مقال تحليلي يكتبه عبدالله المهيري يتناول نظام بالم الأحدث webOS و الهاتف الجديد Palm Pre و الأثر المنتظر لهذة الإطلاقات الأخيرة على عودة بالم مرة أخرى الى سوق المنتجات الإلكترونية بعد قترة طويلة من الثبات
لا أخفي إعجابي بشركة بالم في الماضي، لكنها الشركة التي لم تتخذ قرارات صحيحة وسمحت للمنافسين بالتفوق عليها وكادت بالم تخرج من السوق بل يمكن أن أقول بأنها خرجت حينما لم تعد منتجاتها تنافس منتجات الشركات الأخرى كما كانت تفعل في الماضي.
كان المستهلك في الماضي يقارن بين أجهزة بالم ومنتجات شركات أخرى ولعله يسأل عن أنظمة التشغيل أيها أفضل وأسهل، اليوم هناك منافسون كثر، أبل، نوكيا، بلاك بيري، غوغل، أجهزة HTC بنظام ويندوز وغيرها، من الصعب أن تنصح بمنتج من بالم لأي شخص.
هذا بدأ بالتغير في السنتين الماضيتين وقبل ذلك عندما بدأت بالم بإنتاج هواتف ذكية وبدأت بالتخلص من الأجهزة الكفية التي لا تستطيع أن تعمل كهواتف نقالة ورسمياً لا تبيع بالم أي أجهزة كفية الآن، ثم أنتجت أجهزة تعمل بنظام ويندوز بجانب أجهزة تعمل بنظام بالم القديم.
نظام ويندوز كان خياراً لإنقاذ الشركة أما إبقاء نظام بالم القديم فقد كان ضرورياً ولا زال حتى اليوم فهناك آلاف من التطبيقات التي تعمل على هذا النظام وكثير منها موجه لقطاعات صغيرة متخصصة وتستخدم من قبل أناس لا يرغبون في الانتقال إلى أي نظام تشغيل آخر.
أنتجت بالم أجهزة أنقذت الشركة أو على الأقل أعطتها فرصة لإعادة تصحيح الأوضاع خلال السنتين الماضيتين، جهاز سينترو (centro) مثلاً يباع بسعر رخيص في السوق الأمريكية وهو متوفر في أسواقنا ومعرب، هذا الجهاز كان ناجحاً ولا زال، لا شيء يميز هذا الجهاز سوى أنه صغير الحجم ورخيص السعر ويحوي ما يكفي من الخصائص لعامة الناس.
بالطبع هناك أجهزة تريو (Treo) التي تعمل بنظام ويندوز والموجهة لقطاع الأعمال من خلال جهاز تريو 800 دبليو وجهاز آخر موجه لعامة الناس وهو تريو برو، وهذه أيضاً اجهزة ناجحة في السوق وإن لم تكن مميزة بشيء معين، صورة بالم لن تتغير بمجرد صنع هذه المنتجات التي لا تختلف كثيراً عن منتجات منافسيها.
بالطبع حاولت بالم إنتاج حاسوب من نوع Netbook وإن لم تكن هذه التسمية معروفة في ذلك الوقت فأعلنت عن جهاز بالم فوليو الذي تراجعت عن إنتاجه في آخر لحظة والسبب كما قال مدير بالم هو التركيز على نظام تشغيل واحد بدلاً من العمل على تطوير ودعم نظامين، كان قراراً صائباً وخيبة أمل كبيرة للكثيرين وأنا منهم، بالم لديها المنتج الصحيح في الوقت المناسب لكن لظروف إدارية ومالية اضطرت لتأجيل طرحه، جاء المنافسون مثل أسوس وأيسر وعشرات الشركات الأخرى وبدأ سوق الحواسيب النقالة الصغيرة.
الآن هناك منتج جديد من بالم ويمكنني القول بأنه جاهز للتنافس مع آي فون وهاتف غوغل وغيرها.
جهاز جديد نظام جديد
بالم بري (pre) هو هاتف نقال بخصائص كثيرة لا تهمني حقيقة، الأجهزة هذه الأيام يمكنها أن تحوي كل شيء لكن هذا غير مهم الآن أو على الأقل ليس بأهمية نظام التشغيل والبرامج وواجهة الاستخدام، الشاشة بحجم 3.1 أنش وبدقة 480 × 320 بكسل، هناك لوحة مفاتيح، كاميرا بدقة 3 ميغابكسل، دعم تقنية واي فاي، بلوتوث وEVDO وGPS، شاشة متعددة اللمس – أليس هناك تسمية أفضل؟ – بطارية قابلة للتبديل، دعم USB وهناك تفاصيل تقنية أخرى.
هل كل هذا مهم؟ لا، أنا متأكد أن هناك أجهزة أفضل، وسنرى أجهزة أفضل في المستقبل، كلما مرت السنوات رأينا الأجهزة تصغر أحجامها وتصبح أكثر نحافة وفي نفس الوقت تزداد خصائصها، لم يعد من المجدي التركيز كثيراً على المواصفات، لنركز على نظام التشغيل.
نظام بالم الجديد سمته webOS والتسمية وحدها تشير إلى أفكار هذا النظام، فهو نظام يعتمد على تقنية شبكة الويب، فكل برامجه – إن صح أن نسميها برامج – طورت باستخدام تقنية الويب مثل HTML وجافاسكربت وغيرها، وهو يعتمد على محرك المتصفحات WebKit وهو برنامج حر طورته شركة أبل من مشروع آخر هو KHTML، هذه الطبقة العليا من البرنامج، الواجهة التي يرها المستخدم والتقنيات التي يحتاجها المطور لكي يبرمج ما يريد، هناك مئات الآلاف من مطوري الويب حول العالم وهذه خطوة ذكية من بالم، في نفس الوقت هذه خسارة لأن البرامج القديمة لن تعمل على هذا النظام الجديد لكنني مؤمن بأن هذه خطوة ضرورية.
الطبقة الثانية من النظام أو لنقل الطبقة التي لا يراها المستخدم ولا يجب أن يهتم بها مطور البرامج هي كما أتوقع نظام لينكس، قد أكون مخطئاً هنا لأنني لم أرى أي معلومة رسمية تشير لأي شيء، لكنني أجد لينكس الخيار المناسب إن لم ترغب بالم في تطوير نظام تشغيل جديد من الصفر، وفي الماضي القريب كان جهاز بالم فوليو يعتمد على لينكس فمن الطبيعي أن يكون هو الاختيار الأنسب للشركة ما دام أن لديها خبرة في التعامل معه.
واجهة نظام webOS تحمل أفكاراً جديدة، التطبيقات تسميها بالم “بطاقات” فمثلاً هناك بطاقة تجمع كل العناوين والأرقام من مصادر مختلفة وتعرضها في مكان واحد، في عالم التطبيقات إذا أردت أن ترى الأشخاص الذين تتصل بهم من خلال موقع ما فعليك أن تستخدم المتصفح، وقد يكون لديك برنامج آخر في حاسوبك يحوي عناوين أخرى، لكن أسلوب بالم يجمع كل المصادر في مكان واحد ولا يهم من أين أتت هذه العناوين، ستتعامل معها بنفس الطريقة.
النقطة الثانية هي العمل على البطاقات والتنقل في ما بينها، يمكنك مثلاً أن تنتقل إلى بطاقة ما لتشغل ملفاً صوتياً ثم تعود للبطاقة الأخرى التي كنت تعمل عليها، هذا لا يحتاج لإغلاق البطاقات وفتحها بل للتنقل في ما بينها كأنك تزيح بطاقة لليمين لتظهر مكانها بطاقة أخرى من الجهة المقابلة، يمكن لأكثر من برنامج أن يعمل في نفس الوقت، وإن أردت التخلص أو عدم استعمال بطاقة ما فارمها إلى اعلى الشاشة لتختفي! وإن أردت العمل على بطاقة فعليك الاقتراب منها.
يمكنك أن تتصفح أكثر من موقع في نفس الوقت، كل موقع في بطاقة منفصلة، كما يمكنك البحث عن أي شيء في الجهاز، هناك محرك بحث سريع لكل شيء، نظام التنبيهات لا يعيق عملك بل يظهر في أسفل الشاشة وبحجم صغير، وهناك كثير من التفاصيل الصغيرة في واجهة نظام التشغيل تجعلني أقتنع بأن بالم فكرت جيداً في الواجهة وخرجت بشيء يستحق التقدير.
بالم؟ هل أستطيع أن أرى حاسوب فوليو مرة أخرى؟ نظام WebOS سيكون مناسباً له، أرجوكم لا تجعلوه مرافقاً للهاتف النقال، لا أريد شراء جهازين، ولا بأس إن كان بإمكانه الاتصال بجهاز بالم بري أو تريو والتفاعل معه، لكن لا تجعلوا هذه الخاصية أساسية لعمل الحاسوب، شاشة 12 إنش ستكون جيدة، أتوقع لوحة مفاتيح كاملة وجودة عالية أما السعر فأنا أعلم أن أسعار منتجاتكم الجديدة تكون مرتفعة بعض الشيء، أرجو أن تعيدوا النظر في سياسة التسعير … أجلت قرار شراء هاتف نقال إلى وقت لاحق، أنا بانتظار منتجكم.
لا زال الطريق طويلاً أمام بالم، ويمكن القول بأن منافساً جديداً دخل السوق والرابح هو المستهلك، منتجهم الجديد يفتح باباً جديداً لهم، مطورو الويب يمكنهم تطوير برامج لهذا الجهاز وما سيتبعه من أجهزة، وحتى البرامج الحالية التي تعمل على منصة Webkit يمكنها العمل على جهاز بالم مع تعديلات طفيفة، أما البرامج السابقة لنظام بالم فيمكن تصميم محاكي لها وهكذا تجمع بالم بين القديم والجديد.
- موقع بالم، موقعهم تغير تصميمه منذ فترة ولم أزره إلا اليوم، في الحقيقة أجده أحد أجمل المواقع بشرط أن تزوره بمتصفح حديث وخط اتصال سريع.
- صفحة بري من موقع بالم
- فيديو: عروض لواجهة النظام
- تغطية مباشرة لعرض بالم في معرض CES
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر