النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: قصة طويييييييلة جدا جدا جدا

  1. #1
    فضلاً اكتب اسمك الحقيقي هنا
    زائر


    أدري انها قصة طوييلة
    بس هاي رغبات لووووول ... واتمنى انها تعجبكم كلكم ...

    أمي العزيزة


    امتلأت عينيها بالدموع العابرة على خديها الأحمران وهي تراني خارجاً إلى الحرب , ملحنةً بتلك الدموع فراقي الحزين لها ... انسابت تلك الدموع من مقلتيها وانحدرتا فوق خديها الأحمران و هي ترى علامات التصميم على الخروج في عيني .
    أسرعت باتجاهي و أمسكت بيدي وهي تخاطبني بكلماتٍ قد ملأتها أحرف حزينة قائلةً " لا تذهب يا ولدي ... إنك الوحيد ممن بقي حياً من أبنائي ... كلهم أضحوا شهداء في سبيل الوطن ... أرجوك ... ابق معي ... لا تذهب ... لا أستطيع البقاء بدونك يا ولدي ... أرجوك ... ابق معي ... لا تذهب ... أرجوك ... أرجوك ... " .
    لم يستطع قلبي أن يتحمل أكثر من هذا ... فأدمعت عيني كثيراً ... لكني تحاملت على نفسي و قلت لها " إنني ماضٍ في طريق أخوتي نحو الشهادة ... إنني فداء لوطني يا أمي ..." لكنها أمسكت بيدي وراحت تقول لي و الدمعة مازالت في عينيها " لكنك لن تعود إذا ذهبت للحرب ... أرجوك ابق معي يا ولدي ... " فأجبتها مطمئناً إياها قائلاً " لكني إذا لم أرجع , فسأراك في الجنة يا أمي ".
    بعد تلك الكلمات المطمئنة ... لم أدر ما حل بأمي ... كأنها فقدت وعيها و إحساسها ... فوقفت ساكنةً في مكانها ... و لم تتحرك أبداُ عندما رأتني أخرج من البيت في طريقي إلى أرض المعركة ...ولكن ... بعد ثوانٍ من خروجي ... سمعت أمي المفجوعة بي تصرخ و تنادي بأعلى صوتها " ولدي ... حبيبي ... قرة عيني ... ارجع إلي ... لا تذهب ... ولدي ... حبيبي ..." لكنني لم أرجع , لأني كنت أعلم أن الرجعة تؤدي إلى فقدان الأمل بالخروج ...
     اتجهت إلى معسكر الجيش , وهناك تدربت مع الجيش لمدة ثلاثة أشهر على فنون القتال ... لكنها لم تكن مدة كافية في نظري الشخصي ......
    وبعد التدريب , توجهنا مع أحد الكتائب إلى أرض المعركة ... لكن قبل أن نصل إلى هناك ... فاجأنا العدو بالمدافع من كل مكان , فلم نستطع أن نفعل أي شيء سوى الدعاء والرجاء ... فقتل وجرح منا الكثيرون ... أما أنا فقد أصبت إصابةً بليغةً أفقدتني الوعي ...
    ... فتحت عيني , وإذا بي أجد نفسي على أحد الأسرة في عيادة من العيادات ... حاولت أن أتحرك ... لكني لم أستطع ذلك ... نظرت إلى جسمي ... فعرفت السبب ... لقد كان ذلك بسبب الأربطة التي تلف كل جسمي بسبب الجروح والإصابات التي حلت بي أثناء الحرب ... نظرت حولي ... فرأيت الشيء الذي زاد الضيق في نفسي ... رأيت أعلام العدو وهي تزين العيادة ... معناه أنني أسير عند العدو .
    كانت الغصة تزداد في كل مرة أرى فيها العدو أمامي و أنا لا أستطيع فعل أي شيء ... كنت دائماً أتمنى الموت على البقاء أسيراً عند العدو ... ولكن هذا هو القضاء والقدر ... كنت علىسريري هذا كالميت الحي ... حي لكني لا أستطيع تحريك حتى أطراف أصابعي ...
    بدأت التماثل للشفاء بعد أربعة أشهر من اللوعة و الغصة الكامنة في أعماق قلبي الحزين ... أخذت تلك الأربطة التي تلف جسمي بالاختفاء شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن المرير ... إلى أن استطعت استعمال يدي المقيدتان و من ثم الوقوف على رجلي و المشي عليهما لكن مع العكاز الذي لازمني طويلاً ...
    في إحدى الليالي , كنت جالساً على سريري أنظر إلى قيود الذل الموضوعة في يدي ... و أتذكر لحظات مفارقتي لأمي العزيزة ... أتذكر توسلاتها الباكية ... أتذكر دمعتها الجارية ... أتذكر صرختها الباقية ... لكن دموع الذكريات قد توقفت عندما رأيت جنديان من جنود العدو وهما يربطان عيني بقماش أسود ... ويأخذانني إلى مكان لم أعرف ما هو إلا عندما رفع القماش ... لقد أخذاني إلى المحكمة العسكرية للعدو ووضعاني في قفص الاتهام ... لم أكن وحدي في قفص الاتهام ... لقد كان معي الكثير من الجنود الذين كنت معهم في الكتيبة المتجهة للحرب و التي وقعت في الفخ الذي نصبه العدو لنا في الطريق ... و من أمامنا القاضي ومن حول القفص كان هناك بعض الجنود .
    بدأت المحاكمة ... كان القاضي يلقي اسم المتهم ... و من ثم يلقي عليه تلك التهم الباطلة ... و بعدها يدينه من دون أدلة ... ويحكم عليه تلك الأحكام الجائرة التي وصلت إلى حد الإعدام ... إلى أن جاء دوري ... مثلت أمام ذلك القاضي الظالم ... وجه إلي تهماً كثيرة و التي منها الإرهاب و محاربة أمن الدولة والتعاون مع الدول العدوة والكثير الكثير من التهم الباطلة التي لا دليل يؤكد صحتها ... و بعدما فرغ القاضي من ادعاءاته , سألني قائلاً " هل لديك أدلة تثبت براءتك ؟ " لقد كنت أعلم أنه حتى ولو أعطيته الأدلة فسوف يحكم على أحكامه الجائرة ... فقلتها ولم أخف من عاقبة الجواب " إنني فداء لوطني " . عندما سمع كلمة الحق...احمر وجهه من شدة الغضب ... ولا أخفي عليكم أنه عندما رأيت الغضب الشديد في وجهه , أحسست بالرهبة قليلاً ... ظننت في البداية أنه سيحكم علي بالإعدام ... لكنه حكم بسجني انفراديا و من دون أن يذكر مدة السجن ...
    بعد تلك الأحداث ... أخذوني إلى دهاليز و ممرات ضيقة تحت الأرض ... إلى أن وصلت إلى سجني ... رموني فيه و أقفلوا علي الباب وذهبوا في طريقهم ... كان السجن مظلماً لدرجة أنه لم أستطع أن أرى يدي ... فبدأت أتحسس السجن وسط الظلام ... كان صغيراً ... لا يوجد به شيء سوى سريرٍ خشبي ...
    جلست في أحد أركان السجن ... و وضعت رأسي على ركبتي ... و أخذت دموعي تنهمر على الوجنتين ... معبرةً عن حزني بما حل بي ... ثم طارت الخواطر بي في سماء الذكريات ... إلى أن غلبني النعاس ... فرحت في نوم عميق ... تتبعه أحلام و أحلام و أحلام ...
    استيقظت في الصباح على صوت الباب و هو يفتح ... أطل من خلفه أحد الجنود ... أخرجني من السجن و أخذني وسط الممرات الضيقة من جديد ... سألته " إلى أين ستأخذني ؟ " لكنه لم يجب على سؤالي وكأنه لم يسمعني مطلقاً ... ظللنا نمشي إلى أن وصلنا إلى ساحة التعذيب و الإعدام ... أوقفني هناك مع حشدٍ كبير من المساجين حول ساحة الإعدام ... لم أكن أعلم ما يحدث ... لقد أتى بي ذلك الجندي و تركني هنا مع المساجين ... وكأن شيئاً سيحدث في هذا المكان ...
    أخذت أنظر من حولي إلى الساحة ... كانت ساحةً واسعة ... مكشوفةً على الشمس من الأعلى ... أخذت أنظر إلى أساليب التعذيب والإعدام لديهم ... كانت أساليبهم تروع القلوب وتبكي الأنفس ... تدل على أن الرحمة قد طارت من قلوبهم ... وحلت محلها القسوة و العنف والإجرام ... أساليب لم يرها إنسان على وجه الأرض... أو حتى لم يتخيلها ... أساليب لا يستطيع أن يصفها عقل من شدة ترويعها ...
    وبعد نظرات مروعة ... أحضر أحد المساجين إلى وسط الساحة ... وكان ممن حكم عليه بالإعدام ليلة الأمس ... كانت يداه مقيدتان إلى الخلف ... تركوه للحظة... وكأنهم يريدون منا إلقاء النظرات الأخيرة عليه ... بدأت طبول الإعدام تدق ... حضر سياف و بيده سيف حاد ... كان شكل السياف مخيفاً لدرجة كبيرة ... كان ضخماً ... أسود الوجه... ملامحه بشعة كثيراً ... في نظري أنا ... إنه لا يحتاج إلى سيفه لكي يقتل الناس ... لأن شكله فقط يزهق الأرواح ...
    وقف {{ مطير الأرواح }} أمام المحكوم عليه ... رفع السيف ... صرخ صرخةً عالية ... أنزل الرأس على عنق المسكين ... سقط الرأس وتدحرج على الأرض ... أما الجسد فقد سقط في الجهة الأخرى وقد طارت الروح إلى بارئها ......
     أحسست بالدماء قد تجمدت في عروقي بعدما رأيت ذلك المنظر البشع ... أي قلبٍ يستطيع أن يتحمل هذا الموقف الذي جرح كل القلوب ... أي قلب يستطيع الثبات بعدما رأى الموت بهذه الطريقة ... وبعد ذلك أرجعونا إلى سجوننا ... ولكن بعد أن أداروا علينا الحرب النفسية بعدما رأينا طرق التعذيب و الإعدام لديهم ... كي لا نفكر أن نثور ضدهم أو نفعل أي شيء آخر ......
    أدخلت سجني المظلم وأنا في حالة نفسية سيئة ... جلست على السرير الخشبي ووضعت يداي على رأسي ... ورحت أتذكر الأحداث التي وقعت قبل قليل ... رأس يتدحرج على الأرض ... جسد بلا رأس يهوي على الأرض ... دماء تتصبب في كل مكان ... لم أستطع أن أتمالك نفسي من الحزن الكامن في أعماق قلبي ... فصرخت صرخةً دوت في كل مكان ... وتردد صداها مراتٍ وهو يحمل معه الآلام و الأحزان الباقية في قلبي كلما تذكرت تلك الأحداث المؤلمة ...
    ظللت على تلك الحال لساعاتٍ حتى أتاني النعاس ... فرحت في نومٍ قد ملأته الكوابيس من شدة تأثري بالموقف الذي حصل اليوم ...
     وتمضي الأيام ومعاناتي في هذا السجن تزداد شيئاً فشيئاً ... أعاني من الظلام ... فمن شدته ... لا أستطيع أن أفرق بين النهار والليل ... لا أعرف أنه نهار إلا عندما يأتيني السجان بالطعام ... ولا اعرف أنه ليل إلا عندما يغلبني النعاس ... أعاني من الوحدة ... ففي سجني هذا ... أجلس وحيداً ... صامتاً ... أكاد أن أفقد عقلي من شدة الوحدة ... أعاني من الأمراض التي ابتليت بها من سوء التغذية ... فلا آكل في اليوم غير وجبةٍ واحدة ... ويا ليتها كانت وجبة ... إنها ليست صحية أبداً ... أعاني من آلام الإهانة و الضرب و التعذيب ... أعاني من الكثير الكثير ......
    مرت علي سنين كثيرة من المعاناة في سجون ومعتقلات العدو ... إلى ما يقارب العشرين عاماً ... كنت فيها قد فقدت الأمل بالخروج من الموت إلى الحياة من جديد ... كنت متيقناً بالبقاء هنا إلى أن أفقد حياتي مرة أخرى بعدما فقدتها عندما أسرت ... كنت أعتقد أن حريتي ستبقى خلف القضبان إلى أن تنتقل روحي إلى بارئها ... و كأن السجن قد أصبح قبراً للأحياء في معتقل العدو ... كنت قد تمنيت ألف مرةٍ لو حكم علي ذلك الق







  2. #2
    فضلاً اكتب اسمك الحقيقي هنا
    زائر









  3. #3
    فضلاً اكتب اسمك الحقيقي هنا
    زائر









  4. #4


    قصه محزنه ،،،
    حب ، حرب ، سجن ، عذاب ، خوف ، حريه ، عطف ، موت ،
    النهايه شيب ،
    -
    قصتك هاي وضعتني بين نارين ،، أنا موجود في الرياض ، الوالده موجوده في المدينه مع خواني ،، والوالد في الدمام بالشرقيه مع اخوي لصغير،، محتار اروح وين للوالده او للوالد ،، وكل واحد منهم عندي اعز من الثاني ،،،
    الوالد يبي له احد يساعده على اخوي لصغير ،، والوالده يبي لها من يساعدها في السفر ،، صج اخوي اللي اصغر مني معاها ،، بس ماني متطمن ،،
    والله احترت







    قوس الحب غير متواجد حالياً

  5. #5


    يا أخ قوس الحب

    تبا الصج ... حيرتني معاك أنا والله ...
    بس شو رايك في القصة ؟ ... تستاهل ولا لا ؟
    ):





    الطويل غير متواجد حالياً

  6. #6
    عضو فعال جدا
    تاريخ التسجيل
    Jan 2000
    المشاركات
    2,799






    يا اللــــــــــــــــــــه

    ليـــــــــش؟؟؟
    ما يصيــــــر


    ما شاء الله عليك أخوي الطويل .. قصه في قمة الرووووووووعه
    احداثها مشوقه

    ذكرتني بالوالده .... أبا أمايا







    LoOoOoL غير متواجد حالياً

  7. #7
    عضو فعال جدا
    تاريخ التسجيل
    Jan 2000
    المشاركات
    2,799




    شوها ؟

    انا أتحسب عمري أول وحده راده على الموضوع

    خيرها في غيرها






    LoOoOoL غير متواجد حالياً

  8. #8


    تستاهل ،، والله تعبت في القرايه بس ما راحت تعبتي بلاش ،، حلوه وايد
    تسلم اخوي ،، زودنا بالقصص الحلوه
    ولا يهمك لو كانت عشر صفحات راح اقراها كامله





    قوس الحب غير متواجد حالياً

  9. #9
    عضو سوبر نشيط
    تاريخ التسجيل
    Jan 2000
    المشاركات
    861






    حيالله أخوي الطويل ...

    تسلم على هذه القصه.... بس واايد حزينه ...

    وإلى الأمام....

    ------------------
    غفرت يغفر الزمن
    ذنوب كل خائن
    سوى ذنوب
    خائن الوطن







    mouzan غير متواجد حالياً

  10. #10


    الاخوان قوس الحب
    mouzan
    loOoOol
    شكراً شكراً شكراً على هذه الآراء اللي زادت الشعور بحب الكتابة في قلبي
    تبون الحقيقة ؟ هاي أول مرة أحصل فيها احد يعجب بقصصي ... أما المرات السابقة فكانت إعجاب لكن بالمجاملة ...
    وأعدكم أنني سأكتب قصة لكن ليست من النوع المحزن وسأنشرها بأسرع وقت ممكن إن شاء الله ...


    مرة أخرى شكراًلكم جميعاً


    أخوكم ... الطويل






    الطويل غير متواجد حالياً

  11. #11
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Apr 2000
    المشاركات
    1,362


    أخي العزيز الطويل
    الله يعطيك العافيه
    فعلأ قصه رائعه ومؤثره جدأ وواقعيه إلى أبعد الحدود
    في كثير من إخواننا يعيشون هاللحضات والله أعلم بحالهم والله يفك قيدهم إنشالله
    عمومأ تسلم على هالقصه ونتمنى منك المزيد
    بس لو سمحت نبي النهايه مفرحه هالمره

    ------------------
    والله شرايكم






    bahraini غير متواجد حالياً

  12. #12
    عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Jun 2000
    المشاركات
    253




    سلمت يا أخي الفاضل ...

    و دوم إن شاء الله





    ------------------
    من لم يمت بالسيف مات بغيره , تعددت الأسباب والموت واحد.





    غيور غير متواجد حالياً

  13. #13


    تبا الصج يا bahraini ... كل قصصي تنتهي بحزن ...
    حتى لما كنت ناوي أكتب هالقصة ... الربع في المدرسة طلبوا مني أن أكتب قصة تنتهي بفرح ... وفعلاُ كتبت هالقصة بس بدون وفاة الأم ... بس لما قريتها اكثر من مرة شفت لازم أضيف عليها بعض التعديلات ... وسويتها ...
    غيرت النهاية من سعادة إلى حزن ودموع ... إلخ

    على العموم مشكور جداً وستقرأ مني المزيد أن شاء الله





    الطويل غير متواجد حالياً





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أضف موقعك هنا| اخبار السيارات | حراج | شقق للايجار في الكويت | بيوت للبيع في الكويت | دليل الكويت العقاري | مقروء | شركة كشف تسربات المياه | شركة عزل اسطح بالرياض | عزل فوم بالرياض| عزل اسطح بالرياض | كشف تسربات المياة بالرياض | شركة عزل اسطح بالرياض