1 نطرح عليكم القسم الأخير من ملف الانحرافات الجنسية ، التي كانت ولا تزال من الملفات الساخنة في حياة الإنسان ، الذي أودعت فيه غريزة الشهوة ، ضماناً لبقاء النسل البشري .. إلا أن الإنسان الظلوم الجهول ، حوّلها إلى هدفٍ بدلاً من وسيلة ، فلم يعد للبعض شغلٌ شاغل إلاّ العمل بما تقتضيه هذه الغريزة ، وكأنها الهمّ الأوحد الذي خُلق الإنسان لأجله !.

2 حارب الإسلام بشدة حالة الميوعة الأخلاقية ، وخاصة لدى الأنثى التي تمتلك قدرة غريزية في جذب الجنس المخالف .. وقد علق عليها الإمام علي (ع) عندما مَرّتْ امرأة جميلة بأصحابه ، فرمقها القوم بأبصارهم فقال معلقا : ( إن أبصار هذه الفحول طوامح ).

3 الإسلام عندما أمر المرأة بعدم التبرج ، وعدم ظهورها بشكلٍ مثير ، وكأنها البرج في التميّز والإلفات ، أمرها بالمقابل بتلاوة آيات الله والحكمة ، فتكون بذلك عنصر إشعاع فكر واستقامة في البيت الزوجي ، بدلا من أن تكون عنصر استغلال واستثمار بيد الرجال..

4 إن القرآن الكريم يشير في سورة يوسف إلى عناصر الإثارة التي هيأتها زليخا في قصر العزيز من : المراودة ( أي الطلب برفق ولين ) .. وتغليق الأبواب ( لتحقق الخلوة المثيرة ) .. والأمر بهيت لك ( بياناً لشدة حاجتها لما تريد ) .. وفي المقابل بيّنَ عوامل الإستقامة عند يوسف (ع) من : الاستعاذة بالله تعالى أولاً ، فإن فتنة النساء امتحان عسير .. ومن التذكر بأنه في قبضة الله تعالى الذي احسن مثواه .. فليس من الإنصاف أبداً مواجهة المنعم بتحدي أوامره ونواهيه ، وهو الذي إليه المصير بعد فناء الدنيا بشهواتها.

5 عندما يصل القرآن إلى مسألة الشذوذ الجنسي التي كان يمارسه قوم لوط (ع) يسجل موقفا مثيرا للتأمل ، فيقسم بحياة النبي (ص) وعمره : ان هؤلاء يعيشون حالة السكر والتحير في الحياة .. وأي سكرٍ وخبلٍ أعظم من أن يُعامل الانسان مجرى القذر ، معاملة موضع الحرث والنسل!.. ولهذا كانت عقوبتهم أن جعل الله تعالى عالي قريتهم سافلها .. لأنهم لم يستحقوا أن يدبّوا بجريرتهم على ظاهر الأرض.

6 إن ممارسة بعض صور الفحشاء القبيحة عند الجنسين في سنوات المراهقة ، تحدث شرخاً في النفس ، يجعل صاحبه يشمئز من نفسه في سنوات الرشد .. ومن هنا لزم أن لا ندع فرصة للمراهقين ، لممارسة الامور التي تبقي تبعاتها النفسية إلى آخر العمر ، ومع ذلك ينبغي التذكير دائما بعدم اليأس من رحمة الله تعالى.

7 إن الذي يبتلى بالتعامل القهري مع الجنس الآخر في العمل وغيره ، عليه أن يلتفت إلى فقه التعامل مع الأجنبية او الاجنبي بكل حدوده : من عدم الخلوة المريبة .. وعدم الاسترسال في الكلام الذي لا ضرورة له .. وعدم الظهور بمظهر الإثارة والفتنة .. فإن الضرورات تتقدر بقدرها.

8 إن من مصائب التعامل مع شبكة الإنترنت ، هو الانجرار للمواقع التي تلهب نار الفتنة في النفوس ، من دون وجود ما يخمد تلك النار .. فالإثارة متحققة في أوجها ، بينما الإشباع الحلال يكاد يكون معدوماً .. فما هي النتيجة غير الكبت ، والاندفاع نحو الحرام بكل صوره ؟.. وفي السياق نفسه نتساءل : ما الداعي لتضييع لحظات العمر في المحادثة التي لا تخلو في حالات كثيرة إما من : اللغو ، أو مقدمات الانجرار إلى الحديث الشهوي المحرم ؟