المصدر : صحيفة شباب مصر



أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً مجلة ناطقة باللغة العربية تستهدف –حسب ما جاء فى موقعها على الإنترنت - الشباب فى منطقة الشرق الأوسط
وتأمل الإدارة الأمريكية أن تؤدى المجلة التى تحمل عنوان "هاى" إلى تغيير صورة الولايات المتحدة بين الشباب العربى الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما
وترمى المجلة الجديدة "هاى" وهى شهرية، إلى أن تكون نافذة "للثقافة الأمريكية" تغطى المجلة موضوعات مثل التعليم والتكنولوجيا والموسيقى والصحة والرياضة
كان مجلس النواب الأمريكى قد وافق فى وقت سابق على توفير دعم ضخم لمشروع إنشاء شبكة إعلامية تضم إذاعة وقناة تليفزيونية باللغة العربية
وزعم النائب "هنرى هايد"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب: "إن الشبكة الإعلامية الجديدة ستساهم فى مواجهة الإعلام المضلل والدعاية التى تؤجج المشاعر المعادية لأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط هذا وقد وظفت "هاى" عدداً من العرب الأمريكيين العرب من كل من الولايات المتحدة والمنطقة العربية والمجلة صادرة عن شركة خاصة مقرها فى واشنطن تابعة لمجموعة "ماجزين" وتشرف على المجلة وزارة الخارجية الأمريكية حملت إفتتاحية المجلة العديد من العناوين الخبيثة والتى نراها تمثل خطورة على هويتنا وثقافتنا وتقاليدنا ومن هذه العناوين: "إن المجلة تهدف إلى تعزيز وفهم القيم الأمريكية و"أنها ستوفر معلومات عن الثقافة الأمريكية ليست متاحة فى الشرق الأوسط" كما أعرب القائمين على هذه المطبوعة عن أملهم فى أن تكون المجلة "مجالاً لحوار وتفاهم اكبر بين القراء العرب الشباب والشباب الأمريكى
السؤال الذى يطرح نفسه الآن ما هى الأهداف الحقيقية من إصدار مثل هذه المطبوعة؟ وهل تمثل هذه المجلة خطراً على هوية وقيم الشباب العربى؟
وهل أمريكا فى حاجة إلى مجلة لتحسين صورتها ضاربة عرض الحائط بالحرب المعلنة على العرب والمسلمين؟

اقتلاع الإسلام

بعد قراءتها للعدو الأول من هذه المجلة أكدت الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة والأدب الفرنسى أن هذه المجلة تمثل خطراً على هوية الشباب المسلم وتسعى إلى إستقطابه وهذا يظهر بجلاء فى موضوع الدليل المهنى صفحة 12 وموضوع مواقع تعليمية على الإنترنت صفحة 39 كما تعمدت المجلة على إظهار المرأة المسلمة سافرة ومع ذلك تصلى أى أن الحجاب ليس من الفرائض كالصلاة
وأوضحت د. زينب أن المجلة تقوم بجمع معلومات بأسلوب مخابراتى مثل قولهم ما أوجه التشابه والإختلاف بين الشعر العربى والشعر الأمريكى من حيث الشكل والمضمون؟ ومثل سؤالهم: هل هناك كتب باللغة العربية أو برامج تليفزيونية أو إذاعية عن العلاقات الزوجية تراها مفيدة وبناءة؟ ومثل سؤالهم: حدثنا عن تجربة الدراسة الجامعية فى بلدك قارن بينها وبين ما قرأت فى هذا المقال؟
ومثل: هل قمت بتصوير فيلم منزلى بإستخدام كاميرا فيديو؟ ما هو موضوع الفيلم؟
ومثل: هل تفضل وظيفة براتب كبير لا تستمتع بها أم وظيفة براتب متواضع تستمتع بها؟ أخبرنا عن تجاربك الإيجابية والسلبية بإرسال إجابتك
وأضافت د. زينب أن المجلة تعتمد على لغة ركيكة وعبارات لا تمت إلى العالم الإسلامى والعربى بصلة وذلك مثل ما جاء فى موضوع شعر الديف- كونشرتو الكلمات: لقد إتحد الشعر والموسيقى فى توليفة سحرية تشكلت فى سحابة بخور لفت المكان وجمهوره بالنشوة
وأوضحت د. زينب أن النموذج الموسيقى الأمثل الذى تبشر به "هاى" وتشجعه هو الـ"جاز" ولا يوجد أى مثال للنموذج الكلاسيكى
وتواصل د. زينب أن المجلة تشجع الشباب على الإنحلال وذلك فى قولهم: "وإزدياد نسبة الشباب الذين يعيشون معاً لفترات طويلة قبل الزواج، ولا يعتبر إنفصال هؤلاء عن بعضهم البعض طلاقاً، ولا يندرج بالتالى فى إحصاءات الطلاق
كما تبشرنا المجلة بالمبادئ السبعة لإنجاح العلاقة مع "الشريك" وليس الزوج وتشرح لنا كيفية تطبيق هذه المبادئ السبعة
كما تحض المجلة على ممارسة طقوس تبعد الشاب عن الإنتماء إلى العقيدة والدين وذلك حسب ما جاء فى مقال "جينفر رينغولد" الذى يحمل عنوان "تصبب عرقاً على الطريقة البيكرامية
وأكدت د. زينب عبد العزيز أن المجلة تناقض نفسها وهذا يظهر فى موضوع "حرية الفرد أم صحة الجمهور" حيث يشرح "المقال" كيفية رفض قانون منع التدخين وكيفية التحايل لإستمراره
وإعتبرت د. زينب هذه الجملة جزء من الحرب الثقافية التى تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على عالمنا العربى والإسلامى وذلك بهدف إقتلاع الإسلامى وإختتمت د. زينب بقولها: أن هذه الجملة محاولة لإختراق عقول الشباب وأمريكا معروفة بممارسة مثل تلك الأعمال ودخول هذه المطبوعة يمثل خطراً ليس فقط على الشباب العربى بل على الإسلام أيضاً والمجلة مرفوضة وأنا ألوم لوم شديد على من يسمح بدخولها لبلادن

العداء للثقافة العربية

ويشاركها الرأى الدكتور عبد الحميد إبراهيم الذى أكد: أن هناك بالفعل خطورة من إصدار مثل هذه المطبوعة لأن من يرصد الإتجاهات الأمريكية من خلال مراكز البحوث وأجهزة الإعلام وأحاديث كبار الساسة والمفكرين يجد أن الثقافة الأمريكية معادية للثقافة العربية ولا تقف عند مجرد الكلمة المكتوبة سواء كانت فى كتاب مكتوب أو إلكترونى بل تتعدى هذا الأمر بكثير حيث تتمثل فى معادات الدول العربية ومؤازرة الصهيونية العالمية ومحاربة الإسلام من تحت مظلة الإرهاب
وطالب د. عبد الحميد إبراهيم بضرورة متابعة ورصد ما ينشر فى هذه المجلة

محاولة يائسة

أما مجدى أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب فيرى أن هذه المجلة ليست إلا محاولة يائسة من قبل الولايات المتحدة لتجميل وجهها البشع بأسلوب سطحى ومتنافى مع الواقع
وأكد.. مجدى حسين أن القضية ليست العرض الإعلامى للسياسة والثقافية الأمريكية أو تسليح أى نوع من أنواع الإعلام، فكيف يمكن أن تثبت أمريكا للناس والعرب بل للعالم أجمع أنها صديق وهى فى الأصل عدو
وأكد مجدى حسين أنه من الصعوبة بمكان ومن المستحيل أن تجمل هذه المجلة الوجه القبيح للولايات المتحدة وذلك بسبب المجازر التى ترتكبها والحرب ضد العراق وغيرها من البلدان الإسلامية سواء كانت حرباً عسكرية أو إقتصادية، كما أن هذه المجلة من الصعوبة أن تجافى الحقائق التى تؤكد أن المجتمع الأمريكى فى مآله إلى الإنهيار الأخلاقى
وعن مدى تأثير هذه المجلة على هوية الشباب العربى يقول مجدى حسين: لا أعتقد أنه سيكون كبير فالأخطر من هذه المجلة وغيرها من الفضائيات أو المحطات الإذاعية هو الإعلامى العربى الموالى للإدارة الأمريكية.. فالإعلاميون الموالون لأمريكا قد يكونوا أكثر خطراً من غيرهم

الطابور الخامس

الدكتور عصام العريان أكد أنه لا يمكن لأى إعلام موجه ومخطط له من البداية أن يحقق مآربه والطريقة الوحيدة أمام الإعلام الأمريكى الجاد هى أن ينقل الصورة التى تؤكد أن السياسة الأمريكية تتعثر فى المنطقة العربية من جراء أفعالها المشين
ويوم أم يقوم الإعلام الأمريكى بنقل الصورة الحقيقية سوف يقترب الشباب العربى من معرفة السياسة الأمريكية الحقيقية ولكن أن تكون السياسة فى وادى والإعلام فى وادى فهذا لا يغير من الأمر شئ ومهما حاولت أمريكا تحسين صورتها لدى الشباب العربى فلن تنجح فى ذلك وعليها أن تعود إلى الأصل بدلاً من رسم صورة زائفة ومشوهة وأكد د. العريان أن مثل هذه المجلة لا يمكن أن تمثل أو تشكل خطراً على هوية الشباب العربى لأنه بالفعل لأمريكا طابوراً خامساً فى البلدان العربية يحتكر الإعلام بنسبة 95% يقوم بتلميع السياسة الأمريكية والتخديم عليها ومع ذلك نجد أن هذا الطابور المحتكر للإعلام والمدعم من قبل أمريكا يفقد مصداقيته لدى رجل الشارع العربى فكيف تنجح الإدارة الأمريكية فى ذلك؟

فشل مجلة شعر

ويتفق د. رفعت سيد أحمد مع الرأى السابق مؤكداً أن "هاى" لن تصبح خطراً على هوية ووطنية الشباب العربى وذلك لوجود عدة عوامل إقتصادية وسياسية وإجتماعية تتمثل فى إحتلال مباشر وهزيمة أمام الشباب العربى وكل هذه العوامل مجتمعة لا تؤثر على هوية هؤلاء الشباب
وإعتبر د. رفعت أن "هاى" ما هى إلا عامل مساعد فى تنفيذ السياسة الامريكية وليست بالطبع عامل رئيسى فهى تحتل حلقة من سلسلة محاولات المخابرات الأمريكية مع شبابنا وذلك بهدف التأثير على هويتهم ولن تنجح فى ذلك ولدينا العديد من الشواهد والأمثل التى تؤكد كلامنا فمجلة "شعر" المتواجدة ليومنا هذا لم تنجح فى تحقيق أهدافها
يقول الدكتور خالد فهمى آداب المنوفية أن هناك ما هو أخطر من هذه المجلة مثل الفضائيات التى هى أكثر إنتشاراً.. فالشباب لن يكلف نفسه عناء شراء هذه المجلة خاصة إذا كانت غالية الثمن ويرى د. خالد أن الخطورة من الممكن أن تكون عبر تراكمات السنين وأضاف د خالد أن المخاطرة الوحيدة والحقيقة هى عدم قدرتنا على الرد وفشلنا فى إنشاء خطاب بديل للمواجهة

الموضوع منقول عن المصدر حرفيا : www.freewebs.com/shbabculter2/ hi.htm