(المصدومة) سيدة تحب المشاركة في المسابقات التلفزيونية والاذاعية ولايعرض برنامج من هذا النوع الا وتكون طرفا فيه..فالمشاركات تفيدها ثقافيا وتزيدها معرفة واطلاعا على المعلومات العامة والجانب الآخر عائد مادي تستفيد منه في أوقات الضرورة ، وذات مرة تعرضت لأزمة مالية شديدة حيث كانت بحاجة لشراء فستان غالي الثمن لزوم عرس صديقتها (الروح بالروح) فماكان منها الا أن شاركت في برامج وفازت بخمسة آلاف درهم استطاعت من خلاله تغطية نصف ثمن الفستان وتسلفت الباقي من جارتها (أم كنوز) !
في أحد الأيام سمعت أن جارتها بصدد السفر الى ثلاث دول أوروبية فغارت منها وطلبت من زوجها أن يفعل الأمر نفسه ويسفرها الى 4 دول أوربية بدلا من السفر كل عام الى الهند توفيرا للميزانية والمصاريف الا أن زوجها رفض الطلب بشدة بحجة أن راتبه لايصل نصف الشهر الا وهو ممسوح بالكامل بسبب طلباتها المكلفة فكيف سيتمكن من تحقيق رغبتها وهو مكبل بالديون من قمة راسه حتى أخمص قدميه…فماكان منه الا أن صرخ في وجهها : هل أنت مجنونة !!شاركي في أي برنامج مسابقات فلربما فزت بجائزة قيمة وترحيمنا من طلباتك التي لاتنتهي !
أعجبت المصدومة كثيرا بالفكرة ، فبحثت عن برنامج يكسبها ذهبا…فحاولت الاتصال ببرنامج ( وزنك ذهب) الا أنها عادت فتذكرت أنها ضعيفة الجسم وتشبة زوجة ( باباي) في نحافتها ومايمكن أن تربحه لن يغطي المطلوب باي حال من الأحوال!
وبينما هي تبحث عن برنامج تشارك فيه سمعت اعلانا اذاعيا بان هناك جوائز قيمة لمن سيحضر الى مبارة في كرة القدم فتشجعت في البداية على الذهاب الا انها تذكرت ماتعرضت له في المرة السابقة عندما جلست بعيدا عن الجمهور فلم يتركوها في حالها وانشغلوا عن المباراة ظنا منهم أنها سيدة جميلة ، ولكن ماأن اقترب منها أحدهم حتى عاد باكيا الى أصدقائه بعدما اكتشف أنها نسخة مكررة من ( أم الدويس)!
أصيبت المصدومة بالاحباط ولم تدر ماذا تفعل فالصيف على الأبواب ولابد من تدبير المبلغ في اسرع وقت حتى لاتغيظها جارتها بموضوع السفر ، وفجأة سمعت المصدومة عن مسابقة جائزتها الأولى خمسين ألف درهم وبعدها يترشح الفائز للجائزة الكبرى المقدرة بمائة الف درهم ، فقزت منها مكانها فرحة بالفرصة الذهبية التي لن تفوتها أبدا ، واتصلت ببدالة الاذاعة حتى كادت تعطلها ، وفي النهاية حصلت على الخط ، ودخلت المسابقة حيث كانت أغلب الأسئلة من نوعية أيهما اكبر جحما الزينونة أم الليمونة ..؟! او ذاك السؤال المعقد جدا…صوت القط ..نياو أم مياو ؟! استطاعت المصدومة تجاوز تلك الأسئلة باقتدار دون (تغشيش) من المقدم ..وبالفعل كسبت الخمسين ألف درهم… وقررت المواصلة حتى الفوز بالجائزة الكبرى ..وقالت للمذيع في حالة فوزي بالمائة الف درهم سأتبرع بالخمسين (لحبايبي) الجمهور ..!
أشاد المذيع بتلك المبادرة المفاجئة وانهالت برقيات الشكر على المصدومة من قبل المستمعين من شتى بقاع الأرض حتى أن مستمعا من الاسكيمو اتصل للاذاعة يشكرها على كرمها الحاتمي ، فسأل المذيع المتصل عن كيفية معرفته بها رغم بعد المسافة بينهما فانقطع الاتصال نظرا لتجمد الخط !
دخلت المصدومة المرحلة النهائية من المسابقة ومن خلفها دعوات الجمهور المتعطش للفوز بالغنيمة حتى استطاعت في النهاية تحقيق حلمها الأزلي ، فتبرعت للجمهور بالخمسين ألفا ، وبعدها أعلن المذيع ان المزيد من التفاصيل حول الجائزة سيكون بعد الفاصل ، ولكنه عاد بعد فترة بصوت غير الذي بدأ به ، صوت متقطع حزين ومرتبك ، فقال للجمهور: أعزائي نبارك لكم فوزكم بالخمسين ألفا التي تبرعت بها المصدومة واعتذر لها كثيرا فقد نبهني منفذ البرنامج أن الاجابة التي اختارتها كانت خاطئة ..لذا وجب التنويه والاعتذار..!