الشاب العشريني أو الثلاثيني والفتاة
أو المرأة الثلاثينية أو الأربعينية
أحيانا يكون العريس شاباً لم يسبق له الزواج من قبل وأحياناً يكون متزوجاً ويرغب في
الزواج بالثانية أو يكون مطلق أو أرملاً ولكن الغريب أن هذه العقود الزوجية نجحت وتجاوزت
مراحل الخطر واستقرت الحياة الزوجية
مشكلة تزايد الإناث عالمية وتزداد المشكلة بالعنوسة ومن ضمنها السعودية والتي يعتقد
البعض أنها بسبب غلاء المهور والمظاهر الزائفة التي لا تستند إلى الدين والعادات
والتقاليد بل هي تنافس اجتماعي أو ( مرض اجتماعي ) إن صح التعبير
وقد اتجه المجتمع السعودي في البداية لحلول أخرى كان البعض يعتقد أنها حـــلول ( ولكن
اتضح فشلها ) مثل الزواج من الخارج الذي ( أثبت فشله للجنسين ) ليس في السعودية فقط بل
في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الدول العربية حيث تنتهي معظم الزيجات بالفشل بسبب
اختلاف العادات والتقاليد والثقافات من بلد لآخر أو حينما تتضح المقاصد والأهداف
الحقيقية من وراء الزواج
بعد عدة تجارب فاشلة في الزواج من الخارج بدأ المجتمع السعودي في مرحلة النضوج وبدأ
المجتمع السعودي يتحسس مشكلة الشاب ويتعرف عليها عن قرب إنها غلاء المهور وأحياناً عدم
القدرة أساساً على فتح منزل بسبب البطالة المتنامية بين الشباب بسبب السياسة الخرقاء
للحكومة السعودية في فتح سوق العمل للعمالة الخارجية في ظل بطالة شديدة الوضوح بين
السعوديين
فكانت المبادرة من المجتمع وأولياء الأمور بإلغاء تكاليف الزواج والاكتفاء بالشروط
الشرعية وازدادت التسهيلات بعدما أصبح الكثيرين من الشباب السعودي يعلنها صراحة عند
تقدمه للخطبة بأنه يريــد ( زواج سنة ) ( وهو زواج على طريقة السلفية قليل التكاليف
ويقام في بيت العروس ثم ينتقلان لبيت الزوجية)
وكانت كثيراً ما ترحب بهم العائلات وأمام هذا التغير ( نحو الأفضل ) كان الإقبال كبيراً
على الزواج وهو ما دفع به نحو الاتجاه الأكثر بساطة والذي نتج عنه ما يسمى ( زواج
المسيار ) والذي تقيم فيه العروس في بيت أهلها أو في بـــيتها ( بتراضي الطرفين )
وإلى هنا وكل شيء على ما يرام ولكن الغريب أن الصحافة السعودية التي عرف عنها الإفلاس
الثقافي قد بدأت وبمنتهى الغباء المعروف عنها وعن حكومة العربية السعودية تحارب هذه
الحلول بينما يحاول العالم كله البحث عن حلول قانونية على أقل تقدير إن لم تكن شرعية
لمعالجة العنوسة ولكن جميع دول
العالم فشلت في تحقيق ذلك بينما استطاع رجال الدين في السعودية وبمساعدة المجتمع إيجاد
الحلول
لقد بدأت ( صحافة العربية السعودية ) محاربة هذه الحلول وهي ليست حرباً مقصودة ولكن بسبب
ضحالة ثقافة الصحافة السعودية بالدور الحقيقي للصحافة وللصحفي وقد بدأت الحرب من خلال
ترويج الإشاعات حول هذا الزواج وهذه الإشاعات تنطلق من بعض الصحفيات المتخوفات من زواج
أزواجهن أو من بعض رؤساء التحرير المنبهرين ثقافياً بالغرب هذا الغرب الذي يعج بالمشاكل
الاجتماعية وليس هناك ما يدعو للإعجاب به اجتماعيا فهو منحل وتكثر به حالات الشذوذ
والتفكك الأسري وتتزايد به معدلات الجريمة بشكل متسارع
الغريب أن هؤلاء الصحفيون لا يجدون ما يوقف لذتهم في التدمير فليس هناك ميثاق شرف
للصحافة السعودية يحمي المجتمع كما أن رئيس المجلس الأعلى للإعلام هو نايف بن عبدالعزيز
شقيق الملك فهد ملك العربية السعودية وهو ما يجعل الكثيرين يلتزمون الصمت حيال الصحافة
السعودية
لقد كتبنا الكثير من التقارير الاجتماعية العالمية استناداً إلى الصحافة السعودية لأننا
كنا نعتقد أنها ( صحافة حكومية ملتزمة ) كما هو الحال بالنسبة لكثير من الصحف الحكومية
في العالم ولكن بكل أسف لقد ثبت لدينا عكس ذلك



--------------------------------------------------------------------------------