تقرير جدير بالقراءة: هل هناك ما يسمى بالعمر الإفتراضي لمواقع الإنترنت الخدمية المتخصصة ؟!

تقرير جدير بالقراءة: هل هناك ما يسمى بالعمر الإفتراضي لمواقع الإنترنت الخدمية المتخصصة ؟! 1

من المنطقي و المعروف أن الأيام دول, و أن تلك الحقيقة تنطبق على كل شئ بما في ذلك مواقع الإنترنت و أن خدمات الإنترنت التي كانت هي الأكثر رواجا منذ عدة سنوات مضت لم يعد للبعض منها أي وجود هذة الأيام. ربما تكون صفقة MySpace الأخيرة التي باعت فيها شركة نيوز كورب الموقع الذي اشترته قبل ٦ سنوات بسعر يقل بمقدار ٥٤٥ مليون دولار عما اشترته به, ربما تكون خير مثال على ذلك.

و لكن المؤكد كذلك أن هناك شركات و أعمال أخرى تمتلك القدرة على التكيف مع تغيرات العصر مهما استلزم هذا التكيف من مجهود و تغيير و في تقديري الشخصي فإن ذلك ربما يعتمد بالأساس على الأشخاص أصحاب العقول المتفتحة الذين يديرون هذة الأعمال فهم وحدهم يملكون أن تبقى أعمالهم دائمة التكيف مع العصر مهما اختلف هذا العصر.

التقرير التالي أصدرته شركة ميديا ستو العاملة في مجال البحوث الإعلامية و يتحدث بالأساس عن الشبكة الإجتماعية الأشهر في الوقت الحالي و التي يمكنني أن أصفها بوجهة نظر شخصية أنها نموذج غير مسبوق في عالم الإنترنت من حيث معدل النمو و مقدار الإنتشار و التغلغل, الFacebook, ميديا ستو تتوقع أن يندثر الفيس بوك خلال السنوات العشر المقبلة و تشبهه في ذلك بمصير ماي سبيس و GeoCities. لم استعرض بعد وجهة نظري الشخصية في هذة القضية و كيف أتصور الفيس بوك بعد عقد من الزمان, و هو ما ربما قد أفعله في وقت لاحق في مقال مستقل و لكن في الوقت الحالي فإن هذا التقرير يبدو لي كوجهة نظر جديرة بالإطلاع.

في الواقع سأسعد كذلك إن قرأت آرائكم فيما يتعلق بهذة القضية, كيف ترى مستقبل هذة الفئة من المواقع الإجتماعية الجديدة ؟

و هذا هو نص التقرير :

توقعت “ميدياستو”، الشركة الرائدة في الشرق الأوسط في مجال البحوث الإعلامية، تضاؤل عدد مستخدمي موقع “فيسبوك” للتواصل الإجتماعي في السنوات المقبلة، مما سيفقد الموقع المكانة التي يحتلها اليوم في غضون 10 الى 15 عاماً.

وقال محمد الزبير، المدير العام لشركة “ميدياستو”: “إن وسائل التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت هي طفرة مرحلية قابلة للزوال خلال فترة زمنية محدودة وهذا ما أثبته واحد من أشهر هذه المواقع وهو “ماي سبيس” الذي تلاشى خلال زمن قصير حاله حال “جيو سيتيز” الذي انهار بسرعة قياسية بعد تحقيقه لطلب كبير بدايات تأسيسه”.

وتم تأسيس “جيو سيتيز” في أواخر العام 1994 عن طريق شبكة “بيفرلي هيلز”. وتتمثل فكرة الموقع بامكانية المستخدم اختيار “مدينة” لانشاء صفحته الخاصة على الموقع فيها وتسمى هذه الصفحة بإسم محتواها بعد اسم المدينة التي تم اختيارها.

وبعد عشر سنوات من شراء شركة “ياهو” العالمية لموقع “جيو سيتيز”، أعلنت الشركة الأولى أن الموقع سيوقف خدماته في الولايات المتحدة الأمريكية في 26 أكتوبر من العام 2009 وأصبح بذلك “جيو سيتيز” غير متوفر في اليوم التالي تماماً. وكان الموقع يحتوي على 38 مليون مستخدم أنشأوا صفحاتهم الخاصة قبل أن يتم اغلاق الموقع.

وأضاف الزبير: “تدور اليوم بعض التساؤلات حول اذا ما كان المستخدمين في موطن اطلاق موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في أمريكا الشمالية ينتقلون الى استخدام مواقع أخرى حيث أن سبب هذه الظاهرة يعود الى التشبع الزائد لاستخدام موقع الـ”فيسبوك” وادراك البعض أن هذه ليست الا ظاهرة عرضية ستزول قريباًّ”.

ووفقاً لتقرير داخلي عن “فيسبوك” فإن الموقع خسر ما يقارب 6 مليون مستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية في الشهر الماضي ليتناقص عدد المستخدمين فيه من 155.2 الى 149.4 مليون وهذه المرة الأولى التي يحدث فيها تناقصاً في عدد المستخدمين منذ أكثر من عام كامل. كما خسر الموقع حوالي 1.52 مليون مستخدم في كندا ليصل الى 16.6 مليون بنسبة خسارة مقدارها 8 بالمائة إضافة الى خسارة 100,000 مستخدم في كل من المملكة المتحدة والنرويج وروسيا.

وما يزال عدد مستخدمي “فيسبوك” يتزايدون بنسبة 1.7 بالمائة سنوياً بسبب رفع حظر خدمة الوصول الى الموقع في دول عديدة مثل المكسيك والبرازيل. ولكن خسارة اعداد كبيرة من المستخدمين في دول منشأ الموقع هو أمر ينبىء بانخفاض شعبيته عالمياً.

وأضاف الزبير: “سيستمر موقع “فيسبوك” بالنمو في اجمالي عدد مستخدميه الكلي بسبب فتح استخدام خدمات الموقع في دول عديدة وبمعنى آخر فإن ظروف المحيط الخارجي تفرض نموه ولكن نواة ضعفه تكمن في الداخل”.

وأضاف الزبير: “إن المواقع الجديدة مثل “تمبلر” و”تويتر” و”انستاغرام” والعديد غيرها توفر خدمات جزئية نوعية مقارنة بالخدمات العامة لموقع الـ “فيسبوك”. وأعتقد بأننا سنرى الكثير من المستخدمين ينتقلون من الـ”فيسبوك” الى هذه المواقع التي توفر هذه الخدمات الجزئية”.

وأشار الزبير الى أن بينات الخصوصية والملكية هي مسألة أخرى تواجه الـ”فيسبوك” حالياً.

وقال الزبير: “أعتقد بأن مسألة بيانات الخصوصية ستكون مشكلة حقيقية بالنسبة للموقع ذلك أن الـ”فيسبوك” لا يأخذ بعين الاعتبار الدروس التي كانت أحد أسباب فشل “جيوسيتيز ” والتي امتلكت فيها الشركة الأخيرة جميع بيانات المستخدم مما ألحق بها الضرر لاحقاً”.

واختتم الزبير قائلاً بأنه لن تطول فترة ريادة موقع الفيسبوك الى أكثر من 10 الى 15 سنة كحد أقصى.

 

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version