النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: (التيلي برومتر).. انتصار العقل على الذاكرة

  1. #1
    عضو نشيط جدا
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    402

    (التيلي برومتر).. انتصار العقل على الذاكرة



    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    (التيلي برومتر).. انتصار العقل على الذاكرة
    لا خوف أبدا على من يملك عقلا، الخوف كل الخوف على من يملك عقلا ويعطله.. يسمح للآخرين باقتياده، وهزيمته بمجرد كلمات.

    واجه الممثل فريد بارتون مشكلة كبيرة في حفظ النصوص. استبعد من أكثر من عمل بسبب عدم قدرته على حفظ المشاهد.. كان يستغرق أياما لحفظ مشهد صغير، وقبل أن يتوجه إلى الأستوديو يردد المشهد على مسامع أصدقائه غير مرة. لكن فور أن تضيء الكاميرا تنطفئ ذاكرته ولا يستطيع تذكر إلا النزر اليسير. كان ينجح في (الكاستينج)، أو تجربة الأداء، بيد أنه يفشل عندما يشرع في التصوير. اضطر أكثر من مخرج إلى استبداله في أثناء العمل إثر تذمر زملائه الممثلين وشركات الإنتاج بسبب إخفاقه في تذكر المشاهد وعدم الالتزام بجدول الإنتاج.
    مشكلته مع الحفظ جعلته في القائمة السوداء للمخرجين. بات لا يجد له مكانا في أي عمل. تحول من ممثل واعد إلى شخص يائس. يهيم على وجهه بحثا عن فرصة صغيرة ولا يجدها. وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير كلمة مخرج له، عندما قال له: “لن تصبح نجما وأنت بلا ذاكرة”. استعان بارتون بصديقه المهندس الإلكتروني، هيوبرت شلافلي، لعله يجد له مخرجا ويعيده إلى ما يحب ويهوى. كان شلافلي، مؤمنا بموهبة صديقه، ومؤمنا أكثر بأنه من الظلم أن تدفن موهبته بسبب ضعف ذاكرته في ظل قدرته الفائقه على تجسيد الشخصيات بحرفية. بعد أشهر قليلة من حوار الصديقين اخترع شلافلي بمساعدة إيرفن كاهين جهاز(التيلي برومتر)، أو شاشة القراءة.



    تهافتت أغلب البرامج على استخدام النسخة المبكرة من (التيلي برومتر)، الذي صممه شلافلي كالذي يبدو في الصورة، والذي أصبح اليوم أكثر رشاقة وأناقة

    وتقع الشاشة بالقرب من كاميرا التصوير عادة، أو أي زاوية أخرى حسب الرغبة. ينظر إليها الممثل أو المقدم أو قارئ النشرة ويبدو كأنه يحفظ النص، بينما في الحقيقة هو يقرؤه. تحقق حلم بارتون وأصبح لديه ذاكرة عظيمة تتسع لعشرات المشاهد. نجح بارتون بمساعدته في تنفيذ أكثر من مسلسل دون أن يحتاج لحفظ أي مشهد. لكن (التيلي برومتر) نجح أكثر منه. قرر بارتون الانصراف عن التمثيل والعمل مع صديقيه لتأسيس شركة باسم شركة (تيلي برومتر)، الشركة حققت نجاحا واسعا. تهافتت على الجهاز كبريات الشركات والمؤسسات الإعلامية في أميركا وخارجها. أصبح (التيلي برومتر) أمام معظم قارئي النشرات الإخبارية ومقدمي البرامج المباشرة والمسجلة وصار بديلا للأوراق. الإقبال الكبير دفع الشركة للتعاقد مع أكثر من مصنع لتغطية الطلبات التي انهالت عليهم من أنحاء المعمورة.
    أصبح (التيلي برومتر) متوفرا في معظم المؤسسات الإعلامية حول العالم في فترة قصيرة. وحتى رجال السياسة وجدوا فيه ضالتهم. ففي عام 1952 ألقى رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق، هربرت هوفر، كلمة في مؤتمر الحزب الجمهوري في شيكاجو، عبر (التيلي برومتر) الذي صممه شلافلي. وفي عام 1964 لم يجد رئيس أميركا الأسبق، ليندون جونسون، أفضل من (التيلي برومتر) لمساعدته في إعلان قانون الحقوق المدنية.
    جاء (التيلي برومتر) ليحيي أحلام كثير من الناس في دخول معترك السياسة في أنحاء العالم ممن لا يتمتعون بذاكرة قوية. فالقائد صاحب الذاكرة القوية يستلب الجماهير ويسحرهم ويحركهم.. يهزهم ويؤثر فيهم بقدرته على الاستدلال بحكم ومقولات.. أرقام وإحصائيات يغرفها من ذاكرته. أتاح (التيلي برومتر) للجميع فرصة التأثير بعد أن كانت مقتصرة لعقود على الحفظة.



    يعتبر الرئيس الأمريكي، السيد باراك أوباما، أحد أكثر من يستخدم (التيلي برومتر) في خطاباته. علاقته بهذا الجهاز، الذي يظهر في الصورتين أعلاه، جعلته وجبة دسمة لبرامج الكوميديا الأميركية المسائية. ويجزم الكوميدي جي لينو ساخرا بأن أوباما يستعمل الجهاز أثناء حديثه مع زوجته ميشيل في المنزل

    وكلما تقدمت السنوات تطور (التيلي برومتر) وأصبح أكثر رشاقة ومرونة حتى أصبح اليوم شفافا لا يرى. فـ(التيلي برومتر) اليوم، الذي يستخدمة بوفرة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في خطاباته القصيرة والطويلة عبارة عن شاشة شفافة رقيقة جدا. من ليس لديه اطلاع ومعرفة بـ(التيلي برومتر) سيعتقد أنه من ضمن معدات الإضاءة والتصوير، ولكنها في الحقيقة هو الشاشة التي يقرأ منها الرئيس. يقرأ منها لساعات وكأنه يرتجل.
    حاول شلافلي أن ينقذ موهبة صديقه بارتون لكنه أنقذ العالم من الحفظة الذين احتكروا المشهد والمنابر. منح الكثير من الطموحين الفرصة لخوض غمار المنافسة والتجربة.
    إن عالمنا اليوم يحتاج إلى العقل أكثر من الذاكرة. جميل أن نملك ذاكرة قوية وننميها، لكن من الأجمل أن نملك عقلية جميلة وننميها. العالم الجديد لديه الكثير من الوسائل التقنية التي بوسعها تخزين ورصد وحفظ كل شيء، لكن لديه القليل من العقول المفكرة المتدبرة، التي تحلل وتفند وتُشرّح وتَشرح.
    بارتون رد على المخرج الذي زعم أنه لن يصبح نجما بأن أصبح نجما. لقد كتب اسمه في التاريخ كملهم لأحد أهم اكتشافات العصر الحديث. لا خوف أبدا على من يملك عقلا، الخوف كل الخوف على من يملك عقلا ويعطله.. يسمح للآخرين باقتياده، وهزيمته بمجرد كلمات.
    المصدر / عبدالله المغلوث » أرشيف المدونة » (التيلي برومتر).. انتصار العقل على الذاكرة








  2. #2
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    184


    معلومات جديدة. شكرا لكاتب الموضوع










ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أضف موقعك هنا| اخبار السيارات | حراج | شقق للايجار في الكويت | بيوت للبيع في الكويت | دليل الكويت العقاري | مقروء | شركة كشف تسربات المياه | شركة عزل اسطح بالرياض | عزل فوم بالرياض| عزل اسطح بالرياض | كشف تسربات المياة بالرياض | شركة عزل اسطح بالرياض