لندن: حافظ القباني
أطلقت عبارة عارضة ذكرها ستيف جوبز، الرئيس الراحل لشركة «أبل» للكومبيوتر، في سيرة حياته المعتمدة التي طرحت في الأسواق قبل يومين، شائعات في قطاع تقنية المعلومات في الولايات المتحدة، بل وفي جميع أنحاء العالم، فقد ذكر لوالتر إيزاكسون كاتب السيرة: «أود تصميم جهاز تلفزيون مدمج». وأضاف: «ويصبح هذا الجهاز متزامنا مع كل أجهزتنا ومع (أي كلاود)... ويشتمل على أبسط طريقة تشغيل يمكن تخيلها. أخيرا، لقد وجدتها».
المدونات المتابعة لشركة «أبل» ومنتجاتها تحاول معرفة ما الذي «وجده جوبز قبل وفاته». هل هو «أحلى جهاز تلفزيون في العالم»؟

الباحث تريب تشاودري يعتقد أن جهاز التلفزيون الجديد قد يكون أقرب شبها بجهاز تلفزيون «فيديو ويف» الفاخر الذي تنتجه شركة «بوز» من حيث البساطة ويتمتع بمستوى مرتفع من جودة الصورة والصوت. كما توقع أنه سيكون أبسط بكثير وأقل سمكا، وبه كمية محدودة من الكابلات ومزيد من مكبرات الصوت، بل إنه أكد أن «أبل» ستطرح جهاز التلفزيون الجديد بثلاثة مستويات سعرية، بينما أعرب محلل أميركي آخر عن احتمال أن تكون شركة «أبل» قد صنعت نموذجا لهذا الجهاز بالفعل.

البعض أشار إلى احتمال أن يعمل الجهاز الجديد عبر تقنية «سيري» الخاصة بتشغيل الأجهزة عبر الأوامر الصوتية، وهي التقنية المستخدمة بالفعل في جهاز الهاتف الجوال المعدل «آي فون 4 إس»، بينما ذكر عدد من المعلقين أن ما يقصده ستيف جوبز بكلمة «وجدتها» قد يشير إلى «الشفرة» الصعبة التي ستسمح بتطوير جهاز تلفزيون دون كابلات، وهو الأمر الذي لو كان صحيحا سيغير الطريقة التي سيتابع بها الناس التلفزيون.

والجدير بالذكر أن سيرة حياة ستيف جوبز المعتمدة، وهي بعنوان «ستيف جوبز.. السيرة الحصرية» تصدرت قائمة أكثر الكتب مبيعا بعد عدة ساعات من طرح النسختين الورقية والإلكترونية في الأسواق في «أمازون». ويتوقع النقاد أن يتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعا في الأسواق للعام الحالي. ومؤلف الكتاب والتر إيزاكسون هو رئيس التحرير السابق لمجلة «تايم» العالمية. وبعد يومين احتلت المرتبة الـ12 في أكثر الكتب مبيعا في «أمازون» منذ بداية العام.

وتبين أن جوبز طلب من إيزاكسون منذ أكثر من 7 سنوات إعداد سيرته، وقد استغرق الأمر عامين بالإضافة إلى 40 لقاء مع جوبز لإعداد السيرة التي قد تصبح واحدة من أكثر السير الذاتية نجاحا باللغة الإنجليزية.

ومن بين الأحداث التي تتضمنها السيرة الذاتية هي قصة الفكرة وراء إصدار «أبل» لجهاز الـ«آي باد»، فيبدو أن «أبل» تدين بالكثير لشركة «مايكروسوفت»، لأن الـ«آي باد» لم يكن ليظهر من الأساس لولا تفاخر موظف في شركة «مايكروسوفت» في أكثر من حفل عشاء أمام جوبز أنهم يعدون جهاز كومبيوتر لوحي. وأوضح جوبز: «كان حفل العشاء المرة العاشرة التي يذكر لي ذلك، لدرجة أنني عدت إلى منزلي وقلت: إلى الجحيم، سأريه كيف يكون الكومبيوتر اللوحي حقا».

وقد دفعته مشاعر الغضب التي انتابته إلى طرح جهاز الـ«آي باد» في أبريل (نيسان) عام 2010، الذي بلغت مبيعات «آي باد» و«آي باد 2» ما يقرب من 40 مليون جهاز.

وفي ما يتعلق بإصابته بسرطان البنكرياس في عام 2004، أوضح إيزاكسون أن جوبز حاول استخدام وسائل علاج بديلة ربما أثرت على وضعه الصحي على المدى الطويل، وأكد أن جوبز تأكد أنه كان مخطئا.

وطبقا لسيرة حياته فقد كان جوبز مصابا بنوع بطيء النمو من سرطان البنكرياس «يمكن علاجه»، ولكنه رفض إجراء العملية إلا بعد مرور 9 أشهر من تشخيصه، وربما كان ذلك متأخرا، واختار بدلا من ذلك ريجيما نباتيا خالصا، والوخز بالإبر، والعلاج بالأعشاب، وغيرها من وسائل العلاج التي عثر عليها على الإنترنت.

كما تأثر بطبيب يدير عيادة تستخدم وسائل علاجية لم تثبت فاعليتها مثل «العلاج بالعصير»، الذي يعتمد على شرب عصائر الفاكهة والخضراوات فقط لمدة ثلاثة أيام بهدف تخليص جسم الإنسان من المعادن، بالإضافة إلى «الحقن الشرجية»، وأخيرا وافق على إجراء العملية في يوليو (تموز) عام 2004.

وكشف إيزاكسون أن جوبز هو واحد من عشرين شخصا في العالم تم اجراء اطلس جينات الورم السرطاني له، بالإضافة إلى الحمض الريبي الخاص به، بتكلفة بلغت مائة ألف دولار.

وفي ما يتعلق بمنافسه الرئيسي في قطاع التكنولوجيا بيل غيتس الرئيس السابق لشركة «مايكروسوفت»، أوضح جوبز في سيرته أنه كان سيصبح أكثر انفتاحا لو أنه تعاطى مخدرا إن ذهب إلى المعابد في الهند عندما كان صغيرا. وأوضح الكتاب أنه قال «إن بيل شخص لا يتمتع بخيال ولم يخترع شيئا، ولهذا السبب فهو يشعر بالراحة في أعمال الخير أكثر من العمل في قطاع التكنولوجيا».

ويكشف الكتاب أن جوبز المعروف بعناده وسرعة غضبه رفض مقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما في العام الماضي، قائلا إنه لن يقابله إلا إذا اتصل به بنفسه. كما تكشف سيرة حياته أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون استشار جوبز في ما يفعله بخصوص علاقته بمونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الأبيض، وقد رد عليه جوبز بقوله: «لا أعرف إذا كنت فعلت ذلك، ولكن إذا فعلتها يجب أن تبلغ الشعب».