فلسفة تافهة و لكنها تشير إلى الحقيقة : إذا أردت أن تعرف لماذا ضربت أفـغـا نســتـان فيجب أن تعرف لماذا ضرب العراق ، و غذا أردت أن تعرف لماذا ضرب الـعـراق فيجب أن تعرف لماذا تخاف السعودية و سورية ، و إذا أردت أن تعرف لماذا تخاف الدول العربية ، فيجب ان تعرف ماذا يجرب في فلسطين ...

حتى لا يوجعك رأسك سأتكلم بشكل يفهمه الجميع :



إن المراقب للأحداث جيدا لن يمر عليه عنوان أخباري مثل هذا مرور الكرام :

إجراءات بالأقصى http://www.aljazeera.net/news/arabic/2003/7/7-25-7.htm

بل سيستوقفه كثيرا قبل أن يتابع بقية حياته الغريزية ، فالعنوان لا يخبر كثيرا ، لكن تكرار حدوثه عدة مرات في مدة قصيرة هي التي تجعل له هذه الأهمية :

بصريح العبارة : لقد آن الأوان لهدم المسجد الأقصى و إقامة هيكل اليهود الثالث لكي يأتي المسياح و يمهد الأرض ليسود اليهود و ينزل يهوة ليعيش بينهم !

هذه أمانيهم هم ، لكنهم يسعون إليها بكل ما أوتوا من قوة .. و نحن مخمورون .. لكن ليست هنا المشكلة :

المشكلة تكمن في أنه إذا ما قامت دويلة اليهود بهدم الأقصى ، فما الذي سوف يحدث ؟؟

من وجهة نظري لا شيء ! اللهم إلا بعض المظاهرات التي اعتدنا عليها ي جامعة القاهرة ، و شوارع عمان ، و تحطيم محلات ماكدونالدس في بيروت .. و استنكار في الدول العربية ، و ربما دعوة لإجتماع مجلس البطاطس .. عفوا جامعة الدول العربية ، بالكثير

لكن هم يحسبونها بشكل آخر .. هم يفترضون ، أن يحدث شيء حتى و إن لم يكن واردا ، تماما مثل لعب الشطرنج ، و يقدمون الحجر الملائم لإحباط هذا الذي يمكن أن يحدث !

لهذا فإن هدم الأقصى ، ربما يعني استفحال الانتفاضة ، فكان الإجراء ، تعيين محمد عباس لينزع أسلحة الفصائل ، لذلك كان الجدار العازل في حال لم ينجح عباس ، لذلك وضعت المقاومة في صف الجمعيات الإرهابية !

و حتى ينقطع الماء عن شجرتها فتزبل و تزوي ، كان لا بد من وقف الدعم المالي للمقاومة ، فباقي أنواع الدعم عدى الجعجعة الإعلامية توقف من زمان طويل ، و لقطع هذه الإمدادات ، كان الإجراء اتهام الجمعيات الخيرية ، بأنها تقدم الدعم للإرهابيين ، فمنع نصفها و صودرت أمواله ، و وضع النصف الآخر تحت الرقابة و الضغوط ، و شعارات في أوطاننا يوجد فقراء والأقربون أولى بالمعروف !

و لتقوم الدول بهذا الإجراء ضد الجمعيات ، كان لابد من إخافتها ، فكانت أحداث سـبـتمـبر هي الإجراء المطلوب لتخويف دول التبرع ..

و كان هناك احتمال قدوم المجـاهدين من أفـغـانـسـتـان لنصرة الأقصى ، فكان الإجراء إقصائهم في معسكرات هولوكوست ، بعيدين عن أي حدث في العالم ، و كان الإجراء السابق مهما أيضا لهذا المخطط !

و لكن هناك احتمالات أخرى ممكن أن تحدث ، مثل : إمكانية قيام أحد حكام العرب أو المسلمين ، مثل باكستان ، بعمل طائش لم يحسب عواقبه جيدا ، بحكم قوته ، أو يجدها فرصة ليقول لشعبه أرأيتم ؟ أنا أجـاهد .. لذلك كان لابد من كسر الشوكة العسكرية التي يمكن .. أقول يمكن .. أن تفعل شيء ، فكان تسليح الهند هو الإجراء و كانت مشاكل افـغـانـسـتـان هي الثاني و كان احتلال العراق هو الثالث ، ! و الأخت الكبرى للصهيونية تبقى قريبة من أختها حتى نهاية عملية الإجهاض .. هدم الاقصى

و عدى ذلك هناك دول قد تسبب مشاكل إعلامية و ربما أيضا يتسلل منها مجـاهدون ، لذلك كان الإجراء تهديدها أن مصيرها مثل العراق إن لم تمنع حدودها ، و تغلق مكاتب المنظمات الوطنية من أراضيها

هكذا نجد أن كل الإجراءات قد تمت و لم يعد هناك ما يمكن أن يحدث ، فيما لو هدم الأقصى اليوم ، فما بالكم و هم لديهم إجراءات أخرى بعد ..

سأقص الحكاية الآن من النهاية إلى البداية : حتى يبنى الهيكل ، لابد من هدم الأقصى ، و حتى يهدم الأقصى لابد من تقليم مخالب المسلمين ، و حتى يتم تقليم أظافرهم و أنيابهم كان لابد من توريطهم و لابد من افرغ جيوبهم، إما بحرب أو باتهامهم بدعم الإرهاب ، إعلاميا أو بشريا أو ماديا ، و حتى يتم توريطهم اخترعوا قصص الإرهــاب الدولي فقبضوا على المـجـاهدين و أودعوهم معسكرات لن يخرجوا منها إلا بعد هدم الاقصى ، هذا إن خرجوا ..

القصة طبعا لن تنتهي هنا ، فهم أدهى من هذا الحد ، و لكنهم نسوا شيئا مهما .. حتى لو خذلنا بعضنا نحن العرب و المسلمين و أنفسنا .. غفلوا عن قوله تعالى : (( إنهم يكيدون كيدا و أكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا )) و لكن لا تفجعوا إذا هدم الأقصى غدا