ربما تكون أحد أفضل الحسنات التي جلبها الiPhone الى سوق الهواتف الذكية عند تقديمه للمرة الأولى هو أنه أتى بفكرة مستشعر الوضع و الحركة – الAccelerometer – لتصبح فكرة شائعة و مكون أساسي في الهواتف الذكية التي تعتلي القمة في الوقت الحالي في سوق الهواتف المحمولة. و الواقع أن مستقبل الAccelerometer لن يقف هنا بل يزداد انتشاره بمعدل متسارع بشكل هائل ما يجعلني أستطيع أن أرى أن هذة التقنية ستصبح هي القاسم المشترك بين جميع الهواتف الذكية في وقت قريب مثلها في ذلك كمثل وجود الكاميرات الرقمية التي أصبحت عنصر أساسي في جميع الهواتف الذكية تقريبا.
حقيقة هذة ليست توقعاتي الشخصية فقط, و لكنها كذلك نتيجة تقرير لشركة iSuppli لأبحاث السوق و الذي أكد على أن ثلث الهواتف الذكية التي سيتم تقديمها خلال العام المقبل 2010 ستحتوي على الAccelerometer كجزء افتراضي بها جميعا. بل إن شركات مثل Sony Ericsson على سبيل المثال ستقدم الAccelerometer في 18 من بين 19 هاتف جديد تنوي الشركة تقديمها و هي الخطوة ذاتها التي ستتبعها شركات أخرى مثل Samsung و LG و التي ستستخدم المستشعر بمعدلات شبيهة في هواتفها القادمة.
و لكن ما يمكننا أن ننظر اليه و نتأمله هو السبب في هذا الإنتشار الواسع و الإقبال الكبير على تضمين هذة التقنية في جميع الهواتف الذكية الحديثة. فربما يكون الAccelerometer قد عرف لوقت طويل في عالم التكنولوجيا قبل أن تقدمه أبل في هاتفها و لكن الفارق الذي صنعه تضمين هذة التقنية في أجهزة الiPhone هو أسلوب تقديمها الى الهواتف و الإستخدامات التي أمكن استغلالها للقيام بها.
على الصعيد الشخصي, فإنني أعتقد أن استخدام الAccelerometer للتحكم بألعاب الهواتف الذكية يعد أحد أكبر الطفرات التي شهدها عالم الألعاب الإلكترونية على الأجهزة المحمولة في جميع الأوقات و أن دخول هذة التقنية قد أعاد تقديم عالم الألعاب الإلكترونية المحمولة بشكل جديد كليا و أسهم بدرجة كبيرة في إعادة إنعاشه و في إنتقال العديد من الشركات الكبرى و ظهور شركات أخرى جديدة باستثمارات كبيرة للتطوير و الإبتكار في هذا المجال تحديدا, مجال ألعاب الهواتف الذكية.
و لكن ليست الألعاب الإلكترونية وحدها هي السبب في نجاح الAccelerometer, إن الجميل و المثير في المستشعرات بشكل عام هو ما تضيفه من قدرة على التفاعل بين المستخدم و الأداة الإلكترونية و التي تصبح بفضل ما تستطيع أن تجمعه من معلومات عن محيطها الخارجي قادرة على تقديم تجربة مناسبة للمستخدم تختلف باختلاف وضعه, مكان وجوده, الظروف المحيطة به – و ربما قريبا حالته النفسية – ما يجعل التجربة بين المستخدم و الأداة تفاعلية و مختلفة عما اعتدناه. و لا شك أن تقنية مستشعر الوضع و الحركة هي جزء من هذة التجربة التفاعلية كما أن قابليتها للتمدد لاستيعاب إستخدامات جديدة تجلبها معها البرمجيات المختلفة يضيف الكثير الى قدرات المبرمج و المطور على الإبتكار معتمدا على ما يمكنه استخدام ما تجلبه هذة المستشعرات من معلومات للقيام به.
إن الAccelerometer وجد ليبقى, بل دعوني أقولها بطريقة أكثر شمولا, إن المستقبل هو المستشعرات ..
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر