بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، وسبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، إليه المشتكى، وهو وحده صاحب الأمر وإليه المنتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يسمع ويرى، ,اشهد أن محمد نبي الإ سلام،وسيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
أما بعد:
أين أمة المليار وهي ترى وتسمع أن المصحف يمزق، ويداس بالأحذية ويحرق، ويتخذ منه مناديل لليهود الفسق.
عجباً لليهود الأنذال ينادون بالسلام، ويتسلحون بالترسانة النووية والجرثومية، ينادون بالسلام ومعاول الهدم تحيط بالأقصى من كل مكان باسم شق الطرق الأنفاق والحفريات.
لكن المؤلم في القضية غفلتنا وضعفنا وحالنا، فالكثير منا لاه في دنياه، ساهٍ في هواه، لا يعلم ما يجري الآن في فلسطين عن مجازر الأبرياء، وأنهار الدماء، والتي تسيل على أرض الإسراء.
كل هذه الأحداث، والعالم العربي مشغول بمحطات التلفزة، يتابع أحداث الرياضة في ألومبيات سيدني، ومن ثم بطولات آسيا، ومتابعة الأغاني والأفلام والمباريات، وملاحقة سهرات الفنانين والفنانات، وكأن أمراً لم يكن، وكأن هذه الأحداث لا تعنيه، سبحان الله! لقد تبلد الإحساس، وقست القلوب لدى الكثير من الناس، وإلا بأي قلب نعيش، وكيف نهنأ بأكل وشرب ونحن نشاهد كل يوم على أرض فلسطين مشاهد مرعبة من الدماء والأشلاء والتقتيل، فيعرض إخوة لنا مسلمون محاصرون يقصفون ويقتلون، والمسلمون ينظرون ويتنددون فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أين أمة الإسلام ألا نهضة للأمام وهي ترى وتسمع الاستهزاء بالإسلام، والسخرية بالنبي علية الصلاة والسلام.
معاشر المسلمين.. مَن للأقصى ثاني مسجد بني لعبادة الله في الأرض بعد المسجد الحرام، من للأقصى المجروح وكان قبلة المسلمين الأولى.
كل هذه الفضائل العظيمة والمكانة الكبيرة فأين المسلمون، كيف لا يهتم المسلمون للأقصى وهم يعلمون جديةبناء اليهود لهيكلهم المزعوم.
أي سلام عندما يغضب العالم عندما تطلق رصاصة، أو تلقى قذيفة على محتل، تداعى العالم صغاره وكباره لمؤتمر للتنسيق من أجل صنع السلام، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وأما مجازر المسلمين فتجري على سمع العالم وبصره ولا أحد من ذوي القرار يدين ولا يدعو لمؤتمر ليزجرها، فبأي ميزان يجيز اغتصاب الأرض من أهلها، وبأي قانون استبيحت دماء إخواننا في فلسطين، وبأي دستور يمنع أهل الحق من مقاومة الاحتلال، ثم ينادي بمكافحة الإرهاب فأبن منظمات الكفرعنهم.
لقد فهمنا الدرس الغربي جيداً، فخلاصته مفاوضات بائسة تمتد لعشرات السنين تُخدّرُ من خلالها العواطف والمشاعر، محاولات ماكرة لسلب الروح الجهادي للشعب الفلسطيني والشعوب الإسلامية، وتمكين اليهود من الأرض والمقدسات ترعاه هيئات أمم عالمية، فمتى نفهم أن حقيقة السلام لا يراد بها إلا الإسلام فمن لم يفهم الدرس فليفهمه الآن.
حقيقة أخبرنا عنها القرآن (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم).
يا أبطال فلسطين، يا ليوث المسلمين، ما حماة القدس صبراً في مجال الموت صبراً فإن الله وعدكم النصر كما وعدتموه بالصبر فأنجزوا وعدكم ينجز وعده لكم.
يا شعب فلسطين، بل يا كل المسلمين ستنصرون بالرعب والتكبير، لكن لا تكن غضبتكم وصيحتكم فقط عصبية ولا قومية بل اجعلوها لله وحده خالصة نقية، وهنا هنا فقط ستتنصر القضية.
مقتطفات من محاضرة عندما ينطق الحجر لفضيلة الشيخ: ابراهيم الدويش.