بين صفقة موتورولا و هواتف Nexus .. كيف تغير أندرويد بين اليوم و الأمس ؟!

بين صفقة موتورولا و هواتف Nexus .. كيف تغير أندرويد بين اليوم و الأمس ؟! 1

إذا ما كنت تحمل اهتمام من أي نوع بالتقنية – و حتى إن لم تكن تملك هذا الإهتمام – فالأرجح أنك قد سمعت بخبر استحواذ جوجل على قطاع إنتاج الأجهزة المحمولة في موتورولا في واحدة من الصفقات الكبرى التي لا تتكرر كثيرا. هي صفقة اعتبرها البعض خطوة إنقاذ لوضع جوجل في مستقبل سوق الهواتف الذكية باستخواذها على عشرات الآلاف من براءات الإختراع الخاصة بموتورولا, و صنفها البعض الآخر على أنها الإعلان الفعلي لدخول جوجل المنافسة رسميا كأحد صانعي الهواتف المحمولة في سوق لم يعد أحد يحتمل أن يتركه و لا شك لدي أنها صفقة تحمل في مغزاها هذة المعاني و القيم جميعا. و لكن ما يعنيني بحق في هذة السطور ليس مستقبل جوجل-موتورولا و إنما هو مستقبل أندرويد بعد أن أصبحت جوجل منافسا مباشرا لشركائها في هذا المشروع الطموح.

في الخامس من نوفمبر من العام ٢٠٠٧, اجتمعت ٣٤ شركة معلوماتية, اشتركت معا في رؤية واحدة حول حيوية قطاع الإتصالات و الهواتف الذكية و حول هدف واحد هو الميل بكفة المنافسة التي بات ماثلا للعيان أنها ستتعرض لهزات عنيفة تغير من وضع السوق كاملا, اجتمعت لتعلن معا عن تحالف تقوده جوجل ليأتي بلاعب جديد طموح يحمل اسم أندرويد. و لكنني اليوم لا يساورني شك في أن هذة الرؤية الواحدة و الهدف الواحد الذي لم شمل هذا الجمع لم يعد كذلك بعد أن فرقته و شتتته سنوات أربع أصبح فيها نظام أندرويد الوليد واحدا من أعتى المنافسين و مع نموه و ازدهاره نمت و ترعرعت معه طموحات الشركاء ففرقتهم و بات الأهم لكل منهم هو أن يستحوذ لنفسه على النصيب الأكبر من هذة الكعكة خاصة في وقت لا يبدو فيه سوق الهواتف الذكية مقبلا على تباطؤ من أي نوع.

لم تخفي بعض الشركات المنضمة الى ركب أندرويد على مدار السنوات الماضية امتعاضها من فكرة تقديم جوجل لهواتف Nexus One و Nexus S و قيام الشركة ببيعها بشكل مباشر للمستخدم و على الرغم من أن جوجل كانت تطرح هذة الهواتف باسمها إلا أن حقيقة الأمر هي أن هواتف نيكسوس لم تكن تشكل تهديدا حقيقيا لمنتجي هواتف أندرويد, فجوجل حرصت منذ اللحظة الأولى على أن تستخدم كبار منتجي هواتف أندرويد في تقديم إصدارات نيكسوس و هما اتش تي سي أولا و من ثم سامسونج و هو ما كان يمثل ترضية لهؤلاء الشركاء الأكثر ثقلا كما أنه لم يعني فعليا أن جوجل تنافس شركائها فالشركة لم تكن منتجة لهذة الهواتف بقدر ما كانت في وضع المطور الذي يرغب في طرح اصدارة أصلية – خام – من منتجه, نظام أندرويد, للمستخدم الذي يرغب في هذة الإصدارة دون تعديل أو إضافة. كما أن العدد المحدود من أجهزة نيكسوس الذي كان يعني بالقطع أنها لن تنجح في تغطية احتياجات كافة فئات المستخدمين كان ضامنا كافيا لكون هذة التجربة محدودة لا تمثل خطرا أو منافسة فعلية من جانب المطور الرئيسي للنظام.

و إذا ما كانت هواتف Nexus قد أثارت امتعاض البعض, فإنه يبدو منطقيا للغاية أن تثير صفقة موتورولا الأخيرة الإستياء و ربما السخط و الغضب من جانب عدد أكبر من الشركاء و الداعمين الرئيسيين لنظام أندرويد. فجوجل التي لطالما نصبت نفسها كمطور رئيسي للنظام يقف على الحياد بما يسمح بمنافسة عادلة بين البقية باتت اليوم واحدا من هؤلاء المتنافسين, و يخطأ كثيرا من يتصور أن هذا الوضع الجديد لن يغير من الأمر شئ, فالمنتظر و المنطقي بداية من اليوم هو أن تكون هواتف موتورولا دائما هي الأكثر جاهزية للحصول على تحديثات نظام أندرويد فور إطلاقها – و هو الوضع الذي حافظت عليه هواتف Nexus سابقا – فحتى و لو أتاحت جوجل لشركائها مسبقا الإطلاع على تحديثات النظام و نواياها لكل إصدار جديد فإنها ستبقى – ممثلة في موتورولا – هي الأقرب من حيث الفكر و القدرة على التنفيذ للحصول على هذة التحديثات. و هذة و إن كانت فقط واحدة من النقاط التي ستزعزع من وضع جوجل كمطور محايد للنظام فإنها تبقى وحدها كعنصر رئيسي مؤثر في قرار المستخدم عند شراء هاتف جديد يحمل نظام تشغيل مستقل يحصل بصفة دورية على تحديثات منتظمة.

أما السؤال الذي لا أملك الإجابة عليه حاليا فهو, كيف يكون الرد من قبل تلك الشركات التي أصبح الجزء الأكبر لأعمالها يعتمد على مبيعات هواتف أندرويد من أمثال إتش تي سي و سامسونج  و غيرهما ؟! هل ستتجه هذة الشركات الى مزيد من التنوع فيما تقدمه كأن تميل أكثر الى أنظمة منافسة مثل نظام ويندوز فون ٧ – الذي اختارت ميكروسوفت على الدوام أن تكون هي المطور فقط و ليس المنتج لهواتفه – ؟ و هل ستؤثر هذة الخطوة فعليا على نظام أندرويد الذي اكتسب شعبيته و انتشاره من واقع تنوع المتاح من هواتفه ؟ لا أتصور بالقطع أن جوجل ستسمح بأن يفقد أندرويد ما بدأ فعليا في تحقيقه, و لكنني فقط لا أدري على وجه اليقين ان كانت جوجل لا تزال ترى أن تنوع منتجي هواتف أندرويد الى هذا المدى هو الطريق الصحيح الذي تريده لهذا النظام في هذة المرحلة.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version