رغبة من القوات الأميركية والبريطانية بإشاعة صورة ذهنية عن الشعب العراقي مؤداها أنه شعب غير كفؤ لأن يحكم نفسه بنفسه.

يترتب على ذلك نتيجة منطقية وهي حاجة هذا الشعب إلى من "ينوب" عنه في إدارة وتنظيم شؤون حياته اليومية.

وكلما اشتدت الفوضى تعالت صيحات العراقيين الراغبة في إحلال الأمن، وتبعها نداءات من عواصم عربية وأجنبية تطالب المحتل "باحترام اتفاقية جنيف" التي تحمل المحتل مسؤولية الحفاظ على أمن المناطق التي يحتلها فتكون الولايات المتحدة وبريطانيا قد اقتربت من مبتغاها.

وهنا يكون التمهيد النفسي قد تم لقبول "أي" حكومة تكون قادرة على تحقيق "رغبات" العراقيين وتستجيب لنداءات المسؤولين العرب والأجانب.

صور الفوضى وما يرافقها من مظاهر سلب ونهب لا تخلوا أيضا من بعض التفصيلات التي تزيدها وضوحا. فربما أردات القوات الأميركية والبريطانية بتشجيعها هذه الأعمال أن تلهي الشعب العراقي عن التفكير حاليا في الاحتلال وطرق مقاومته، وشغله لفترة ربما تطول بالبحث عن الأمن أولا ثم بالبحث عن لقمة العيش التي تنقذه من جوع محقق ثانيا ثم بإغراقه في عمليات انتقام وثأر ثالثا ورابعا ليتحقق قانون الاحتلال القديم الجديد "فرق تسد".