هذا الموضوع منقول من منتدى الكمبيوتر العربي وذلك للفائدة والمعرفة · · ·

طالعتنا الأنباء في الشهور الماضية بمفاجآت عديدة حملتها لنا مواقع البريد الإليكتروني الشهيرة أمثال Yahoo و Hotmail وانضم إليهم محرك البحث الشهير Google ، حيث أعلنوا مؤخرا عن زيادة السعة التخزينية للبريد الإليكتروني الخاص بكل منهم علي حدة .. والمثير للتساؤل في هذا الصدد أن هذه الزيادة غير مبررة تبريرا مقنعا للمستخدمين ... خاصة أن هذه الخدمة مجانية ..
وحتى يتضح لمستخدمي شبكة الإنترنت ما وراء هذا الموضوع .. تأتي السطور القادمة لتوضح الإجابة عن هذه التساؤلات . .


البريد الإليكتروني ..
سعة تخزينية أكبر .. ورسائل غير مرغوبة .. وانتهاك للخصوصية وما خفي كان أقبح !!!

طالعتنا الأنباء في الشهور الماضية بمفاجآت عديدة حملتها لنا مواقع البريد الإليكتروني الشهيرة أمثال Yahoo و Hotmail وانضم إليهم محرك البحث الشهير Google ، حيث أعلنوا مؤخرا عن زيادة السعة التخزينية للبريد الإليكتروني الخاص بكل منهم علي حدة .. والمثير للتساؤل في هذا الصدد أن هذه الزيادة غير مبررة تبريرا مقنعا للمستخدمين ... خاصة أن هذه الخدمة مجانية ..
وحتى يتضح لمستخدمي شبكة الإنترنت ما وراء هذا الموضوع .. تأتي السطور القادمة لتوضح الإجابة عن هذه التساؤلات . .


جي ميل .. ضربة جوجل الموجعة

سهير عثمان:

البداية .. جي ميل

في البداية الأولي لهذه السلسلة من المفاجآت ، أعلن موقع جوجل الذي يعد أشهر محركات البحث في العالم عن تقديم خدمة بريد إلكتروني تحمل اسم "جي ميل" في محاولة لمنافسة خدمة البريد الإلكتروني الذي يقدمه موقعا "ياهوو" و"إم إس إن".
وتعهد جوجل بتقديم خدمة بريد إلكتروني قادرة على حماية صندوق بريد المشترك من الرسائل غير المرغوب فيها ، بل ومسح أي رسائل غير مرغوب فيها دون إزعاج المشترك ، كما يمكن للمشترك في بريد "جي ميل" ترتيب الرسائل الإلكترونية حسب موضوعها. ومازالت الخدمة الجديدة قيد التجربة ولم تتح بعد للجمهور، لكنها ستطرح مجانا على موقع www.gmail.com.
ويقدم البريد الإلكتروني الجديد سعة تخزينية قدرها جيجابايت، وهو سعة تخزينية تفوق بعشرات المرات تلك التي تقدمها خدمات البريد الإلكتروني المجانية الأخرى.
وأكد القائمون على موقع جوجل أن السعة التخزينية للبريد الإلكتروني "جي ميل" تعادل مساحة 500 ألف صفحة على شبكة الإنترنت.


لماذا في هذا التوقيت بالذات ؟

وطرح لاري بايج، أحد مؤسسي موقع جوجل، فكرة تقديم خدمة بريد إلكتروني جديد بعد أن تلقى عدة شكاوى من إحدى مستخدمات الموقع ، التي قالت إنها تقضي الكثير من الوقت في ترتيب الرسائل أو العثور على الرسائل الهامة أو مسح الرسائل حتى لا تتعدى السعة التخزينية لصناديق البريد الإلكترونية. وتساءلت المستخدمة: "أما من سبيل لحل هذه المشكلة؟"
ويعد "جي ميل" شكلا جديدا من البريد الإلكتروني يستخدم تقنية البحث ويعمل على ترتيب الرسائل الإلكترونية وعرضها حسب الموضوع.


جي ميل .. تواجه الانهيار قبل إنطلاقها

ولكن يبدو أن خدمة جي ميل قد تواجه معارضة قانونية قوية تهدد إطلاقها ، حيث يجري الآن إعداد مشروع قانون في كاليفورنيا من قبل عضوة مجلس الشيوخ والحزب الديمقراطي ليز فيجروا عن ولاية فريمونت تقول فيه إن في خدمة جوجل الجديدة "انتهاكا للخصوصية".
وتصف السيناتور فيجروا الخدمة بأنها لوحة إعلانات ضخمة في وسط المنزل ، حيث
تستخدم الخدمة الجديدة نظاما يعرض الإعلانات في صفحة بريد المستخدم بما يتماشى مع الكلمات الرئيسية الموجودة في البريد الوارد والصادر منه. ولكي تقوم بذلك فهي تجري مسحا إلكترونيا للبريد الخاص بالمستخدم. فإذا احتوت رسالة على حالة مرضية على سبيل المثال يقوم النظام بعرض إعلانات لأدوية أو منتجات دوائية.
وتتعرض الخدمة الجديدة من جوجل بالفعل لهجوم من قبل المدافعين عن الخصوصية الذين يعترضون على ربط الإعلانات بمحتوى رسائل البريد الإلكتروني وعلى تخزين الرسائل بشكل دائم.
وشكت جماعة "حماية الخصوصية الدولية" لدى هيئة تنظيم تداول المعلومات في المملكة المتحدة. وتعترض الجماعة على خطط جوجل بإرسال روابط لمواقع دعائية إلى المستخدمين وفقا لمسح آلي لمراسلاتهم واهتماماتهم المحتملة .

ويتلقى مستخدمو مولد بحث جوجل حاليا أعلانات لمواقع دعائية ترتبط بالموضوع الذي يبحثون عنه. وستستخدم خدمة "جي ميل" تقنية مشابهة في مسح البريد الإلكتروني وعرض الإعلانات.
وقالت جوجل في بيان إنها تعتزم العمل مع سلطات حماية البيانات في أرجاء أوروبا لضمان حل كافة المخاوف. وتقول جوجل إن محتويات البريد الإلكتروني للمستخدمين سيظل سريا وخاصا لأن عملية المسح ستتم بشكل آلي تماما .
ياهوو الوحيدة التي نفذت مزاعمها


ياهوو .. تفي بعهدها !!!

ثم طالعتنا Yahoo بعد ذلك بخبرها السعيد عندما قررت زيادة سعة الطاقة التخزينية لبريدها الالكتروني المجاني من 4 ميجابايت إلى 160 ميجابايت ، بالإضافة إلي زيادة السعة التخزينية للمشتركين بالخدمة الممتازة"بريميوم" زيادة غير محدودة ، والذين يدفعون رسوماً تتراوح من 20 إلى 50 دولاراً سنوياً للحصول على مساحة تخزين تتراوح من 25 إلى 100 ميجابايت .
وهذا ما فعلته ياهوو بالفعل لمستخدميها ، فإن كنت من مشتركي بريد ياهوو المجاني ، يمكنك أن تفتح بريدك الآن ، وتري أن ياهوو قد أوفت بوعدها ، وأصبح سعة البريد المجاني الآن 100 ميجابايت !!!
كما قررت ياهو ايضاً إعادة إحياء عشرات الملايين من الصناديق الإلكترونية التي تمّ تجميدها على مدى سنوات لأسباب عديدة من ضمنها عدم الاستخدام الدوري .
كما تعتزم ايضاً إيقاف تضمين الرسائل البريدية الإلكترونية التابعة للمشتركين لديها بإعلانات ، كما يمكن وفقاً للتعديلات الجديدة السماح للمستخدمين بأن يضمّنوا رسائلهم ملفات تصل سعتها إلى ثلاثة أضعاف المعمول به سابقا.


هوت ميل .. وحلم الـ 250 ميجا !!!

وكانت المفاجأة الثالثة عندما استيقظنا علي خبر مؤداه أن شركة مايكروسوفت قررت زيادة السعة التخزينية لبريدها الـ Hotmail لتصل إلي 250 ميجابايت فى محاولة للرد على منافسها ياهو.
وتعتزم الشركة اعتبارا من أواخر الصيف الحالى زيادة مساحة التخزين المتاحة لحسابات صناديق البريد الاليكترونية المجانية على الهوتميل لتصبح 250 ميجا بايت بدلا من 2 ميجا بايت حاليا ، حيث سيكون بمقدور المستخدمين أيضا ارسال مرفقات أكبر حجما حتى 10 ميجا بايت.
وأعلنت الشركة هذه التغييرات المزمعة فى أعقاب اعلان شركة جوجل عزمها تقديم خدمة بريد اليكترونى خاصة بها واعطاء مساحة تخزين مجانية قدرها الف ميجابايت .
وتعتزم الشركة اعتبارا من الشهر القادم تعزيز خدمة الحماية ضد الفيروسات لحسابات البريد المجانية ، حيث أن الهوتميل كان يتيح للمستخدمين عمل مسح للبريد القادم بالنسبة للفيروسات وكان يعطى المستخدمين خيار مسح الملفات المصابة .


ما هو هدفهم الحقيقي .. الإعلانات أم المستخدم ؟؟؟

ولعل التساؤل الذي يبرز علي السطح الآن .. ما الهدف الحقيقي الذي تسعي إلي تحقيقه هذه الشركات الكبري ، خصوصا أنها لا تحتاج إلي شهرة حتى تقدم هذا العرض المغري علي حد قول الكثير من الخبراء في هذا المجال ...
كما أنها أيضا قد لا تريد استقطاب مستخدمين جدد ، فأخر الإحصائيات أكدت أن عدد مستخدمي بريد Hotmail وصل إلي 34.1 مليون مستخدم حول العالم ، في الوقت الذي وصل فيه عدد مستخدمي Yahoo إلي أكثر من 40.4 مليون مستخدم .

إذن .. الأمر ليس له علاقة بزيادة عدد المستخدمين ، ولكني أري من بين السطور ما يدركه العقل بشكل بديهي .. فالأرقام التي توضحها الإحصائيات تؤكد أن هذا الأمر وراءه سبب واحد متمثل في زيادة عائد الإعلانات الذي تدره هذه المواقع ، خاصة أن أحدث الإحصائيات تؤكد أن أرباح شركة Yahoo الفصلية زادت مقارنة مع مستواها قبل عام، مدفوعة صعودا بانتعاش قطاع الإعلانات عبر الانترنت .

وأضافت الشركة، ومقرها صانيفيل بولاية كاليفورنيا، أن أرباحها الصافية عن الربع الأول من العام، بلغت 101 مليون دولار، بما يعادل 14 سنتا للسهم، مقارنة مع 47 مليون دولار قبل عام.
واعتبر المراقبون أن تزايد مبيعات وأرباح ياهوو عن الربع الأول يعد مؤشرا على أن أسواق الإنترنت اصبحت الأكثر نموا في قطاع التكنولوجيا. وإلى ذلك، زادت ياهوو من توقعاتها عن ارتفاع المبيعات خلال الربع الثاني من العام الحالي.
كما ارتفعت أرباح Yahoo خلال الربع الأخير من العام الماضي لتصل إلى 75 مليون دولار مدفوعة بارتفاع معدلات الإعلانات المنشورة على شبكات الإنترنت.
وقد تضاعف إجمالي العائدات خلال الفترة ذاتها إلى 664 مليون دولار بعد أن كانت 286 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من العام 2002، وفقاً لتقديرات المحللين الاقتصاديين. كما ساهمت الإعلانات بحوالي 82 في المائة من إجمالي عائدات تلك الفترة، أي ما يقدر بـ545 مليون دولار.
وبالرغم من الأرباح التي جاءت مطابقة لتوقعات المحللين الاقتصاديين، غير أن توقعات المساهمين كانت في اتجاه تجاوز التكهنات، وهو ما دأبت عليه Yahoo خلال الأعوام السابقة .


إبراز الصورة وتحسين السمعة .. وماذا أيضا ؟

ولكن هل يمكن أن يكون ما يحدث الآن مجرد تغطية لضعف الخدمة في هذه الشركات ، خاصة أن شركة مايكروسوفت واجهت في الستة شهور الماضية أعنف هجوم من صانعي الفيروسات والديدان الإليكترونية ، جعلها تقف عاجزة أحيانا عن صد هذه الهجمات ، حيث أصابت معظم هذه الفيروسات ابنها المدلل " ويندوز " بكافة إصداراته وعلي مدار النصف الأول من هذا العام .
بالإضافة إلي المشاكل القانونية التي واجهتها مع الاتحاد الأوروبي والعقوبات المزمع تطبيقها علي الشركة في الأيام المقبلة .
فهل لا تكفي هذه الأسباب لتجعل مايكروسوفت تسرع بتغيير سياستها الدعائية تجاه مستخدميها ، وتبشرهم بسعة تخزينية غير متوقعة في صندوق بريدهم الإليكتروني ؟؟
خاصة أن MSN شهدت انخفاضا ملحوظا في عدد مستخدميها بالمقارنة بياهوو التي يزداد عدد مستخدميها كل دقيقة ، كما أن الثقة في مايكروسوفت بدأت تتأرجح بين المستخدمين ، مع تزايد الهجمات التي أشرنا إليها من قبل .


الرسائل غير المرغوبة .. مسمار جديد في نعش البريد الإليكتروني

ولعل الحديث عن هذه الزيادة الملحوظة في سعة البريد الإليكتروني لهذه الشركات ، يمكن ان يأخذنا للحديث عن أخطر عيب يهدد الصناديق البريدية في حالة زيادة سعتها ، وهي الرسائل الإعلانية غير المرغوبة التي تكاد تكون " كابوس البريد الإليكتروني " والتي تمثل المارد النائم لكافة المستخدمين الذي كلما استيقظ ، أفسد متعة تصفح البريد.
فقد كشفت دراسة حديثة أن موجات الإعلانات غير المرغوب فيها التي تغرق صناديق البريد الإليكتروني قد بدأت تنفر الناس من البريد الإليكتروني .


ووفقا للمؤسسة الفكرية "بيو إنترنت" الأمريكية فإن قرابة 25% من الناس قالوا إنهم قلصوا من استخدامهم للبريد الإليكتروني بسبب تلقيهم للكثير من الإعلانات غير المرغوب فيها.
ولكن كانت هناك مؤشرات على أن هذه الإعلانات تنجح أحيانا، حيث يقبل عدد كاف من الأمريكيين على العروض التي تقدمها هذه الإعلانات، وهو ما يدفع أصحابها لإرسال المزيد منها.
وتقدر نسبة الرسائل الإليكترونية الإعلانية غير المرغوب فيها بحوالي النصف .