أنا العبد الذي كسب الذنوبا * * * وصدته الأماني أن يتوبا

أنا العبد الذي أضحى حزينا * * * على زلاته قلقاً كئيبا

أنا العبد الذي سُطرت عليه * * * صحائف لم يخف فيها الرقيبا

أنا العبد المفرط ضاع عمري * * * فلم أرع الشبيبة والمشيبا

أنا العبد الشريد ظلمت نفسي * * * وقد وافيت بابكم منيباً

أنا البعد الفقير مددت كفي * * * إليكم فادفعوا عني الخطوبا

أنا العبد الغدار كم عاهدت عهدا * * * وكنت على الوفاء به كذوبا

فيا أسفى على عمر تقضّى * * * ولم أكسب به إلا الذنوبا

ويا حزناه من نشري وحشري * * * بيوم يجعل الولدان شيباً

ويا حذراه من نار تلظى * * * إذا زفرت وأقلقت القلوبا

ويا خجلاه من قبح اكتسابي * * * إذا ما أبدت الصحف العيوبا

فيا من مد في كسب الخطايا * * * خطاه أما يأنى لك أن تتوبا

ألا فأقلع وتب واجهد فإنا * * * رأينا لكل مجتهد نصيبا

وكن للصالحين أخاً وخلا * * * وكن في هذه الدنيا غريبا

ولاحظ زينة الدنيا ببغض * * * تكن عبداً إلى المولى حبيباً

ولا تطلق لسانك في كلامٍ * * * يجر عليك أحقاداً وحوبا

وكن متصدقاً سراً وجهراً * * * ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا

تجد ما قدمته يداك ظلاً * * * إذا ما اشتد بالناسِ الكروبا



------------------
أمتي هل لكي بين الامم منبر للسيف او للقلم