عندما نسمع أحدهم يتحدث بخلط بين الشعار LOGO و الهوية التجارية BRAND تصيبنا بعض القشعريرة الناتجة عن الاستياء
لأنه نظرا للفرق الهائل بينهم تستطيع الشركة أن تغير شعارها بسهولة ( لكن الأمر ليس بتلك السهولة المتوقعة )
تغيير الهوية يحتاج إلى وقت ومعرفة ذاتية للشركة وحصتها الكاملة من حجم السوق وغيرها من المعايير؛ فالشركات التي ترغب في تغيير هويتها يجب أن تعد نفسها وتعلم أن تغيير الشعار وحده غير كافي.

ما هي الهوية BRAND ؟
الهوية ببساطة هي ما يميز شركة ما عن منافسيها، ومع ذلك توجد العديد من العوامل التي تتحكم في صناعة هوية الشركة مع العلم أن كل هذه العوامل ليست تحت سيطرة الشركة دائمًا.
الهوية هي كل ما يمثل الصورة الذاتية للشركة، فهي تركيبة متناغمة تشمل شخصية الشركة وفلسفتها وثقافتها و الواجهة الجمالية (مثل الشعار والموقع الإلكتروني وتغليف المنتجات وتصميماتها وحتي مقر الشركة وغير ذلك) والتي تؤثر في المستهلك بنعومة ويسر وتؤثر في قراراته و ولائه للشركة ومنتجاتها/خدماتها.
ما يمثله منتجك / خدمتك للمستهلك من تغيير وتأثير في حياته يعتبر هو قلب أي هوية تجارية
قد لا يعرف المستخدم كيف تقوم شركة تصنيع الملابس الرياضة المفضلة لديه بمعاملة موظيفها في مقراتها ومصانعها، لكنه يعرف جيدا كم هي مبهجة ومريحة وتحظى بإعجاب نجومه المفضلين، وبالتالي سيصبح هذا المستهلك مخلصًا لهذه العلامة التجارية لأطول وقت ممكن طالما أنه يشعر أنها تمثل مصدرا للراحة وتعطيه إحساسا بالروعة، ومن هنا تبدأ الهوية التجارية في الترسخ ويشعر العملاء بولائهم لهذا المنتج وهذه العلامة.

ما هو الشعار؟
الشعار هوالتصميم الذي يدل المستخدم على مصدر وهوية المنتج/الخدمة الذي بين يديه، وليس من الضروري أن يحتوي الشعار على اسم الشركة
فيمكن أن يكون شعارًا رمزيًا يرتبط في ذهن المستخدم بالعلامة التجارية للمنتج والشركة المصنعة له
ولأن الهوية يجب أن تشمل كل ما تقوله الشركة أو تقوم به أو تنتجه أو تستند عليه في التعريف عن نفسها، فيجب أخذ بناء وتصميم شعار الهوية التجارية على محمل الجد، فالشعار المثالي يجب أن يكون قادرًا على أن يعبر عن شخصية الشركة بشكل رمزي يترسخ في عقل المستهلك وليس بشكل حرفي فقط.
عادة ما يستخدم مفهوم تغير الهوية التجارية للشركة “Re-Branding” للتعبير عن عملية تغيير شعار الشركة
لكن في الحقيقة عملية تغيير الهوية التجارية للشركة تتطلب وقتا أطول، وفي الغالب لا يكون تغيير الشعار وحده كافيًا لتحقيق هذه العملية بالكامل
ففي حال رغبت الشركة في تعديل سمعتها أو إصلاحها فلا يجب فقط تغيير الشعار، لكن يتطلب الأمر في أغلب الأحوال تغيير الاسم والهوية والسوق وسياسة التسعير وأيضا المنتجات وطريقة التغليف وغيرها.
تغيير الشعار قادر على إحداث تغييرات على الشركة بالفعل وبصورة سريعة جدا، فالشركات عادة ما تغير شعارتها طوال الوقت وبصورة مستمرة لتواكب التغير في ثقافة المجتمع أو لتعديلات طرأت على فلسفة الشركة نفسها
وإذا نظرنا إلى شعار شركة ابل الأصلي في منتصف السبعينات فلن تتخيل أن هذه الشركة ستصل إلى ما وصلت اليه ولو بعد مئة عام .

وفي النهاية مهما كان من يصمم لك شعار هويتك التجارية ، تأكد من أنه يدرك وبكل عمق هوية الشركة بدقة بكل تفاصيلها ومتعلقاتها الداخلية والخارجية في الوقت الراهن لا أن يركز فقط على ما تريد أن تصل إليه الشركة في المستقبل، وبذلك ستتفادى خيبة الأمل التي قد تحدث من عدم توافق صورة الهوية الجديدة مع حقيقة الشركة الحالية.