هل التطبيقات فعلا بهذه الأهمية؟

لا يختلف اثنان على أن هذا العصر الذي نعيشه هو عصر الأجهزة المحمولة، بكل أشكالها، سواء هواتف أو أجهزة لوحيه أو غيره، وبالطبع فإن أهم جزء فيها هو نظام التشغيل. وكما نرى فإن أول شئ أضحى الناس يسألون عنه عند شراءهم جهاز جديد: هل به الكثير من التطبيقات؟

هذا السؤال أصبح أهم سؤال في عالم الهواتف الذكية الآن، وأصبحت كأن التطبيقات هي ما يحدد شراء الجهاز من عدمه، أو حتى نجاح نظام من عدمه. لكن كان هناك سؤالا دائرا في رأسي دائما: هل التطبيقات بالفعل بتلك الأهمية؟

بالطبع فإن مفجرة ثورة التطبيقات هذه هي Apple وجهازها iPhone الذي أصبح الآن كمعلم ثابت يتم قياس أي شئ بالمقارنة به، من حيث النظام أو التطبيقات أو أي شئ تقريبا .. لكني شخصيا مقتنع بشئ: أهم سبب لانفجار ثورة التطبيقات هذه على iPhone من البداية، كان سببها شئ واحد: غياب Flash عن المتصفح الخاص به.

نعم فباستخدام Flash يمكن للمرء عمل أي شئ تقريبا على الانترنت، وبغيابه بالطبع فكان لابد من وجود بديل، وكان هذا البديل عمل تطبيقات خاصة تعمل على الجهاز نفسه.

ولعل أكبر مثال على ما أقوله أن هناك الكثير من المواقع والخدمات الكبيرة الآن مثل جريدة Financial Times وموقع التواصل الاجتماعي LinkedIn و أيضا Nokia Maps وغيرها حين وجدت بديلا للـ Flash في HTML5 قاموا بعمل تطبيقات انترنت HTML5 كي يستخدمها أي شخص بغض النظر عن النظام الذي يستخدمونه طالما متصفحهم يدعم HTML5 بدلا من عمل تطبيق خاص بكل نظام تشغيل، فتطبيق انترنت واحد كفيل بالعمل على أي متصفح وأي نظام 😉

وأرى شخصيا أن هذا هو الاتجاه الذي ستسلكه الكثير من المواقع والشركات بعد ذلك، بدلا من عمل تطبيقات خاصة لهم لكل الأنظمة، فسيقومون بعمل تطبيقات انترنت باستخدام HTML5 لتسهيل وصول أكبر عدد من المستخدمين إليهم. فالانترنت ما يزال هو المستقبل ليس التطبيقات!

رأيي الشخصي أنه إذا كان معك على جهازك متصفح انترنت قوي، فإن أهمية التطبيقات تصبح أقل، فلا يوجد شئ تفعله على أي تطبيق لا يمكنك أن تفعله على الانترنت وبشكل أفضل أيضا. فالانترنت يعطيك كل ما تريد، حول أي شئ تريد، أخبار، معلومات، ثقافة، خدمات، رياضة، طبخ، فيديوهات..إلخ.

ولنعرف ما هي أهمية الانترنت تعالوا لنستمع لهذه القصة الحقيقية الطريفة: كان هناك شخص في أمريكا ليس لديه أي معلومات عن الزراعة، وكانت لديه قطعة أرض فقرر أن يقوم بزراعتها وتربية بعض الحيوانات فيها، بعض الطيور والماعز وغيره، وفي يوم كانت معزته على وشك الولادة، وبما أنه ليس خبيرا في هذه الأمور فلم يدري ماذا يفعل، فقام باستخدام جهازه الـ iPhone بالدخول إلى الانترنت والبحث عن ما يخص ولادة الماعز، وبالفعل وجد كل شئ عنها، وعرف ماذا يفعل لتوليدها وماذا يفعل بعد ذلك لرعاية الطفل وغيره. وفي مرة أخرى ولدت معزته 3 أطفال مرة واحدة، لكن كان هناك اثنين فيهما لا يبدوان في صحة جيدة، فقام أيضا باستخدام متصفحه ودخل إلى الانترنت ووجد معلومات كثيرة عن الأعراض التي كان يراها عليهما، وبالفعل علم ماذا يفعل لعلاجهما وكل شئ. فالانترنت أنقذه أكثر من مرة، في أشياء لم تستطع التطبيقات عملها.

ليس معنى هذا أنه لا يمكن عمل تطبيق لها، بل يمكن .. لكن في هذه الحالة والكثير من الحالات الأخرى فإن الشخص يريد تعمق ومعلومات الانترنت الكامل، وهو ما لا يجده في التطبيقات.

هذا فقط مثال واحد من أمثلة عديدة عن أشياء يمكننا فعلها على الانترنت بشكل أكبر وأفضل من التطبيقات، وأنا هنا لا أقول أن التطبيقات ليست مهمة، بالطبع هي مهمة ومفيدة في حال وجدت، لكني أقول أن أهميتها تقل في ظل وجود متصفح انترنت متميز، أي أن عدم توفرها بكثرة في نظام ما ليس بالضرورة شئ خطر ويدعو لفشله وعدم شراءه كما يظن البعض.

أنا شخصيا عند شرائي لجهاز جديد، وإذا وجدت جهازا أعجبني، فإن أول ما أبحث عنه فيه هو متصفح الانترنت الخاص به، بعده التطبيقات، فإن كان متصفح الانترنت ممتاز فهذا يغنيني عن كثير من التطبيقات. فلا تخف إذا وجدت جهازا أعجبك لكن تطبيقاته قليلة فيمنعك هذا عن شراءه فالانترنت هو الأهم 🙂

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version