في تفاصيل مذهلة: الهاكرز العرب تعرضوا لأكبر "مجزرة الكترونية" في تاريخ "الجهاد الالكتروني"


ايلاف - كان الكل يعتقد أن الحرب العسكرية ضد العراق ستوازيها اخرى على النت العربي، نضال او جهاد الكتروني قد يحرق الدنيا الرقمية ويرعب الشركات العملاقة لتكنولوجيا الحرب والانترنت وقد يؤثر ذلك على الحرب العسكرية...لكن شيئا من هذا لم يحدث أو لم يحدث المتوقع لدى المخيال الشعبي العربي المستخدم للانترنت.
فمفاجاة الانهيار العسكري العراقي خلطت كل حسابات الهاكرز العرب وزملائهم من بلدان أخرى من العالم الثالث ووبلدان غربية أخرى، لكن قبل ذلك تعرضهم لأغرب مجزرة الكترونية لحد الساعة.
والذي حدث فعلا وفقا لمصادر مفربة من هاكرز نشيطين عبر النت العالمي أنه منذ ان اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش مهلة التحذير ضد العراق بدات مجموعات من الهاكرز في عدة اماكن من العالم وخاصة روسيا واوروبا الغربية والشرق الاوسط... بالعمل بعدة اشكال فردية ومجموعات ضد مصالح غربية محددة انطلاقا من شبكة الانترنت.
وتقول مصادرنا بأن بعض الهاكرز الايرانيين قد اسعدوا بشكل كبير في تلك الحملة الهجومية الأولية بل أبانت المجموعات الايرانية على "خبرات لا باس بها".
وكانت النتيجة تعرض العديد من المواقع الغربية "للضرب" والاختراق الجزئي او الكلي...واحيانا التجأ الهاكرز الى وضع مكان المنشور فيها رسائل ضد الحرب وكل مجموعة تصرفت بما يناسبها ووفق خلفياتها الايديولوجية اوالتقنية.
وحسب المعلومات التي وصلتنا فقد تم فعلا "ضرب" عدد من مواقع البحرية الاميركية والجيش الاميركي وخاصة شبكة بريد البحرية الاميريكة التي تم اعطابها بالكامل بفضل تظافر الهاكرز وتوحدهم على هذا الهدف فشلوها لعدة ساعات مفقدين البحرية امكانية الدخول الى بريدها.
وبعد تحقيق هذه "النجاحات" الأولية أي بمجرد ما ان بدأ الهاكرز بالعمل كانت السفارات في بعض الدول العربية (نتحفظ من ذكر أسمائها) قد ارسلت انذارات لجهات معلومة تقول فيها بأنها تتعرض لضغط على الانترنت وان حركية هذا الأخير تبدو غير طبيعية.
وعلى اثر هذه التحذيرات العربية الرسمية المسؤولة تقول المصادر المطلعة بأن جهاز الامن القومي الاميركي تصرف بشكل عسكري فوري فضرب كل المواقع التي تبدو مشبوهة والتي يمكن ان تساعد الهاكرز ومن ضمنها مواقع دعائية فلسطينية كتلك التي تعلم استخدام المتفجرات الشعبية عبرالانترنت.
فقد تعرض الهاكرز العرب أثناء ذلك ل"مجزرة الكترونية" حقيقية من طرف وكالة الامن القومي الاميركية على الشبكة حيث ضربت خلالها عدة الاف من الهاكرز ومواقعهم ومواقع ضد الحرب ومؤيدة للقضية الفلسطينية خلال اول يوم من الحرب.
وحاول الهاكرز العرب والثالثيون والمناهضون للحرب عبر العالم استجماع صفوفهم عبر الانترنت فهاجموا على شاكلة رد فعل قوي وبطريقة منظمة نظام ايشيلون الذي اتبع عناوين "ايبيات" -internet protocol addresses- الهاكرز في كل الشرق الأوسط واحداث اعطاب كبيرة في انظمة أغلب الهاكرز العرب النشيطين.
وتقول مصادرنا بان رد الهاكرز العرب لم يكن دون مفعول يذكر بل انه احدث أعطال متفاوتة في 2500 موقع اميركي خلال اسبوع واحد بعد بداية الحرب العسكرية بالعراق. وقد عطلت هذه المواقع الامريكية عبر ضرب النتوورك كارد والسيستمز فايل معا أي "اغراق هذه المواقع بالمعلومات المضللة وكسر كلمات السر وتغيير في انظمة العمل".
وقد سعى الهاكرز العرب الى اجراء تبديل في كودات الاوامر الاميركية للشبكات العسكرية الاميركية، فيما استهدفت وكالة الامن القومي الى اجراء تصفية لكل الهاكرز ومواقعهم والمواقع المؤيدة للسلام عبر حملة شاملة.
الا أن هذه الحرب الالكترونية وككل حرب كلاسيكية كان لها ضحايا غبر متوقعين فقد حدث انه خلال المعركة ضربت مواقع مثل موقع وكالة الانباء الكويتية كونا وكل المواقع العراقية الرسمية وشبه الرسمية..ومواقع "جميلة" لاعلاقة لها بالحرب من قريب أو بعيد. كما تمت اعاقة بضعة مئات من الهاكرز العرب والمشرقيين عبر تبطئ الاتصال في الدول العربية ورصد الاشارات الالكترونية "الفريكوانسيات" التي تقوم بها سفارات الولايات المتحدة.
وأوضحت مصادرنا أن حركة الهاكرز العرب النشيطة خلال الحرب الجارية تمثل في الواقع اتجاهات سياسية متعددة تشمل الاسلاميين والقوميين عربا ويسارا..بعضهم مهندسون تقنيون في المعلوماتية وبعضهم الآخر مجرد هواة برمجة.
البعض منهم يعمل انطلاقا من امكانيات بسيطة كالاتصال عبر الانترنت كافيه وغيرها واتخاذ احتياطات بسيطة كتغيير الايبيات والعمل من خلال شل حسابات "اكاونت" مدفوع ثمنه في اميركا، والبعض الاخر يمتلك قدرات اكثر تطورا ولديها "دون لود" عبر الدش يبلغ سرعته بضعة ميغابايت في الثانية ويعملون من منازل ومكاتب خاصة.
وكشفت مصادرنا عن أفضل الأنظمة المعلوماتية لدى الهاكرز العرب حيث قالت بأن "الاجهزة المفضلة عندهم هي اللاب توب مع موبايل تكنولوجي للبروسيسور والاجهزة الثابتة بتقنيات السرفيفر دوبل بروسيسور من انتاج اي ام دي (وليس انتل ابدا)".
وتابعت المصادر بأن أغلبية الهاكرز العرب يعملون على انظمة ويندوز 2000 سرفير بروفيسيونال والبعض على اللينكس..ويعني استخدام هذه الأجهزة والبرامج في عالم الاختراق "مستوى متوسط من الاحتراف بظل توظيف مالي صحيح وليس مبالغا به مع وصلات عبر الاقمار الصناعية لدى البعض تعطي سرعة لاقتحام المواقع وهي سرعة لا تعطيها محللات انتل" كما ان هذه التكنولوجيات " ممنوعة في بلدان عربية كثيرة (لن نذكرها) ولكنها متوافرة لدى الهاكرز بشكل واسع".
وتوضح المصادر كيف أن الهاكرز العرب يتوفرون ايضا على نسخ خاصة ومعدلة من الويندوز وصلتهم بفضل التعاون مع خبرات اجنبية وخاصة وفق ويندوز 2000 سرفير بروفاسيونال حيث "صارت لدى الهاكرز معدلة ومغلقة فيها الثغرات التي ارتكبتها شركة مايكروسوفت".
هناك أيضا برمجيات خاصة صغيرة يتم تناقلها فرديا وليس عبر المواقع يعني ليست البرامج الخاصة بالهواة ولكن ضربت مواقع العرب في الايام الاخيرة وهي المواقع التي يطلب لدى الرغبة في دخلوها لانزال البرامج يوز نايم وباسوورد و"هناك عادة يتم تبادل كل شيء من البرامج الخاصة المحلية الى اخر انتاجات الشركات الكبرى من مايكروسوفت وغيرها بشرط ان تكون zero day اي ان يكون تاريخا بنفس تاريخ اطلاق الشركة لها" فيصير المخترق ومايكروسوفت "جيران" على حد تعبير المصدر الاخباري.
واذا كان تخريب هذه المواقع العربية قد اربك سياسات الهاكرز فان الامر لايتعدى اياما بحيث يلجأ الهاكرز لشراء ما يحتاجونه من مواقع اجنبية بعيدة عن الشبهة عن العالم العربي...لتتحرك معه مجددا نقرات الهاكرز المناضلين ضد سياسات وايديولوجيات محددة...لكن لا احد يعرف بعد ماذا حدث الآن لايديولوجيات الهاكرز أنفسهم بعد سقوط بغداد عسكريا ؟...

طارق السعدي