السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت افكر لماذا الدول العربية التي قامت فيها الثورات تسعى الى نسخ الديمقراطية الغربية دون ان تضفي عليها لمسة خاصة تستوحيها من روح الثورة والطلبات الشعبية وتبنت نظاما برلمانيا تحزبيا مثل تونس وليبيا وسعي سوريا الى ذلك ايضا باستثناء مصر التي حافظت على شكل نظام الحكم كما كان سابقا اي رئاسيا.
المشكلة في هذه الأنظمة التحزبية سواءا البرلمانية او الرئاسية - من وجهة نظري - انها انظمة شبه ديمقراطية اي انها لا تمثل الديمقراطية المطلقة فالتجربة الغربية تؤكد ذلك حينما يتحول حزب ما ليصبح هو الحزب المتحكم وصاحب الاغلبية في دورات انتخابية وعقود عدة. وأعضاء البرلمان يصبحون في الواقع ليسوا ممثلين عن الشعب لكن ممثلين عن الحزب واهداف الحزب وسياسته واجندته. حيث ان للحزب فيما بعد بحجة الشرعية وانه المنتخب من قبل الشعب الحق في تغيير العديد من الامور في انظمة الدولة ان لم يتم فيما سبق دسترتها وان تم دسترتها بامكانه التعديل عليها عن طريق التصويت في البرلمان الذي يمثل فيه هو الاغلبية وان لم تكن مطلقة فلديه احزاب تشترك معه بما يسمى الائتلافات الحاكمة التي تقطع الكعكة فيما بينها في نهاية المطاف. ومثال على هذا حزب العمال الاشتراكي القومي الالماني بقيادة ادولف هتلر الذي اسس لابشع دكتاتورية في العصر الحديث, فهذا الحزب الذي كان ينتمي اليه هتلر قد انتخب ديمقراطيا قبل ان يفشل في الانقلاب على الحكم مرتين فيما سبق الى ان ايقن انه لا طريق يمكنه الى اعتلاء سدة الحكم سوا صندوق الاقتراع. وبعد فوزه في الانتخابات عمد الحزب الى السيطرة على مكونات واجهزة الدولة كما انه غير شعار وعلم واسم الدولة.

الديمقراطية اللاحزبية - وفق منظوري وتفسيري - :
هي شكل من اشكال انظمة الحكم الديمقرطية التي لا تقوم على اساس حزبي, اعضاء الحكومة واعضاء البرلمان هم اشخاص من ذوي الكفاءات مستقلون سياسيا وحزبيا ومنتخبون بطريقة مباشرة من الشعب. ويمكن ان تاخذ شكل النظام البرلماني او النظام الرئاسي

1) البرلمان:
1.1) الهيكل العام
يتكون البرلمان من اعضاء يمثلون المناطق البلدية للبلاد ويمثل كل منطقة بلدية من شخص الى 3 اشخاص أو أكثر يتم انتخابهم مباشرتا من قبل الشعب بما يعرف بحلقة الانتخابات ففي كل منطقة بلدية يترشح عدة اشخاص وتجرى الانتخابات الى ان يتم حصر الاصوات في مترشح الى 3 مترشحين أو أكثر ويتم تحديد عدد المترشحين والممثلين في البرلمان حسب عدد السكان وعدد المناطق البلدية.
من شروط الترشح: الكفاءة العلمية
الترشح يكون لمرحلة انتخابية واحدة فقط.

1.2) سحب الثقة من عضو البرلمان:
نعم على غرار الانظمة الديمقراطية الاخرى يمكن هنا ان يتم سحب الثقة من العضو بامر قضاءي يتقدم به سكان المنطقة الممثل عنهم لسبب معين مثل عدم التمثيل اللائق كالاساءة وعدم الانضباط وعدم الحضور الدوري والمشاركة السلبية ويمكن ملاحظة كل هذا عبر التلفاز التي تبث بثا حيا عن جلسات البرلمان.

1.3) التشريع
كل التشريعات يجب ان ينظر فيها من قبل المحكة القانونية التي تختص في مدى قانونية ودستورية التشريعات وخلوها من الثغرات القانونية.

2) الحكومة ورئاسة الوزراء:
يتم انتخاب رئيس الوزراء من قبل اعضاء البرلمان ويتم التصويت على منحه الثقة باغلبية ثلثي البرلمان عبر حلقات انتخابية
يقوم رئيس الوزراء بتكوين اعضاء الحكومة واسنادهم الحقائب الوزارية المناسبة ثم تعرض التشكيلة على البرلمان لمنحها الثقة وذلك بتصويت ثلثي البرلمان
يتوجب ان يكون اعضاء الحكومة من ذوي الخبرات والكفاءة العلمية والعملية ويفضل ان يكون رئيس الوزراء حاصل على شهادة في العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال وتمنح الحقائب الوزارية على حسب التخصص مع تحديد سن اقصى وسن ادنى لاعضاء الحكومة مثلا بين 30 و 75 سنة
في بداية كل دورة تشريعية يتم الاستفتاء على ابقاء الحكومة السابقة او حلها واعادة تكوين اعضاءها ويشارك في الاستفتاء اعضاء البرلمان وتحسب الاصوات لصالح ثلثي البرلمان

2.1) سحب الثقة:
تسحب الثقة من الحكومة في حالة الاداء السيء وعدم تحقيقها لمتطلبات وامال الشعب.
ايضا في بداية كل دورة نيابية يتم مقارنة اداء الحكومة بحكومات اخرى سبقتها عبر احصائيات وعندما تكون نتائج هذه الاحصائيات سلبية يتم حلها واعادة تكوينها

3) الرئاسة:
يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرتا عبر حلقات انتخابية الى ان يحصر الفائز في مترشح وحيد
يتوجب ان يكون الرئيس من اصحاب الكفاءة والخبرة العلمية والعملية ويفضل ان يكون من خريجي العلوم السياسية ويحدد سن الترشح مثلا من 40 الى 70 سنة.
ويمكن المشاركة في فترتين انتخابيتين

3.1) سحب الثقة من الرئيس:
يمكن ان يتم سحب الثقة من الرئيس او عزله بموجب قرار قضاءي او قرار ثلثي اعضاء البرلمان
العزل القضاءي يكون في حالات مثل الخيانة, تهديد الامن القومي, تهديد الوحدة الوطنية
العزل البرلماني يكون في حالات الرفض الشعبي والخروج في مظاهرات
عند شغور منصب الرئيس يتسلم رئيس البرلمان المنصب الى حين انتخاب رئيس جديد

----
هذا مجرد شكل عام واجتهاد شخصي بسيط يمكن تحسينه وتطويره لو اجتمع الخبراء عليه.

اراءكم ونقاشاتكم ؟
دمتم بود