متاجر البرامج المدمجة؛ نقلة نوعية الى الأمام أم وسيلة إضافية لسيطرة المنتجين على أنظمة التشغيل ؟؟!!

app-stores

لا أظننا نكون قد جاوزنا الحقيقة إذا ما وصفنا الفترة الماضية بأنها عصر إزدهار فكرة متاجر البرامج المدمجة مع أنظمة التشغيل و الموحدة لكل نظام كوسيلة رئيسية يبدو أن جميع منتجي الهواتف و أنظمة التشغيل بشكل خاص سيستخدمونها بشكل حصري مستقبلا. فقد أصبحت الآن أنظمة iPhone OS, Windows Mobile, BlackBerry OS, Android, Palm WebOS و غيرها جميعها مزودة بمتاجر برامج مدمجة كوسيلة مسيطرة – أو على الأقل هكذا يراد لها أن تكون – على توزيع و بيع البرمجيات الى المستخدمين.

واقع الأمر, أننا إذا ما نظرنا الى فكرة متاجر البرمجيات المدمجة من وجهة نظر الشركات المنتجة للهواتف و أنظمة التشغيل فإننا سندرك على الفور أنها بمثابة منجم ذهب اكتشفه الجميع مؤخرا, فبدلا من أن يتم توزيع البرمجيات عن طريق المبرمجين بأي طريقة تناسبهم فإن التوزيع أصبح يتم الآن عبر الشركة المنتجة التي تقتص لنفسها نسبة ثابتة من سعر المنتج دون أن تشارك في إنتاجه و هذة النسبة ليست بالقليلة إذ اتفق الأغلبية العظمى من المصنعين على نسبة 30% من سعر البرنامج. و على الرغم من أن الأمر هنا قد يبدو مجحفا في حق المبرمج إلا أن الواقع يقول غير ذلك, فعلى الرغم من أن الشركة ستقتص نسبة ثابتة من دخل المبرمج إلا أنها في الواقع ستوفر له في المقابل مزايا هائلة لم ينجح المبرمجون في تحقيقها مطلقا من قبل من بينها إمكانية الوصول الى جميع مالكي الهاتف أو نظام التشغيل و من ثم إمكانية مخاطبة السوق كاملا دون إنتقاص فضلا عن توفير الوسائل الآمنة و السلسة لتحصيل الأموال من المستخدم و إرسالها مباشرة الى المبرمج دون عناء البحث عن هذة الوسيلة.

و لما كان متجر البرامج فيما يبدو هو الحل الأمثل لكل من الشركات المنتجة و المبرمجين فلم يتبقى سوى المستخدم الذي يمثل الضلع الثالث في هذا المثلث. مما لا شك فيه فإن متاجر البرامج تقدم فعليا الحل الأسهل و الأسرع للمستخدم للوصول الى جميع البرمجيات المتاحة لهاتفه أو جهازه الإلكتروني دون إنتقاص كما توفر له وسيلة سهلة و مباشرة و موحدة لدفع مقابل الحصول على هذة البرمجيات دون خوف من التعامل مع المبرمج مباشرة أو الخوف من استخدام وسائل الدفع المختلفة أو الغير معروفة عبر الإنترنت.

و لكن تبقى هنا وجهة نظر أخيرة تنتمي الى جانب آخر و مختلف هو ما دفع الى ظهور بدائل غير رسمية لمتاجر البرامج مثل Cydia على الiPhone أو دفع البعض الى الإستمرار في توزيع ما ينتجه من برمجيات مباشرة الى المستخدم مع بعض الأنظمة الأخرى ألا و هي نظرة من يرون أن كون متجر البرامج مملوك و مدار بشكل حصري بواسطة الشركة المنتجة للهاتف أو نظام التشغيل فإن هذا يجعل المفاتيح جميعها في يد الشركة المنتجة و يتيح لها وقتما تشاء و كيفما تشاء التحكم في نوعية البرمجيات المتاحة لأنظمتها و قدر الوظائف التي يمكن أن يقدمها المبرمج في برنامجه و قدر ما يمكنه استغلاله من قدرات الهاتف أو ما يستطيع التلاعب به من الكود الخاص بنظام التشغيل.

و من هنا, نطرح سؤالنا الأخير الى القارئ, في وجهة نظرك الشخصية – مع تبيان إن كنت مستخدم أم مبرمج – هل أنت مع أم ضد فكرة تعميم متاجر البرامج المدمجة كوسيلة حصرية لتوزيع البرمجيات خاصة في حالة أنظمة تشغيل الهواتف الذكية ؟؟

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version