في رمقها الاخير

كانت تشكو كثيرا

تبكي

تضحك

تنام

لاتعلم الى اين تذهب

لا تعلم من اين هي ..

ساعه تجري .. وساعه تجلس

كانت لاتعلم لما هي ها هنا

لما قدر عليها العيش في هذا العالم ..

كمن كان يصرخ .. انجدوني .. اخبروني عما يحدث

ابحق الله اخبروني ..

لا الثواني تساعدها ولا الدقائق ولا حتى الساعات

كان هنالك شيء يقول لها دائما .. انتبهي .. فأنتي في مكانٍ خطر

لا انا ولا انتِ نعلم اين هو هذا المكان ..

أهو البحر ؟؟

أهو الجو ؟؟

أنحن على مرسى .. ام في ساحه حرب ..

كلها اسأله تدور في رأسها ..

الى ان جائت الإجابه

الى ان توقف الوقت

الى ان ذهب العقل ..

نعم بعدها ذهب العقل

لأول مره يقف ذاك العضو عن العمل ..

لاول مره يخونها تفكيرها ..

لقد تلقت الإجابه

إنك على قيد الحياة ...

يا إلهي ما الذي يحدث

أأنا فعلا على قيد الحياة

اكانت تلك فقط اوهـــام لا يوجد لها من الصحه شيء ؟؟

كانت هذه الكلمات وتلك الاحلام .. احلام طفله .. تعرضت لحادث على يد شاب ..

لم يفكر ولن يفكر .. فيما حدث او كيف حدث ..

كانت تلك معاناه .. لحظات بلحظات ..

ساعات بساعات ..

وهي بين طيات الحياة .. ورهبات الموت ..

وهي تناجي ربها .. ربي ما الذي فعلته ..

ما الذي حدث ..

عوده مع الأحداث

& بعد صحوتها من نومها في ذاك اليوم &

خرجت كعادتها ..

تقوم بتنظيف اسنانها .. على غرار والدتها النشيطه ..

تحاول كل يوم ان تبدو جميله المظهر

اما والدها وامام اخيها ..

ذاك الفتى الصغير الكبير ..

الصغير بالعمر الكبير بالتفكير

فقد كانت دوما تختلس النظر الى غرفته .. والى ذاك الجهاز الصغير ..

المحبب الى قلوب الكبار قبل الصغار ،، والمسمى ب " التيلسكوب "

كانت تلك الفتاه بأمال كبيره .. وطموح عاليه الوطيد ..

كانت تتمنى ان تذهب الى تلك الجبال .. طبعا كان هذا هو تفكيرها

ولاكنها لم تكن تنظر الى جبال او سفاح جبال ..

بل كانت تنظر الى تلك المجموعه الشمسيه المسماه بالكواكب ..

بدائت بالتأمل بان تعيش على احد الكواكب ..

تمر الايام خلف الايام .. وتبداء بالقناعه بانه من المستحيل العيش على سفح ذاك الجبل

فتنظر الى النجوم .. وتقول سأعيش هنا ..

وايضا تمر الايام .. وتبداء قناعتها بانها لن تستطيع العيش هناك ..

وتبداء بالنزول الى ان ترجع الى سابق عهدها .. الا وهي الارض ..

: بالتأكيد ستقولون ماذا حدث لهذه الفتاه بعد ان قامت بتنظيف اسنانها ؟ :

حسنا ..

قامت بالإفطار كعادتها .. وقامت بتقبيل والديها ..

ثم بداء جرس الباب بالرنين .. فهرعت اليه ..

نعم إنه باص المدرسه ..

اخذت حقيبتها .. وركبت الباص ..

عند وصولها الى المدرسه .. وعندما كانت تهم بالنزول ..

اذ هي فقط لحظات كانت تفصلها عن العالم الأخر ..

كانت تقدم رجل على الأخرى نزولا مع درج الباص ..

الى ان وصلت الى اخر الدرج ..

كانت ترتجف كمن يعلم ما الذي سيحدث ..

امسكت مقبض الباب ..

ونظرا لجسمها النحيل .. لم يرها سائق الباص ..

هم بالتحرك ..

لم تتمالك البنت توازنها فسقطت ..

واين سقطت ..

تحت ادراج ذاك الباص

انه الباص الذي ينقلها يوميا الى المدرسه ..

انه الباص الذي يأتي لها يوميا من البيت ويعيدها الى البيت

انه هو بذاته من يأخذها من احظان والديها ويعيدها اليه في اخر اليوم ..

هاهي تصبح الأن تحت اطارات ذاك الباص ...

لم يشعر سائق الباص باي تغيير حدث في هذه اللحظه اكمل مشواره كمن لم يصنع شيئا ..

هرع الماره والطلاب لمساعدتها ..

ماهذا ؟؟ إن وجهها لا يكاد ان يعرف بعد ان دهسها الباص .....

صرخ الطلاب .. واغمي على بعضهم ..

جاء احد المعلمين وانتشل الفتاه من الارض وهرع بها الى المشفى

كانت دموع المعلم لا تكاد ان تنهمر ..

يحاول حبسها ..

إنها افضل تلاميذه ..

ايحملها الان على اكتافه وهي كتله هامده ..

لايعلم من اين يبداء .. وفيما سينتهي

سلمها الى الطبيب ..

صرخ قائلا .. احظروا لي المقص ..

احظروا لي الاكسجين ..

إنها في حاله غيبوبه ..

حاول المعلم كتم ما في داخله

ولاكنه لم يستطع

ادخل يده في جيبه .. ليخرج ذاك الجهاز الصغير .. " إنه هاتفه المحمول "

خابر والده الطفله .. قائلا " إلحقي ابنتك حالتها في خطر لقد دهستها سياره المدرسه "

سقطت سماعه الهاتف من اذن والدتها .. اغشي عليها .. وعندما افاقت لم تستطع كتم ما في

داخلها ايضا .. صاحت وناحت باكيه ..

اريد ابنتي احظروا لي ابنتي ..

ذهبت الى المشفى برفقه والد الفتاه ..

وصلوا الى الباب ..

اغشي على والدتها مره اخرى عندما رأت بقع الدم على باب المشفى .. قالت صارخه قبل ان

تسقط .. انها هي .. اعرف لون دمها .. اشم رائحتها ..

لم تستطع تحمل ما حدث

فسقطت مغشيا عليها ..

حملها الاب وذهب بها الى غرفه الطوارىء

وضع الام .. وذهب مسرعها الى ابنته ..

لم يرها الا ودموع الحزن والاسى تسيل على خديه .. من روعه ما رأى

فوالدها يعمل في مجال مساعده الناس .. فهو رجل اطفاء ..

لم يرى في حياته منظرا كهذا ..

طمأن الطبيب والد ووالده الفتاه بعد بضع ساعات بان حاله الخطر قد زالت ..

وبانهم يستطيعون زياره الفتاه ولاكنها في حاله غيبوبه ..

كانت تمر الايام خلف الايام

والسنين خلف السنين

تجر بعضها البعض

وكل يوم تأتي والده الفتاه الى المشفى حامله معها ورقه وقلما .. تكتب فيه ماحدث

وبعد مرور عشر سنين .. افاقت الفتاه واذا هي لوحدها ..

وحدث ما حدث ..


:::: سنستعيد الذاكره قليلها . ونرجع الى الوراء :::::

في رمقها الاخير

كانت تشكو كثيرا

تبكي

تضحك

تنام

لاتعلم الى اين تذهب

لا تعلم من اين هي ..

ساعه تجري .. وساعه تجلس

كانت لاتعلم لما هي ها هنا

لما قدر عليها العيش في هذا العالم ..

كمن كان يصرخ .. انجدوني .. اخبروني عما يحدث

ابحق الله اخبروني ..

لا الثواني تساعدها ولا الدقائق ولا حتى الساعات

كان هنالك شيء يقول لها دائما .. انتبهي .. فأنتي في مكانٍ خطر

لا انا ولا انتِ نعلم اين هو هذا المكان ..

أهو البحر ؟؟

أهو الجو ؟؟

أنحن على مرسى .. ام في ساحه حرب ..

كلها اسأله تدور في رأسها ..

الى ان جائت الإجابه

الى ان توقف الوقت

الى ان ذهب العقل ..

نعم بعدها ذهب العقل

لأول مره يقف ذاك العضو عن العمل ..

لاول مره يخونها تفكيرها ..

لقد تلقت الإجابه

إنك على قيد الحياة ...

قالت لها الممرضه .. اهلا بك ايتها الفتاه الناضجه .. إنك على قيد الحياة ..

بعد مضي عشر سنوات .. تفيق

يا إلهي .. على قيد الحياة

مرت عشر سنين .. وانا ها هنا .. على هذا السرير .. بين هذه الجدران

لا اعلم من انا وكيف اتيت ..

نعم اين انا ومن انا ..

يا للهووووووووووووووووووول ..

لقد اصيبت بفقد الذاكره ..

عشر سنين كانت تجلسها والده الفتاه مع بنتها .. وفي الأخر .. من انتي ؟؟

ماهو احساس هذه المرأه المسكينه ..

لن اقول لكم ماهو احساسها

بل سأترجم لكم من هي هذه الفتاه ..

انها عالمي الذي اعيشه ..

والكواكب والنجوم احلامي ..

والمدرسه هي ايامي ..

والباص هو وقت فراغي ..

وعندما دهست من الباص الذي ينقلني ..

فأنني فقدت الامل في هذه الحياه ... لأول مره .. أمل من الانترنت ..

نعم وقت فراغي هو الإنترنت ..

وقد قررت ان احرق هذا الباص .. واقطع كل بصيص امل لرجوعه ..

فقد قررت ان اترك عالم الإنترنت بكل ما يحتويه ..

وحاولت ان اجسد هذا العالم بتلك الفتاه ..

واريد منكم الرأي .. والتقييم ..

هل فعلا عالم الإنترنت عالم مليء بالملل ؟؟

ام هو عالم مليء بالعلم .. واي علم ؟؟

وفقط ..

** رحمك الله يا امي .. وجمعني واياكِ ومن احب في جنات نعيم " اللهم امين "

وشكرا لكم

S m i l e

===========================

موضوع تصفيتي ما املك على الإنترنت

http://swalif.net/softs/showthread.p...088#post587888