أولا : هي أعظم ما يرجُح الميزان :
ثبت في الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فيَنْشُر عليه تسعةً وتسعين سجلا ، كل سجل مثلُ مدِّ البصر ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟فيقول : لا يا رب ، فيقول : أفلك عذر؟ فقال : لا يا رب . فيقول الله تعالى : بلى إن لك عندنا حسنةً ، فإنه لا ظلم عليك اليوم , فتخرج بطاقةٌ فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .فيقول :احضُر وزنك.فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال الله : فإنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة!! فلا يثقل مع اسمِ الله شيء " .

ثانيا : أهلها أسعد الناس بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم- .
في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال :« لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلَنِى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ » .
وفي حديث الشفاعة عند البخاري ومسلم : " ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك ، سل تعطه واشفع تشفع ، فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله قال ليس ذلك لك ولكن وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله " .

ثالثا : عصمة للدماء والأموال
في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وروى الإمام أحمد والشافعي في مسنديهما من حديث عبيدالله بن عدي بن الخيار أن رجلا من الأنصار حدثه أنه أتى النبي وهو في مجلس فسارَّه يستأذنه في قتل رجل من المنافقين ، فجهر رسول الله فقال : أليس يشهد أن لا إله إلا الله ؟ فقال الأنصاري بلى يا رسول الله ولا شهادة له ، قال أليس يشهد أن محمدا رسول الله؟ قال بلى ولا شهادة له ، قال أليس يصلي الصلاة ؟قال بلى ولا صلاة له .قال - صلى الله عليه وسلم- :" أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم " .

وفي صحيح مسلم – عن أبي ظِبْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يُحَدِّثُ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشَيْنَاهُ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَكَفَّ عَنْهُ الأنصاري وَطَعَنْتُهُ برمحي حَتَّى قَتَلْتُهُ. قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لي :« لِمَ قَتَلْتَهُ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهَ أَوْجَعَ في الْمُسْلِمِينَ وَقَتَلَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا - وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا - وإني حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَقَتَلْتَهُ ». قَالَ نَعَمْ. (وفي رواية قلت : يا رسول الله ! لم يقلها من قبل نفسه ، إنما قالها فرقا من السلاح ، فقال : " فهلا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه إنما قالها فرقا من السلاح ) .ثم قَالَ « فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .قَالَ أسامة : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لي. قَالَ « وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». قَالَ فَجَعَلَ لاَ يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ « كَيْفَ تَصْنَعُ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». قَالَ أسامة : حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ.
رابعا: أنها سبب لتكفير الذنوب :
روى الإمام أحمد والترمذي وحسنه الألباني عن عبد الله بن عمرو قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما على الأرض رجل يقول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر " .
خامسا : هي سبب دخول الجنة والنجاة من النار :
عن معاذ بن جبل قال :قال رسول الله مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله رواه الأمام أحمد
وروى ابن ماجة عن حديث حذيفة-رضي الله عنه- قال : قال –صلى الله عليه وآله وسلم- : " يدرُس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ، وليسري على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة ( لا إله إلا الله ) فنحن نقولها " . قال صلة بن زفر لحذيفة - راوي الحديث- : فما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صيام و لا صدقة و لا نسك ؟! فأعرض عنه حذيفةُ ، فردَّدَها عليه ثلاثا ، كلُّ ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلةُ ، تنجيهم من النار"
وذكر ابن القيم في الوابل الصيب - (ج 1 / ص 109)عن عبد العزيز بن أبي رواد : كان رجل بالبادية قد اتخذ مسجدا فجعل في داخل هذا المسجد سبعة أحجار وكان إذا قضى صلاته قال : يا أحجار أُشهِدكم أنه لا إله إلا الله .قال : فمرض الرجل فعُرج بروحه قال : فرأيت في منامي أنه أمر بي إلى النار قال : فرأيت حجرا من تلك الأحجار أعرفه قد عظم فسد عني بابا من أبواب جهنم ،ثم أتي بي إلى الباب الآخر وإذا حجر من تلك الحجار أعرفه قد عظم فسد عني بابا من أبواب جهنم ، حتى سَدَّت عني بقيةُ الأحجار أبوابَ جهنم.

سادسا: من فضائلها أن صاحبها وإن دخل النار فإنه لا يخلد فيها :
في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -- عن رسول الله-- قال : " يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن ذرة من خير "
وقد ثبت في الصحيحين أيضا من حديث أبي سعيد الطويل ومنه " فيقول الله : شفعت الملائكة وشفع النبيون , وشفع المؤمنون , ولم يبق إلا أرحم الراحمين , فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط , قد عادوا حمماً , فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له : نهر الحياة , فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل , فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم ,فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل ولا خير قدموه , فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه
وفي البخاري عن أبي هريرة -- قال : قال -- : " إذا فرغ الله من القضاء بين عبادة ، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يُخرِج مِمَّن كان يشهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، وحرَّم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا ، فيُصبُّ عليهم ماء الحياة ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل "

روى الآجري في كتاب الشريعة والطبراني في المعجم وصححه عن هشام الدستوائي عن إبراهيم النخعي : أن المشركين قالوا لمن دخل النار من المسلمين : ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون ؟ فيغضب الله - -فيقول للملائكة والنبيين : " اشفعوا " ، فيشفعون ، فيخرجون من النار ، حتى إن إبليس ليتطاول رجاء أن يخرج معهم. فعند ذلك ودَّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين .


وهذا رابط صوتي لدرس ( أعظم كلمة ) من سلسلة دروس المجالس الإيمانية
للشيخ / عبد الله بن محمد العسكر
http://www.soutiat.com/open.php?_wm_...wm_action=open