في منتصف نهار يوم شديد الحر من ايام الصيف الملتهب توقف امام قصر جميل يتربع على مساحه واسعه وتحيط به الحدائق الجميله ويطل على البحر وقال في نفسه : لماذا يملك هؤلاء مثل هذه القصور الشاهقه والتي يطلقون عليها اسم ( شاليهات ) يرتادونها في نهاية الاسبوع وايام العطل ، وانا لا املك حتى بعض الدنانير التي أسافر بها مع عيالي لقضاء وقت سعيد , عن بلد لايملك بعض اهله الساحل ويحرمونه على باقي الشعب؟ لماذا اعطاهم الله هذا وحرمني وغيري منه ؟
ولم يجد اجابه لتساؤلاته فكظم غيظه وأدار محرك السياره راجعاً الي بيته , وفي الطريق شاهد بعض العمال تحرق اجسادهم النحيله حراره الشمس وهم يشيرون الى باص المواصلات أن يتوقف ليحملهم , ولكنه كان غصبا بالركاب فلم يتوقف فرجعوا الى الفرن الحراري الذي يسمى مظلة ليقيهم من حرارة الشمس ..
ولكنه يقف عاجزا امام حرارة السموم التي تمزق اجسادهم فجلسوا صابرين متحملين حتى يمر بهم الباص الآخر ..
رأى صاحبنا هذا المنظر .. فهزه من الاعماق .. وقال لنفسه : كان هذا جواب تساؤلاتي السابقه وكأن الله يريد ان يلفت انتباهي لبعض النعم التي انعمها علي وحرمها من غيري لحكمه يريدها سبحانه ، فأنا املك سياره تنقلني لحيث اريد , وهؤلاء لايملكون وانعم علي بالمكيف في كل مكان احط فيه وهم يحرومون ولي بيت آوي اليه وكثير من الناس محرومون من البيوت يملكونها ولي زوجه صالحة قائمه بواجباتها , وغيري مبتلي بزوجة لئيمه قلبت حياته الى جحيم , ولي عيال وغيري محروم منهم .. ولي .. ولي .. ولي .. وأخذ يعد نعم الله حتى وصل الى بيته مستغفراً على ذلك الاعتراض على قسمة الله للرزق وهو يتذكر قولة تعالى : " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
وتذكر قول تعالى " لتسألن يومئذ عن النعيم " وفهم الصحابه الرام النعيم بأنه : التمر والماء ... فكيف بمن اغدق الله عليه بأكثر من هذا ؟؟

------------------
عشووووووووووون عيل