السلام عليكم
سبحان الله المعز المذل
تصعد شركات ومؤسسات في عالم التقنية حتى نقول انها لن تسقط ابداً فتختفي وتأتي شركات من العدم لتصعد
دعونا نمر سريعاً على بعض القرارات المصيرية في عالم التقنية ( أسألكم التفاعل في الموضوع وطرح ما لديكم من قرارات خاطئة في عالم التقنية )
1- في خضم المعركة الدامية بين انتل و ibm قديما حيث كانت انتل تعمل على معمارية تنتمى لشرائح السيليكون ومعمارية CISC صاحبة البنية المعقدة والتي رغم انها تستهلك طافة اعلى وتقدم اداء اقل من RISC إلا انها تحوي بيئة برمجية تجعل البرمجة عليها اسهل بكثير
كانت انتل تعمل مع معماريتها الخاصة X86 مع كتيب التعليمات الخاص بها
و ibm تعمل مع معماريتها الخاصة التي كانت في ذلك الوقت اجهزة آبل تعمل عليها والصيحه الشهيرة وقتها ( ماك اور بي سي)
صممت ibm على موقفها بشدة وحصلت على تأكيدات من ميكروسوفت بدعم معالجاتها ولكنها تخلت عنها وفقدت سوقها وبالنهاية فقدت حليفها الاكبر آبل لصالح انتل بمعالجات الكور 2 ديو واصبح الماك مجرد بي سي
والان وبعد فوات الكثير من السنوات عادت معالجات RISC للواجهة مع شركات اخرى منافسة كانفيديا ودخلت في مجال التابلت والجوالات لكونها اقل استهلاكاً للطاقة بكثير ومازالت انتل مصممة على معالجتها ATOM وغيرها فهل يعود الزمن وتخسر سوقها امام منافس أخر خاصة بعدما دعمت ميكروسوفت ال ARM في الويندوز 8 ؟
======================================
2- حينما انطلق الايفون في عام 2007 اخذت الشركات وعلى رأسها نوكيا بالتقليل من شأنه بشدة بل وصل بهم الامر حينما انطلق بقوة ان قالوا انها مجرد زوبعة وستنتهي فمرت السنوات كسنوات عجاف على الشركات واصبح العالم يعشق ربيع آبل
حتى جاء اليوم الذي قال فيه مدير احدى الشركات (تقريباً سوني اريكسون او HTC لا اذكر ) انه كان من الخطأ التقليل من شأن الايفون وقت اطلاقه
======================================
3- حينما انطلق ios في عالم الايفون وملأ الدنيا ضجيجاً كان على ميكروسوفت ان تعلم ان نظامها العتيق سيأخذ في يده السيمبيان ويذهبا للظلمات
وعلى الرغم من ادراكها ذلك إلا انها قد ادركت ذلك متأخراً حيث خرج الاندرويد وسيطر على السوق واصبح مجئ ميكروسوفت المتأخر متعثر للغاية لكونها ستنافس الاندرويد وليس الايفون
فكما تعلمون ان هناك الملايين حول العالم لا يريدون شراء منتج آبل لعدة اسباب كثيرة ولهذا فأول نظام تشغيل متكامل سيصدر ويسحب السوق لن تستطيع ان تنافسه فيما بعد سوى بصعوبة فلعل ميكروسوفت لو جاءت مبكراً لكان لها شأن اخر إلا أن مدير قسم الجوالات فيها فاجأنا منذ عدة ايام بقوله ( ان الاندرويد نظام تشغيل مبعثر ) وعلى الرغم من صدق قوله إلا اننا نرد عليه بجملة بيل جيت الشهيرة لستيف جوبز قديما حينما اخبره ان الماك مازال افضل ( أنت لم تفهم بعد ستيف ... ومن يهتم !!! )
نعم عزيزي فالعالم ليس كله خبراء تقنية ليعلموا ان في البنية الداخلية هناك ضعف او بعثرة
يبدوا ان ميكروسوفت فقدت كثيراً بتنحي بيل جيت عن الواجهة
======================================
4- في ظل محاولات الحوت جوجل الكثيرة للسيطرة على السوق عبر المنافسة بل قل التدمير لكل فكرة ويب تحاول النشوء بأصدار منافس أقوى مستغلة موقعها القوي في السوق وطاقم المهندسين الكثر لديها وتحطيمها أو ربما لو فشلت تقوم برمي بعض الدولارات الخضراء على رؤوس اصحابها لشراء مجهودهم وضمه للأمبراطورية الضخمة
إلا أن أكبر خطأ أرتكبه إيريك شميدث تغافله عن الفيس بوك والذي من وجهة نظري من اكبر اسباب تنحيه عن منصبه للاري بيج الذي اول ما فعله في جوجل هو التنبيه على ان جوجل اصبحت تفتقد كثيراً للإبداع الذي اعتادت عليه وعليها ان تعود من جديد له ( فهل تفعل ؟ )
شميدث اتخذ القرار الخاطئ في أن الامر لا يعلو كونه زوبعة في فنجان سيتم الملل منها سريعاً ولكن هذا لم يحدث
ربما لو كان يدرك الامر جيداً او كان يمتلك ذكاء بيل جيت الذي على الفور عرض الشراء ولما رفض طلبه دخل واستثمر ماله في هذه الأمبراطورية الجديدة لكان الان جوجل في مكان اخر
فهل تكون هذه الغفلة هي القشة التي تقسم ظهر البعير ؟
وهل تضيع كل مجهودات شميدث لسنوات طويلة هباءاً بخطأ واحد ؟
لقد أخطأت جوجل بقوة حينما لم تكسب الفيس بوك كصديق وتعمدت على طول الطريق ان تنميها كعدو مباشر حتى اصبح شغل الفيس بوك الشغال هو تدمير جوجل ولو كانت تقربت منها كما فعلت ميكروسوفت ببعض الصفقات لربما كانت تضمن لسوقها في عدة جوانب الاستمرار اكثر
فماذا لو تحول الفيس بوك مع الوقت لسوق اعلانات متكامل ؟
بذلك سيكون الفيس بوك يمس نقطة القوة لدى جوجل ومصدر دخلها الاول فهل تفعل ؟
وهل نتاج لاري بيج الاول مع جوجل وهو جوجل بلس سيكتب له النجاح ؟ ... هذا ما يخبأه لنا الزمن
======================================
5- دمج متحكم الذاكرة الموجودة على الجسر الشمالى للوحة الأم بداخل المعالج كان احد أبتكرات الشركة المميزة AMD وحينما اطلقت الفكرة لأول مرة سخر منها احد مديرين انتل وقال ما هي الفائدة من هذه الخطوة ...... لا اعتقد ان ذلك سيحقق شئ
فأنطلقت معالجات AMD وحققت سرعة استجابة عالية في التطبيقات التي تعتمد على الذاكرة وبعدما سمعنا عن اشاعة نية انتل في تطبيقها على معالجتها وقد كان من اول معالجات coreIX الشهيرة والمندرجة اسفل معمارية نيهالم
مع العلم ان تلك لم تكن الفكرة الوحيدة التي سرقتها انتل من AMD التي دائماً كانت تسلب وتكتفي بالترضية المالية او تتغافل عن الامر ( ليس سرقة شكل جوال او تابلت وتصرخ وتملأ الدنيا ضجيجاً :con2: )
======================================
6- الصبر الطويل والانتظار هو الخطأ الذي قد تقع فيها اي شركة حينما يظهر لها منافس بأسلوب وصيحة جديدة او دعنا نصفها بلحظة الصدمة التي تطول
فحنيما ظهر جوجل بلس بعدة افكار رائعة اخذ الفيس بوك على الفور التقليد لبعض الأفكار
ولما لا وجوجل بلس نفسه نشأ من نسخة مقلدة لأفكار الفيس بوك الاولى
ربما لو كان مديري ماي سبيس الجدد والذي شروا الموقع لتوهم ب 580 مليون دولار علموا ان التقليد ليس عيباً وانه ليس عيباً أن تحصل على عدة مبرمجين وأطلاق شئ منافس للفيس بوك سريعاً لكان افضل من مسلسل فقدان الدم والنزيف الحاد الذي تعرض له الموقع لعدة سنوات متتالية وأصحابه يكتفون بالمشاهدة
ولربما لم يكن ليجئ اليوم الذي يباع فيه ب 35 مليون دولار !!
======================================
7- أحيانا تأتيك منافسة اعلى واكبر من مستواك
ووقتها افضل حل هو التنحي السريع بأعلى الأسعار المعروضة عليك
فكم من موقع يختفي كل يوم وكان يمكنه منذ بداية فقدان للسيطرة ان يبيع نفسه ويحصل على بعض الدولارات الكفيلة بفتح مشروع اخر بدلاً من فقدان كل شئ
ولكنه الطموح الذائد الذي نقع ضحيته جميعاً
وهي صفة ايضاً قد يقع فيها الكبار ... أليس كذلك ياهو ؟؟
حينما تعرضت ياهو لصدمات متتالية من جوجل وميكروسوفت لم تكن تكترث كثيراً فقوتها في السوق تمكنها من الاستمرار
ولعلها كانت على الفور يجب ان تتبين ان منافسيها لديهم مصادر دعم اخرى غير المواقع التي ينافسونها بها وهذا على خلافها فهي مصدر دخلها هو نفسه مصدر منافستها لهم وهذا ما جعل الضغط يزيد عليها بشدة
حينما وصلت الشركة لطريق مسدود وقرر المدير التنفيذي ان يوافق على صفقة الشراء الضخمة بالمبلغ الذي يثيل له اللعاب ( 45 مليار دولار ) كان قراراً صحيحاً بكل معنى الكلمة
إلا أن الشركة قررت فصل المدير التنفيذي وتعيين أمرأة مكانه
وكما نقول دائماً ( ما أفلح قوم ولَّوا امورهم أمرأة )
فخاب ياهو وخسر الكثير حتى اصبح يتشدق على من يقوم بشراءه
وانقلبت الاية فأصبح من يريد الشراء هو من يعرض شروطه
كفاية من اجل التفاعل
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 2end 
