ياهو تنهي ٥ سنوات من التخبط بإقالة كارول بارتز .. و تبدأ البحث عن الفرصة الأخيرة

كل من سبق و عرف و استخدم الخدمات العديدة لهذا الكيان الهائل – في أحد الأيام على أقل تقدير – الذي يسمى ياهو! لا شك و أنه سيتفهم ما قصدته بكلمة “التخبط” و لكن فقط المتابع عن كثب لوضع ياهو المرتبك على مدار السنوات الماضية ربما يسترعي انتباهه أكثر عبارة السنوات الخمس, فكارول بارتز – الرئيس التنفيذي لياهو و التي تمت إقالتها منذ ساعات قليلة سبقت كتابة هذا المقال – لم تتولى المسؤولية في ياهو إلا منذ أقل من ٣ سنوات فقط. و الواقع هو أن كارول بارتز لا تعنيني هنا في الشئ الكثير, فهي لم تكن سوى فصل إضافي من فصول هذة المسرحية الهزلية التي قدمتها لنا ياهو – و لا تزال – على مدار السنوات القليلة الماضية.

إنني لا أزال أتذكر برؤية واضحة لا تشوبها شائبة تلك الأيام التي كان Yahoo! يستحوذ فيها على النصيب الأكبر من زمن استخدامي للإنترنت, عندما كنت أميل الى خدمات البريد الإلكتروني من ياهو و أفضلها على نظيراتها المختلفة قبل أن يظهر البريد الإلكتروني من جوجل و يغير من شكل الساحة كليا, لا أزال أتذكر أنني لفترة ليست بالقصيرة من الزمان كنت أفضل محرك بحث ياهو و أعتمد عليه بصفة دائمة و عندما أطالع اليوم عادات استخدامي الحالية للإنترنت فإنني أعجب كل العجب من أنه قد تمر أسابيع دون أن يطأ متصفح الإنترنت خدمة أو موقع تملكها أو تديرها ياهو!

لن أفتي بغير علم لأقول بأنني أمتلك رؤية واضحة للأسباب التي تهاوت بهذا العملاق الإلكتروني من فضاء الإنترنت الى هذا الوضع المتخبط الحالي, ربما هي قوة المنافسين التي لم تستطع ياهو أن تجاريها, و ربما هي أخطاء استراتيجية لا تغتفر وقعت فيها إدارات الموقع المتعاقبة, أو ربما هو الثبات و الجمود في فكر القائمين على خدمات ياهو في وقت أصبح فيه الإبداع و عقول المبدعين هي الإستثمار الأهم لكل من يبحث عن النجاح, و لكن النتيجة في نهاية المطاف واحدة, قصة جديدة من قصص التهاوي بعد فترة طويلة من البقاء على القمة.

ياهو على وجه التحديد ارتبطت خلال الفترة القصيرة الماضية بالمنطقة العربية بواحدة من أكبر صفقات عالم الإنترنت التي شهدها العالم العربي – إن لم تكن الأكبر على الإطلاق – صفقة ياهو-مكتوب و التي كانت مثار حديث كل من ينتمون للوسط التقني لفترة ليست بالقصيرة لما حملته معها من آمال و تغيرات فعلية في واقع سوق الإنترنت العربي. و بغض النظر عن القيمة المادية للصفقة و القدر الفعلي من المنفعة التي حققتها لياهو و الأهم ما يمكن أن تحققه لياهو إن تم استغلالها الإستغلال الأمثل فإنني كنت و لا أزال أمتلك العديد من التساؤلات حول ما تلا هذا الإستحواذ على مكتوب من خطوات, تساؤلات عدة لم أطرحها صراحة للعموم و لكنني حدثت بها أكثر من مرة بعض ممن يضطلعون بشؤون ياهو-مكتوب في المنطقة العربية, تساؤلات تتعلق بتباطؤ الخطى في تطوير و دمج خدمات مكتوب و الحالة المزرية التي تم ترك بريد مكتوب عليها على الرغم من كونه واحد من أوائل خدمات البريد الإلكتروني التي دعمت اللغة العربية منذ سنوات و سنوات مضت.

بأي حال, ياهو-مكتوب ليست هي لب القضية في الوقت الحالي, و إن كانت مثلها في ذلك مثل غيرها من خدمات و مواقع ياهو الكبرى تحمل جزء كبير من الطريق للخروج من المأزق الحالي المستمر حتى قبل أن يستقيل جيري يانج – الرئيس التنفيذي السابق و أحد مؤسسي ياهو الأصليين – من منصبه. الحقيقة الوحيدة على الأرض في هذة اللحظات هو أن ياهو لم تعد تحتمل أخطاء إضافية و أن عملية اختيار قيادة جديدة لسفينة ياهو لابد و أن تتم بعناية لأنها ستملك بين أيديها الفرصة الأخيرة للبحث عن المجد الضائع, المطلوب هو قيادة جديدة لا تضع البحث عن مشتري يستحوذ على ياهو كهدف رئيسي أمامها و إنما تمتلك الجرأة الكافية للتخلص من القطاعات و الخدمات الغير مجدية و التركيز على تلك التي تلقى رواجا في عالم الإنترنت اليوم و هي مجالات عديدة من بينها ما هو مزدهر و من بينها ما لا يزال يبحث عن فرصة, و ليست الخدمات السحابية و أمثالها عنا ببعيدة ..

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version