نتيجة لذلك، فإن من وُلدوا بين 21 آذار/مارس وما بين 19 نيسان/ابريل من الخطأ أن يعتبروا أنفسهم من مواليد برج الحمل، لأننا برج الجدى اليوم نعلم تماماً أن الشمس لم تعد ضمن كوكبة الحمل في معظم هذه الفترة (نتيجةً للحركة البدارية) بل ستكون ما بين 11 آذار/مارس و18 نيسان/ابريل في برج الجدى برج الحوت! والمدهش أكثر أن من ولد ما بين 29 تشرين الثاني/نوفمبر و17 كانون الأول/ديسمبر سيكون من برج الدلو مواليد برجٍ فلكيٍ لم يُكتب عنه يوماً في أي مجلة أو يسمع به على لسان أي منجّم في أي زمن مضى! برجه سيكون "الحواء" وهو الذي برج الدلو اليوم تمر فيه الشمس مباشرةً بعد برج العقرب.وبسبب برج الجوزاء الحركة البدارية فإن المستوي المُحدد بمدار الشمس متغير، أي أن موقع كلٍ من تلك الأبراج ومدة مكوث الشمس فيها متغيرٌ بشكل دائم،برج الجوزاء اليوم وعددها أيضا قد يتغير كما هو الحال اليوم، حيث أصبحت الشمس تغطي 13 برجاً عوضاً عن 12، وتختلف مدة المكوث فيها تماماً عما هو متداول في حسابات المنجمين.ويجب أن نعلم بأن بُعد تلك برج السرطان المجموعات النجمية عن الأرض قد يبلغ مئات أو آلاف السنوات الضوئية، ونجوم الكوكبة أو البرج الواحد تقع في تشكيل ظاهري لنا ولكنها في أغلب الأبراج متباعدةٌ وغير مترابطةٍ نهائياً، ولا تملك أي تأثير مشترك برج السرطان اليوم فيما بينها سوى في المشاهدة الظاهرية لنا بالنسبة لموقعها.ومع أن علم الفلك الحديث برج العذراء استند على بعض التقسيمات والتسميات من تسميات التنجيم القديمة، ولكنه علمٌ حقيقيٌ يهتم بدراسة حركات الكواكب والنجوم ويسهل وينظّم الأرصاد الفلكية من خلال تقسيم السماء الظاهرة لمجموعات نجمية أو أبراج فلكية، برج العذراء اليوم ويحب علينا عدم الخلط بين التنجيم وعلم الفلك.• بغض النظر عن الحقائق الفلكية السابقة، لماذا قد ينجح المنجمون في توقعاتهم؟!بعد أن قُمنا بالنقض العلمي الفلكي لفكرة وجود برج الحمل الأبراج الـ12 التي يقوم عليها التنجيم، لنفترض أن الأبراج ثابتةٌ لا تتغير، وأن عددها فعلاً 12، هل سيكون حينها التنجيم بالأبراج صحيحا؟! بالتأكيد لا! وإن صدق المنجمون بتوقعاتهم فإن هذا يعود لما يُسمى بتأثير فورير، برج الحمل اليوم نسبةً لعالم النفس بيرترام فورير (Bertram R. Forer) الذي تحدث عنه، حيث برج الاسد وجد أن الناس يميلون لقبول أي وصفٍ غامضٍ وعام قد ينطبق على أي شخص في هذا العالم على أنه وصفٌ موجهٌ إليهم شخصياً، مثلا، "أنت شخصٌ مُحتاجٌ لتقدير الناس وإعجابهم، لكنك رغم ذلك تميل لانتقاد نفسك كثيراً، وفي حين أن لديكَ شيئاً من ضعف الشخصية، فإنك قادرٌ على تعويض برج الاسد اليوم ذلك الضعف بشكلٍ عام، ولديك من القدرات الكامنة الكثير التي لم تستخدمها في صالحك بعد."قد يظن أيُّ شخصٍ أن هذا الكلام هو برج القوس المعني به تماماً (وهو كلامٌ عشوائيٌ نقلتُه من إحدى صفحات الانترنت)، لكن حين تفكر بالأمر، أليس الكثيرون منا يحبون أي يحوزوا تقدير الناس وإعجابهم؟ ومن منّا لا ينتقد نفسه حين يُخطئ؟ ومن أيضاً ذو شخصيّةٍ كاملةٍ بتمام جوانبها ولا تعاني من أي ضعف؟ وهل من أحدٍ يستغل كل وقته وقدراته على مدار برج القوس اليوم الـ24 ساعة في اليوم؟! وإضافةً إلى ذلك فإن الناس يميلون إلى تصديق هكذا معلومات تصفهم بغموض، وهذا ما فعله فورير في الدراسة التي أجراها على تلاميذه، حيث أعطاهم استبياناتٍ فيها أسئلة عن شخصياتهم، وبعد أن أجابوا على الاستبيانات أخذها ولم يقرأها، برج الثور ثم عاد وأعطى كل واحدٍ منهم نصاً شبيهاً بالذي كتبناه كمثال (جميعهم حصلوا على نفس النص) وطلب منهم أن يُقيّموا مدى دقة تحديده لصفاتهم بعلامةً من 0 إلى 5، مُدّعياً أنه حدده صفاتهم بناءً على الاستبيانات، برج الثور اليوم وقد أعطاه معظم الطلاب علامة 4.2 من 5 في صحة انتقائه لصفاتهم (أي أن فورير كان على حقٍ في 84% من برج العقرب صفاتهم التي كتبها في النص)، برج العقرب اليوم مع أنهم أخذوا جميعاً نفس النص وأن فورير لم يقرأ الاستبيانات! (ترقبوا مقالنا القادم في سلسلة العلم الزائف عن تأثير فوريير)خُلاصةً، لا يمكن لمجموعة من النجوم التي برج الحوت تبعد عنا مئات وآلاف السنوات الضوئية أن تتحكم وتسيطر بنفس الطريقة على العمل والدراسة والصحة والحياة الاجتماعية والأسرية لمئات الملايين من البشر الذين يعيشون في مناطق مختلفة من العالم ويخضعون لظروف موضوعية مختلفة من حيث الثقافة والتعليم ومستوى المعيشة! وبالتالي فإن فرص صناعة المستقبل برج الحوت اليوم ستكون متفاوتةً بين شخصٍ وآخر حتى ولو ولدا في نفس اليوم واللحظة، أما بالنسبة للصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية والتي تزخر بالكثير من برامج الأبراج والتوقعات الفلكية فما هي إلا وسائل جذبٍ رخيصة تهدف بالدرجة الأولى إلى بيع الوهم واكتساب المال من وراء ذلك، ولها انعكاساتٌ خطيرة تتعدى التسلية، فبعض برج الميزان الناس يُحددون مسار مشاريعهم المستقبلية وحتى علاقاتهم الأسرية وفقا لما تقول لهم الأبراج!الآن، هل تعتقد الآن بأن من يطلق على نفسه "عالماً فلكياً" وهو غير قادر على تحديد برجك الحقيقي أن يهديك لنصيحة ما أو يعرف مزاجك اليوم؟!بعد اطلاعك على الجدول التالي أخبرنا ما هو برج الميزان اليوم برجك الجديد والحقيقي؟ خاصة أولئك الذين ولدوا في البرج الجديد (الحواء)، لعل "المنجمون السوريون" يستطيعوا أن يكتشفوا صفاتٍ مميزة لهم!