هل احُتجزت RIM في دائرة من الخيارات الصعبة ؟ و ما هي الحلول المتاحة ؟!

sad-blackberry

تابعنا بالأمس تبعات هذة القرارات الجريئة في كل من السعودية و الإمارات و التي انتهت بقرار بحجب جميع خدمات البلاك بيري (خدمة التراسل الفوري الBBM, خدمة البريد الإلكتروني و خدمات التصفح)  في الإمارات بداية من الحادي عشرمن أكتوبر و حجب خدمة الBBM فقط في السعودية. و بعد أن مضى هذا اليوم الذي – و لا شك – كان عصيبا على المنتج الكندي لأجهزة البلاك بيري Research In Motion و كذلك على مستخدمي هذة الهواتف و بينما نحن في الوقت الحالي نجري بعض الإتصالات في إنتظار رد فعل رسمي أو بيان من جانب الشركة المنتجة فيما يتعلق بهذة القرارات الأخيرة, يبدو من الصائب أن نتوقف للحظات لنقيم الوضع الذي أصبحت فيه RIM و الخيارات المتاحة أمام الشركة لمواجهة هذة الظروف الجديدة.

بداية, لابد و أن نشير الى أنه خلال الأسبوع الحالي سوف تعقد كل من إتصالات و دو لقاءات صحفية للكشف عن خدمات بديلة تمكن مستخدمي هواتف بلاك بيري في الإمارات من تصفح الإنترنت و الحصول على بريدهم الإلكتروني عبر منافذ بديلة تتفق مع القرار السابق لهيئة تنظيم الإتصالات الإماراتية و لكن في حال جاءت هذة الخطوات منفردة من جانب شركتي الإتصالات دون تعاون حقيقي من الشركة المنتجة للهواتف فإننا على ثقة بأن هذة الحلول البديلة لن تقدم ما يمكننا أن نسميه بالبديل الفعلي النافع الذي يغني من اشتروا هواتف بلاك بيري عن هذة الخدمات الرئيسية التي قاموا بشراء هواتفهم من أجلها.

عودة الى الوضع الذي وجدت فيه RIM نفسها بين عشية و ضحاها و الذي من الواضح أنه من الصعب أن تخرج منه الشركة دون خسائر, فالمطالعة المتأنية تضع أمام الشركة عدد من الحلول المحدودة التي نظن أنها سوف تتصرف في نطاقها خلال الفترة المقبلة و تتلخص هذة الخيارات في الآتي:

  1. تجاهل هذة القرارات الجديدة بشكل تام فيما يحمل في مضمونه اعتراف بأحقية الدولة في فرض ما تراه من قوانين و كذلك التمسك التام بعدم التنازل عن أيا من الخواص الرئيسية التي لطالما ميزت خدمات البلاك بيري و هي السرية و أمن المعلومات و في هذة الحالة تكون RIM قد فقدت إثنين من الأسواق الحيوية في المنطقة العربية – و ربما أكثر من ذلك في وقت لاحق إذا ما اتخذت حكومات أخرى قرارات مشابهة – كما يصبح مستخدموا أجهزة البلاك بيري سواء من الشركات و الأفراد أكثر المتضررين بعد أن تفقد هواتفهم واحدة من أهم ميزاتها مهددة بانهيار أنظمة بعض الشركات التي تعتمد بشكل رئيسي على الخدمة
  2. الإنصياع الى رغبات الجهة المنظمة أو على أقل تقدير التخلي عن بعض من أمان و سرية خدمات البلاك بيري في الدول المعنية من أجل الوصول الى توافق يسمح بإعادة الخدمة الى هذة الدول, و في هذة الحالة تكون الشركة قد أخلت بشكل كبير بخدمتها التي تقدمها للمستخدمين كما تضع نفسها عرضة لمطالب مشابهة في دول أخرى و التي ربما تطالبها بتنازلات أكثر و أكثر ما يضع احتمالية أن تفقد الشركة سيطرتها على منتجها في المستقبل و يضعها كذلك في خطر فقد بعض المستخدمين لهذا السبب
  3. الإنسحاب رسميا بمنتجات بلاك بيري كاملة من هذة الدول و هو إحتمال قد يبدو مستبعدا للوهلة الاولى لما قد يحمله من تبعات كبيرة على مبيعات الشركة في المنطقة العربية و لكنه يبقى خيار محتمل

كما يبدو واضحا فإن جميع الخيارات المتاحة أمام RIM تبدو داكنة و تتفق جميعها في أن الشركة سوف تخرج من هذا الوضع الذي أحاطتها به هيئات تنظيم الإتصالات في السعودية و الإمارات بخسارة ما و لكن السؤال هو, الى أي مدى سوف تستطيع الشركة الحد من هذة الخسارة ؟؟!! أو, هل تنجح RIM بطريقة أو بأخرى في التوصل الى إتفاق مع الجهات التنظيمية يسمح بعودة خدماتها كما كانت دون أضرار و دون تنازلات ؟ للأسف, فإن هذا الخيار الأخير – بالنظر الى الوضع الحالي قبل أن يجد جديد – يبدو مستبعدا بعد ان اتخذت قرارات حجب الخدمة بالفعل.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version