لأن أرعى الجمال خير لي من أن أرعى الخنازير ....
أخواني في الله ...
قصة قصيرة أردتها أن تكون لكم ولي عبرة ....
أحداثها تجري في الأندلس ....
تلك العظمة العربية الإسلامية التي واراها الثرى بعدما مضت لقرون تضيء جهل وظلمات أوربا ....
ولكنها في أخر أيامها ضعفت وأنحلت حتى غدت دويلات صغيرة ( أشبه ما تكون بجامعة الدول العربية ) ....
أحداث قصتنا تبدأ في بلاط حاكم أخر هذه الدويلات التي حاصرها الصليبيون ...
وأنقسم وزراء بلاطه بين راغب بالإستسلام بدعوى تفوق العدو وقوته ، وبين راغب في طلب الدعم من الإماراة العربية في المغرب ...
وكان بطلنا هو الوزير الصالح الذي نادى بالصمود وطلب المعونة من إخوانه العرب في المغرب ...
وتكالبت عليه أصوات المعارضة ....
كانوا يكرهون سكان المغرب ، ويقولون أن سكان المغرب إذا حلوا ...
فسوف يحتلون أراضيهم ويخضعون هذه الإمارة لحكمهم ....
فأبتسم الوزير الصالح وقال ....
" لأن أرعى الجمال خير لي من أن أرعى الخنازير .... "
وأصر المنافقون على تسليم الإمارة ...
وكان لهم ماطلبوا ...
لأنهم الأغلبية ... ( كحال المتخاذلين اليوم ) ...
فطلب الوزير من الأمير أن يسمح له بالخروج لملاقاة جيش الصليبيين ...
وكان له ما أراد ...
خرج فردا ... على ظهر حصانه .. شاهرا سيفه ...
فتحت له أبواب المدينة ليخرج ...
وأنطلق نحو جيش العدو ...
عالما أنه ميت لا محالة ...
جندل عدد من فرسانهم قبل أن يحيطوا به ويعملوا سيوفهم في جسده ...
وأستشهد البطل ...
ولسانه يقول ...
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ..
ودخل الصليبيون المدينة ...
وكان أول ما فعلوه أن جزوا رقاب الأمير ووزرائه جميعا في حرم مسجد السلطان ...
:(
ومر التاريخ ...
وعبرت السنون ...
ولم تبقى في ذاكرة الزمان سوى كلمات هذا الوزير الفارس ...
" لأن أرعى الجمال خير لي من أن أرعى الخنازير .... "
فالسؤال الأن لكم أخوتي ....
هل تحبون أن تكونوا تحت رحمة ظالم مستبد كصدام ....
أم تحت رحمة صليبي طيب وخلوق مثل بوش ...
أم أن المنافقين الذين يسروننا ذات اليمين والشمال أعلم ...
بالنسبة لي ...
ليس لدي جواب سوى ...
لأن أرعى الجمال ...
خير لي من أن أرعى الخنازير ....