الضربة الأمريكية للأكراد المسلمين
د. محمد موسى الشريف


إن المتابع للحملة الأمريكية – البريطانية الظالمة الهوجاء ليكاد يتبين فيها ملامح الصليبية والحنين إلى حملاتها الماضية، فتصريحات الرئيس الأمريكي قبل الحرب وأثناء إعلانها مليئة بالمفردات الدينية التوراتية التي تنبئ عن مواجهة جديدة بين الإيمان والكفر والحق والباطل، ولقد رفض هذا المنطق عدد من بين قومنا، وردوه بزعمهم أن هذا المنطق يشعل الحرب الدينية ويؤذينا أكثر مما ينفعنا، وأن القوم غرضهم إزالة النظام العراقي وإشاعة النظام الديمقراطي في المنطقة.

وهذا منهم تلبيس وإخفاء للحقائق؛ إذ لا يخفى اليوم أن الحملة الطاغوتية الظالمة على العراق وأهله كان المشعل الأكبر لها وموقدها هم اليهود الذين تغلغلوا في الإدارة الأمريكية إلى درجة وصولهم إلى كثير من مناصبها الرئيسية، ولا يخفى أيضاً أن النصرانية الإنجيلية المتعصبة هي التي تقود أمريكا لمستقبل غامض ومصير مجهول، أسأل الله تعالى أن يكون فيه نهاية لغطرستها وحداً لكبرها وعنجهيتها.

وإذا جادل مجادل في صهيونية الإدارة الأمريكية وتدين أهدافها بدين الإنجيلية النصرانية المتعصبة وانبعاث أهدافها وأحقادها القديمة، أقول: إن جادل مجادل وشكك مشكك في هذا الذي يجري فإن الحادث الذي جرى قبل أيام يصلح أن يقال فيه المثل العربي القديم: قطعت جهيزة قول كل خطيب، فبعد ثلاثة أيام من الغزو الهمجي الصليبي اليهودي ضربت صواريخ وطائرات الصليبيين المتصهينين مقرات إخواننا المجاهدين الأكراد الصالحين من جماعة أنصار الإسلام والجماعة الإسلامية في كردستان العراق مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

ولسائل أن يسأل: لماذا هذا الهجوم على هؤلاء الأكراد الذين ليس لهم علاقة بصدام حسين ولا بنظامه وليسوا تحت سلطته؟! إن الجواب واضح وهو أن هذه الحرب حرب صليبية ظاهرة لا لبس فيها، وهم يحاولون تحت ستار الصواريخ والقنابل التخلص من كل صوت إسلامي ناضج واع ملتزم، والتهمة المشهورة صالحة في كل زمان ومكان فهؤلاء هم من تنظيم القاعدة ويجب التخلص منهم، فهل سمعتم أيها الإخوة والأخوات بتهمة موجهة إلى أناس ويحاكمون بسببها ثم يحكم عليهم بالإعدام كل ذلك في ليلة واحدة، فهذه هي ديمقراطيتهم التي يزعمون تتجلى في أقبح صورها فيما جرى على إخواننا هناك.

وهنالك عدة أسئلة توضح صليبية هذه الحملة على هؤلاء الأكراد المسلمين الملتزمين:


لماذا قُصفوا وترك الطالباني وجماعته فلم يمسوا بسوء، والجواب واضح وهو أن الطالباني علماني ويسره أن يباد هؤلاء الأكراد المجاهدون، فاستعان بأمريكا لتحقيق أمنيته، وهو متهم رسمياً من قبل الأكراد بتنفيذ هذه الجريمة متعاوناً ومنسقاً مع الأمريكيين كما نقلت ذلك وسائل الإعلام.


أمريكا تدعي أن جماعة أنصار الإسلام هي جزء من تنظيم القاعدة أو على علاقة به، فأين هي الأدلة على هذا ؟! وكيف تقصف أناساً - يفترض أنهم أبرياء حتى تثبت إدانتهم – بادعاءات مجردة وبغير محاكمة ؟! لكن ذنبهم أنهم مسلمون، والمسلمون لا بواكي لهم.


إذا سلمنا جدلاً بمزاعم أمريكا أن جماعة أنصار الإٍسلام الكردية على علاقة بالقاعدة فما هو ذنب الجماعة الإسلامية الكردية؟! وهل ثبت أنها متورطة – كما يزعمون – مع تنظيم القاعدة ؟ فكيف يقتل الناس بالجملة هكذا ولا يتحرك لمقتلهم أحد؟ ألأنهم مسلمون مجاهدون ؟

ختاماً أقول: إن هذا الذي يجري على أرض العراق سواء أكان متوجهاً للأكراد أم لغيرهم هو فاتحة خير إن شاء الله، وكلما اشتدت الأزمة فستنفرج، وأشد ساعات الليل حلكة هو ما كان قبل الفجر، وفجر المسلمين آت قريب أن شاء الله، والعاقبة لنا ولو بعد حين، وكل الذي يجري هو بلاء وتمحيص ومقدمة للنصر الأكبر إن شاء الله تعالى.

المصدر : خاص بإذاعة طريق الإسلام

هذا المقال منقول من موقع اذاعة طريق الاسلام ،، www.islamway.com
اقول في النهاية حسبنا الله ونعم الوكيل