عثمان أديب
ذات يوم وبينما أنا أقرأ مقالاً فلسفياً على شبكة الانترنت لأحد الادباء العراقيين، اثار اسم (دريدا) الذي كان مدرجا في المقال لدي التساؤل عن هذا الذي لم أسمع به من قبل..من يكون. فما كان مني إلا أن ظللت اسم دريدا ذاهبا به إلى محرك البحث لأجد ظالتي عند أول نتيجة من نتائج البحث تعطيني جواب شافيا عن دريدا وأكثر..
فالشبكة العنكبوتية تشرع أبوابها على مصراعيها لكل راغب بأن يستقي معلومة أو أن يجد إجابة عن تساؤل، وبجهد أقل بكثير مما كان عليه الحال قبل اكتشاف هذه الشبكة.
الجدل الدائر اليوم وفي ظل حياة تتسارع في تطورها ، يكمن في نظرة أهل الثقافة وتعاملهم مع الانترنت فكيف يدرج وفي أي خانة ، وإلى أي حد يمكن أن يدخل الانترنت في حياتنا.
أبدى كثير من مرتادي ومستخدمي الانترنت ومن خلال حوارهم عبر الشبكة العنكبوتية تبايناً في وجهات نظرهم ونسبة اعتمادهم عليها في استقاء المعلومة.
اعرف كيف تعقد ربطة عنقك عبر Google.
خالد وضحة (إعلامي): يستعين بمحرك البحث كوكل حتى عندما يريد أن يعقد ربطة عنقه، "فهو يقدم أكثر من طريقة لذلك" حسب ما يقول، فهو "المرجع الأول لي عندما اريد ان ابحث عن اي معلومة او اي شيء...اني أرى جوجل من متطلباتي الاساسية في عملي و في بيتي و في سائر حياتي ..." والكلام لوضحة..
إلاأنه يعاني من عدم دقة المعلومة التي يستقيها "خصوصا في ترجمة النصوص (خدمة تقدمها بعض المواقع) فقد تبين لي أنه غير دقيق ومتشعب كثيراً.. فهناك الكثير من الأخطاء التي جعلتني أحرج في بعض الاحيان بعد ترجمة موضوع لجامعتي حيث يكون مليئ بالأخطاء ومعناه مختلف.."
"محرك البحث Google المصباح السحري الذي يلبي كل ما تطلبه منه"
الـ(Facebook) الشبكة الاجتماعية الأكثر شهرة في العالم ، استعطت من خلالها ان أحاور يحيى مصعب (طالب جامعي) عن كيفية تعامله مع هذه الشبكة واستغلالاته لها حيث أنه جعل محرك البحث (Google) صفحة البدء لبرنامج متصفح الانترنت، إلا أنه لا يعدو إلا أن يكون "ببساطة مجرد محرك بحث" ويضيف يحيى أنه "كطالب في كلية العلوم السياسية" يستثمر محرك البحث في كتابة بحوثه الجامعية.
خالد الطائي (شاعر) يعد "محرك البحث Google المصباح السحري الذي يلبي كل ما تطلبه منه" ويروي أنه ذات مرة استفسر من أحد أصدقائه عن الآلية التي من خلالها يحصل على بعض العناوين التي عجز أن يجدها في المكتبات، فنصحه الصديق بشخص صغير السن ولكن وافر العلم وباستطاعته ان يلبي طلبه، ولما سأل الطائي صاحبه عن المكان الذي يمكن أن يعثر فيه على هذا الشخص فأجابه –بابتسامة- بأنه يمكن أن يجده حيث طلبه مبيناً أن هذا الشخص ليس إلا محرك البحث Google.
" الانترنت يفيد مدعي الثقافة لا المثقفين "
وبين أن يكون مصدر للإجابة عن اسئلة الكثيرين وبين أن يكون مصدر للثقافة أو مغنيا عن الكتاب يرى يحيى أن "الكثير من الناس قد استغنى عن الكتاب لمصلحة محركات البحث" ولكن " بالنسبة لي لا استطيع الاستغناء عن الكتاب".
من جانبه يرى أحمد الدباغ (صحفي) أنه رغم اعتماده على الانترنت في الاطلاع على آخر ما يجري في هذا العالم في مختلف المجالات إلا أن "الانترنت يفيد مدعي الثقافة لا المثقفين" فلا غنى للمثقف عن الكتاب.
ويقول خالد الطائي أنه يعد رسميا مصدر من مصادر البحث العلمي، لذلك "فأنا أعده مصدرا للثقافة"، ولكن "لا أرى أن استغني به عن الكتب بل يمكن أن استعين بالانترنت للوصول إلى عناوين في المكتبات الالكترونية الموجودة على هذا الفضاء."
فالانترنت اذا فضاء جديد يحوي كثير من العوالم التي تشابه عالمنا المعاش وقد يتضارب مع بعض ما نعيشه برأي البعض أو يكون مكملاً له عند البعض الآخر .
منقول من
http://www.iraqiii.com/index.php?part=preview&id=5919
رد مع اقتباس
