اعتدنا أن نسمع عن مواقع تغلق بين عشية و ضحاها بعد أن تربح شركات الانتاج الهوليوودية العملاقة قضاياها ضد هذة المواقع المغلوبة على أمرها أمام جيوش خبراء القانون التي تجمعها شركات الانتاج لإسقاط مواقع مشاركة الملفات المحمية بحقوق الملكية الفكرية الى الحد الذي سمعنا معه مؤخرا بدهشة عن مواقع غرمت ملايين الدولارات لأنها تضم فقط روابط لمواد مقرصنة تتم استضافتها على مواقع و سيرفرات لا علاقة لها بها. و قد كان دائما النصر في هذة القضايا حليف لشركات الانتاج ليس فقط لأنها صاحبة حق و لكن لمواردها الهائلة و ما لها من نفوذ و ما لديها من خبراء في هذة القضايا.
و لكن, ما لم نتخيله هو كيف يكون صراع مماثل بين طرفين متكافئين ؟؟!! .. منذ فترة و شركة Viacom, و هي بالمناسبة الشركة المالكة لشبكة MTV الموسيقية و استوديوهات Paramount للإنتاج التليفزيوني و السينمائي, تسعى خلف منتجاتها التي تتم قرصنتها و مشاركتها عبر الانترنت, و لكنها مؤخرا أعادت تحريك دعوى قضائية ضد Google بدعوى أن YouTube المملوك للأخيرة يخترق حقوق الملكية الفكرية لإنتاجات الشركة!!!
هذا هو النموذج المثالي الذي كنا ننتظره لنرى كيف ستكون الحالة إذا جرت المواجهة بين طرفين متكافئين. الدعوى القضائية تطالب بتعويضات تقدر ب1 مليار دولار و تعلل ذلك بأن YouTube يحوي ما يزيد على 150 ألف مقطع فيديو يدخل في نطاق إنتاجات الشركة المحمية بحقوق الملكية الفكرية و أن Google لم تبذل ما يستلزم من جهود لمنع مشاركة مثل هذا المحتوى عبر YouTube.
بطبيعة الحال, فالصراع هنا يختلف , بل و يختلف كثيرا, فYouTube لم يغلق بالطبع و Google ردت و بعنف متهمة Viacom بأنها بمثل هذة الأفعال تهدد حرية الملايين من البشر حول العالم في مشاركة المعلومات بمختلف أشكالها, و أكدت Google في ردها أن قوانين حقوق الملكية الفكرية تنص على حماية مواقع المحتوى مثل YouTube طالما أن الموقع يستجيب لطلبات الشركات بحذف المحتوى المخالف فور تلقيها. Google أوضحت كذلك أنها تقوم بما يتوجب عليها و زيادة في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية.
كيف يمكن أن ينتهي هذا الصراع ؟؟ دعونا لا نستبق الأحداث, و لكنني على ثقة تامة بأن YouTube سيبقى بل و أرجح انتصاره, فلا ينبغي لنا تحت مسميات الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية أن نتأخر خطوات الى الوراء أو نتخلى عن خدمات غيرت شكل الويب الذي عهدناه سابقا.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر