بسم الله الرحمن الرحيم

أبدأ بسم الله مستعينا راضا به مدبرا معينا والحمدلله الذي هدانا إلى طريق الحق واجتبانا أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوء عملي استغفره وأستعينه على نيل الرضا وأستمد لطفه فيما قضى


وبعد إني باليقين أشهد شهادة الإخلاص أن لايعبد في الكون معبود سوى الرحمن من جل عن عيبا وعن نقصان وأن خير خلقه محمدا من جائنا بالبينات والهدى روحي ونفسي وماأملك له الفداء


عليه الصلاة والسلام


أما بعـــد




أتعرفون – يا شباب – فضل الدعوة والداعية عند الله ؟ أتعرفون المنزلة الكبرى التي خص الله سبحانه بها دعاة الإسلام ؟ أتعرفون ماذا أعد الله للدعاة من مثوبة وأجر وكرامة ؟


أنهم خير هذه الأمة على الإطلاق ، قال تعالى في سورة آل عمران : (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..)) .
* و أنهم المفلحون والسعداء في الدنيا والآخرة ، قال سبحانه في سورة آل عمران : (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) .
* وأن أجرهم مستمر ومثوبتهم دائمة روى مسلم وأصحاب السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً .. )) .
* ويكفي الدعاة فخراً وخيرية .. ما روى البخاري عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( .. فوالله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم ))
هل رأيتم – يا شباب – منزلة تضاهي منزلة الدعوة ؟ وهل سمعتم في تاريخ الإنسانية كرامة تعادل كرامة الداعية ؟
ويكفي الدعاة أنهم يرو نور وجه ربهم العظيم الكريم المنان , الله جل في علاه , اللهم لاتحرمنا من لذة النضر الى نور وجهك الكريم .

ويكفيهم أنهم يحضوا بالحور العين , يالله , أقدامها كالفضة, في بياضها قد ركبا من فوقها ساقين في غاية البياض والصفاء والالتفاف يخرج من مخ ساقها نور يُرى من فوق الثياب


ياشباب .. ياشباب .. هذا نور المخ فما بالكم بنور الساق نفسه ,



)) جسم الحوراء كما يصفه لنا ابن القيم رحمه الله (( كالغصن الرطيب ، الذي جمع من كل فاكهة صنفا ، فورد على الخدود ، وتفاح على الجبين ، ورمان في الصدور .


وأما المعصمان فإن شئت فشبههما بسبيكتين اتخذتا من خالص الفضة قد ركب فيهما كفان .. الين من الزبد مجسا .. أنعم من الحرير ملمسا فما أعظم ملمسها وما أحلى بشرتها التي هي أنعم من بشرة الأطفال .



إن أزواج الجنة ليغنين بأحسن الأصوات ما سمعها أحد قط وإن مما يغنين .. نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام


وإن مما يغنين نحن الخالدات فلا تمتن .. نحن الآمنات فلا يخفن نحن المقيمات فلا يخفن .


ويكفي جمال وجهها , حسن لا ينبغي أن يكون والله إلا لمن عمل العمل الحسن ..اللهم اجعلنا ممن يعمل العمل الحسن يارب العالمين .. اللهم آمين ..


في ذلك الوجه عينان متسعتان هادئتان بجفنين فاترين من الرقة والنعومة فتُر جفنها ورق لأنه جفن قد قر مكانه فلا تحديق عندها وربي ولا حملقه ، إنما نظرها لحبيبها وعشيقها وزوجها .. قال الله (( فيهن قاصرات الطرف ))








جاء في الأثر (( تهب ريح الشمال في يوم الجمعة على أهل الجنة في سوق الجمعة فيرجع الرجل لأهله في خيمة من لؤلؤة مجوفة فتستقبله الحور فتحمله على فخذها وتسقيه العسل بكأس الفضة من يدها ثم تمسح فمه بفمها ثم تقول ياوليّ الله وعزة ربي مارأيت في الجنة أجمل منك قط فيقول وأنت والله ما رأيت في الجنة أجمل منك قط




عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يسطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها))



فإذا كان الأمر كذلك فانطلقوا – يا شباب– في مضمار الدعوة إلى الله مخلصين صادقين .. لتحظوا بالأجر والمثوبة ، والرفعة والكرامة .. في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. في مجمع من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً !! .



http://da3eea.blogspot.com