حذرت صحيفة معاريف الصهيونية القوات الأمريكية في العراق من أن ينالها نفس المصير الذي نال القوات الإنجليزية عام 1915 من خسائر فادحة جعلت النصر في النهاية لبغداد التي أصبحت تلقب بعد ذلك بمقبرة الغزاة .
قال المؤرخ الإسرائيلي 'جاد شومرون' في مقاله بمعاريف اليوم : 'اعتقد أن الجنود الأمريكيين الذين أعلنوا أمس أنهم سيطروا على مدينة العمارة الواقعة بين مدينتى البصرة وبغداد بعد معارك شرسة مع القوات العراقية قد رأوا مقابر هناك في هذه البلدة لكنهم لم يعرفوا بالضبط لمن هذه المقابر، وأنا أقول لهم بأن هذه المقابر عبارة عن رفات 1.746 مقبرة لجنود بريطانيون ممن حاولوا اقتحام العاصمة العراقية بغداد منذ ما يقرب من 90 عامًا لكنهم فشلوا أشد الفشل واسألوا زملائكم البريطانيون عن هذه القصة' .
ويحكى المؤرخ الإسرائيلي القصة قائلاً : 'كان قائد الإنجليز آنذاك عام 1914 قائد يدعى 'تشارلز تشاونند' وهو قائد شجاع يشبه الجنرال تومي فرانكس، وكانت مدينة العمارة كانت تحت السيطرة التركية. وفى 11 نوفمبر 1915 تقدم تشارلز شمالا ولكنه توقف على بعد بضع كيلومترات من بغداد. حيث اضطر إلى التراجع بعد أن تم إطلاق نيران كثيفة للغاية عليه وعلى قواته، وكلما حاول الدخول لهذه البلدة المؤدية إلى بغداد أهم النقاط الاستراتيجية في أي حرب ضد العراق فإن الهزيمة كانت تلاحقه لدرجة أن بريطانيا العظمى قررت دعمه ثلاث مرات بالقوات والعتاد لكنه فشل في الثلاث مرات وكان الثمن وقتها ثلاثون ألف قتيل من الجنود البريطانيون.
وقال تشارلز قولته الشهيرة في تاريخ العسكرية الإنجليزية: 'نعلن الاستسلام' وهى المقولة التي عرفت العالم بهذا القائد أكثر من أى إنجازات أخرى حققها طوال تاريخه العسكري، حيث لم يتوقع أحد حتى تشارلز أن يفشل على يد أبناء مدينة صغيرة هي مدينة العمارة العراقية'.
أضاف المؤرخ الإسرائيلي: 'هذا الدرس من أهم الدروس العسكرية التي تعلمتها بريطانيا في تاريخها، حيث أدركوا أن الطريق لبغداد قد يؤدى إلى انهيار اكبر القوى العسكرية على ضفة دجلة والفرات.
وأنهى مقاله بالقول إذا كانت مدينة العمارة هي مجرد اسم بالنسبة للجيش الأمريكيى فهي تعنى الكثير من الآلام والذكريات المؤسفة للبريطانيين لأنها تذكرهم بأن الطريق لبغداد هو طريق اللعنات والآلام .