طوال السنوات الماضية ، وبعد انهيار امبراطوريات نوكيا وبلاك بيري ، كانت المنافسة محتدمه بين ابل كشركة متكاملة لانتاج الهواتف الذكية ، وبين الاندرويد كنظام تشغيل موزع بين عدة شركات.
نعم كانت سامسونج هي المنافس الاكثر ازعاجا لشركة ابل ، بل والاكثر شهرة ونجاحا ايضا ، لكن في النهاية كانت سامسونج تعمل خلف نظام تشغيل لا تمتلكه ابدا وهو الاندرويد.
اذن المعادلة كانت تسير كالتالي : ابل تقدم نظام تشغيل حصري لا تسمح لاحد بمنافستها فيه وتنتج منه هواتف ذكية ، بينما سامسونج تعتمد على نظام تشغيل اخر وتنتج به هواتفها .
ماذا كانت النتيجة ؟ فجوة هائلة فيما يخص التحديثات الخاصة بنظام التشغيل على هواتف الشركتين ، في حين تتحكم ابل في تحديث نظامها وتصل بنسبته الى 80% واكثر خلال اسابيع من اصدار التحديث ، نجد ان سامسونج مرتبطه بتحديث الاندرويد من جوجل ، ولا تتجاوز نسبة تحديث هواتفها الى 10% بعد شهور عديدة من التحديث.
اليوم هناك عنصر جديد تمت اضافته للمعادلة ، جوجل نفسها ، كمالكة لنظام الاندرويد ، اصبحت ايضا تقدم هواتف من صنعها ، هواتف بيكسل ، وهو ماقد يعيد ترتيب الاوراق من جديد .
نعم الهاتف ، من ناحية التصنيع ، تم بمعاونة htc التايوانية ، ولكن الشركة التايوانية تعد بمثابة شركة فوكسكون الصينية لشركة ابل ، حيث يتم تصنيع الايفون في الصين ، بينما التصميم والبرمجيات ملك ابل وجوجل ، وشئون التصنيع ملك اتش تي سي وفوكسكون على الترتيب .
جوجل بهذا اصبحت منافس خطير بالفعل على شركة ابل ، فقد اصبحت تمتلك النظام والهاتف بالضبط كما تفعل ابل ، واصبحت تستطيع تحديث هواتفها خلال ايام قليلة من صدور اي تحديث لتغلق هذه الفجوة للابد.
ايضا اصبحت جوجل تنفرد باصدارات الاندرويد الجديدة على هواتفها ، مثلما كانت تفعل مع علامة نكزس ، كما انه بوسعها الان اضافة مالايمكن اضافته لهواتف الاندرويد الاخرى في هواتف بيكسل .
اضافة الى كل ماسبق ، اصبحت جوجل تتحكم اكثر في تطبيقات الانترنت من خلال هواتفها الجديدة ، مع تطبيقات مثل الخرائط ويوتيوب والروزنامة ودرايف وكيب والو وديو ، بالاضافة الى جيميل واخيرا تطبيق الصور ، كلها سيكون لها شكل خاص ومختلف على هواتف جوجل الجديدة بعد ان تعلق بها ملايين البشر حول العالم.
اذن جوجل هذه المرة جادة في المنافسة ، جادة في الصراع ، جادة لتقطم قطعة ضخمة من كعكة مبيعات الهواتف الذكية ، جاهزة لتزيح اسماء ضخمة من دائرة المنافسة على مايبدو .
جوجل بدات بالفعل مع هواتف بيكسل ، ربما يكون هناك ملاحظات على الشكل او الاداء او التصميم ، ربما يصرخ عشاق ابل بان بيكسل منسوخ من الايفون ، لكنها بداية بكل تجرد قوية للغاية من عملاق البحث ، وخطوة مثيرة لا ابالغ اذا وصفتها بكونها نقطة فارقة في تاريخ الهواتف الذكية في العصر الحديث.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر