تحت الإختبار: موتورولا زووم, الجهاز اللوحي الأول بنظام أندرويد ٣.١

تحت الإختبار: موتورولا زووم, الجهاز اللوحي الأول بنظام أندرويد ٣.١ 1

Motorola XOOM هو أحد تلك الأجهزة التي ستحتل دائما مكانة كبيرة عندما نوثق حاضر التقنية و خطواتها على طريق المستقبل, فهذا الجهاز اللوحي يمثل ما يمكننا أن نسميه أول حاسب لوحي فعلي يعمل بنظام أندرويد, فهو الأول الذي يتوافر تجاريا بالإصدارة الخاصة بالأجهزة اللوحية من نظام أندرويد و هو الأول الذي يخلق منافسة فعلية عادلة في سوق الأجهزة اللوحية و هو كذلك أول من يستقبل الإصدار ٣.١ من نظام أندرويد فور صدوره منذ أيام قليلة. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو, بعد أن وجدت هذة المنافسة تجاريا في سوق الأجهزة اللوحية – و التي ستشتعل جذوتها أكثر و أكثر خلال الشهور القليلة القادمة – أين تقف أجهزة أندرويد في هذا السوق و الى أي مدى تبدو أقدامها ثابتة في هذا الوسط ؟! و هل نجحت جوجل أن تقدم رؤية صحيحة لسوق جديد لا يزال ناشئ ؟!

التصميم

هيكل معدني رمادي اللون من الخلف, و شاشة زجاجية تحتل الواجهة الأمامية بالكامل, هكذا جاء التصميم الذي يزينه شعار موتورولا من الخلف بأحد ظلال اللون الرمادي. الشئ الملاحظ بشكل واضح هو أن هذا الجهاز اللوحي قد تم تصميمه ليعمل في وضع أفقي بالأساس خلافا للآي باد على سبيل المثال, الكاميرا الأمامية و كذلك الخلفية تكون في أفضل أوضاعها عندما يكون الجهاز أفقيا, الجهة الخلفية و وضع الشعار و أزرار التحكم الجانبية جميعها تؤكد على هذا الأمر, المستغرب هنا, هو أن هذا الوضع الأفقي قد حاز إعجابي بشكل كبير, بل دعوني أقول بأنه ربما ليس هناك رؤية حاسمة و محددة لكون الأجهزة اللوحية من الأفضل أن تكون أفقية أو رأسية و لكن ما تأكد لي الآن هو أنه عندما تتفق جوانب التصميم و نظام التشغيل على وضع معين فإن النتيجة تكون جديرة بالإهتمام.

الجهاز لا يمكن أن نصفه بالخفيف أو النحيف, و لكنه بكل تأكيد جهاز محكم الصنع مدمج الحجم و يعطيك هذا الشعور الجيد بالراحة عندما تحمله – خاصة في الوضع الأفقي – موتورولا كذلك أجادت حينما استغلت الجزء الأكبر من الواجهة الأمامية لتقدم شاشاة عرض كبيرة و عريضة بقياس ١٠.١ إنش دون أن تحتاج الى حجم أكبر للهيكل المعدني ما أنتج جهاز لوحي عملي و صغير الحجم نسبيا.

واحدة من القرارات التصميمية التي أظنها تثير الكثير من الحيرة هو ذلك القرار بإضافة زر التشغيل الرئيسي الى الجهة الخلفية للجهاز, لا أظن أن وجود هذا الزر سيثير الكثير من المشكلات للمستخدم الذي سيعتاده على المدى الطويل, كما لا يمكنني أن أنكر أن الشكل العام للجهاز من الخلف قد استفاد من وجود هذا الزر الى حد ما, و لكنني أذكر عدة مرات انطفئت فيها شاشة العرض دون إنذار لأدرك بعدها بلحظات أن هذا الزر الخلفي قد انضغط عن طريق الخطأ.

الكاميرا

الجهاز مزود بكاميرا خلفية بدقة ٥ ميجا بكسل قادرة على تصوير الفيديو عالي الدقة و أخرى أمامية بدقة ٢ ميجا بكسل لإجراء مكالمات الفيديو بالأساس. منذ بداية ظهور فكرة وجود كاميرا فيديو عالية الجودة في الأجهزة اللوحية – و المقصود هنا هي تلك الكاميرا الخلفية و ليست الأمامية الضرورية لمكالمات الفيديو – لم أجد نفسي متحمسا للفكرة و لا متصورا لواقعية الإمساك بجهاز لوحي لتصوير الفيديو أو حتى الصور الثابتة و بعد أن خصت هذة التجربة أجدني أكثر اقتناعا بهذا الرأي. بصفة مبدئية, فإن أي إضافة للمواصفات التقنية لأي جهاز هي أمر مرحب به و لا أتصور أن يكون هناك من يعارضه طالما لم يؤثر ذلك في القيمة السعرية للجهاز و لكن تبقى الإشارة هنا واجبة الى أن مهمة استخدام جهاز لوحي في تصوير الفيديو أو الصور الثابتة هي مهمة متعبة و غير عملية و تنحصر أهميتها في حالات الضرورة التي لا يتوافر فيها أي بديل آخر منطقي.

مما يستحق الإشارة اليه هنا كذلك هو الجانب المتعلق بنظام التشغيل, فنظام أندرويد ٣.١ مزود بتطبيق متطور للكاميرا الرقمية و قد تم تصميمه و تطبيعه ليتناسب و استغلال شاشة العرض الكبيرة التي تتيحها الأجهزة اللوحية  و هو يوفر عدد كبير من أنماط التصوير و الخيارات التي يمكن تخصيصها التي لا تقل بأي حال عن الكاميرات الرقمية البسيطة. كما أن النظام نفسه يضم كذلك بشكل افتراضي تطبيق مجاني من ضمن تطبيقات النظام لتعديل الفيديو هو تطبيق Movie Studio و الذي يمكننا أن نصفه في كلمة واحدة بأنه أفضل تطبيق مجاني لتحرير الفيديو  يمكنك أن تجده في الوقت الحالي لجهاز لوحي, هذا إن لم يكن كذلك من بين أفضل تطبيقات تحرير الفيديو المتاحة للأجهزة اللوحية على الإطلاق.

Android Movie Studio أظهر سرعة مذهلة في معالجة ملفات الفيديو, كما استطاع في هذا الإختبار معالجة ملف فيديو يبلغ حجمه منفردا ٦٠٠ ميجا بايت, و التطبيق يوفر عدد من الخيارات و المؤثرات و الفواصل إضافة الى واجهة استخدام ممتازة من حيث التصميم و من حيث عملية الإستخدام.

التجربة العامة و نظام التشغيل

إذا ما أردت أن أختزل رؤيتي لنظام التشغيل أندرويد للهواتف المحمولة في آخر اختبار قمنا بنشره لهاتف يعمل بهذا النظام, فأظنني سأقول في كلمات معدودات قد لا توفي النظام حقه كاملا بأنه “نظام تشغيل عملي و مفتوح, له مستقبل هائل تدعمه كيانات عملاقة, و لكنه يعاني من مشكلتين رئيسيتين, الأولى تكمن في كونه ينقصه بعض الطلاء لواجهة الإستخدام – كما اصطلح أن يقال – و الثانية هي مشكلة تفرق دمه بين قبائل المنتجين”.

و اليوم و أنا أضع هذا الإصدار, ٣.١ Honeycomb, الخاص بالأجهزة اللوحية تحت الإختبار أظن أن الصورة قد تغيرت كليا و هو إن دل على شئ فإنما يدل على تلك الحقيقة سالفة الذكر بأن هذا النظام ينمو بسرعة هائلة فعليا. سأحاول أن أسرد هذة الرؤية في نقاط محددة و موجهة تشتمل على أهم الإيجابيات و أهم السلبيات في هذا النظام الذي لا يزال يخطو خطواته الأولى, شأنه في ذلك شأن الجميع في سوق الأجهزة اللوحية.

بداية, أبدأ بما أظنه نقاط إيجابية تحسب لهذا النظام و التي جاءت كالآتي:

 

أما عن السلبيات فأظن أهمها هو الآتي:

الخلاصة

إن النتيجة النهائية لما قدمته جوجل و موتورولا في هذا الجهاز اللوحي تؤكد أن عصر الجهاز اللوحي الأوحد قد انتهى بغير رجعة و الأكيد أن الشهور القليلة القادمة ستشهد منافسة أشد, منافسة قوامها أولا من يملك نظام التشغيل الأفضل الذي يستطيع أن يستميل قلوب المستخدمين, ليس فقط بالنظر الى ما يقدمه من مميزات و لكن كذلك بقدر ما يقدمه في مجال سهولة الإستخدام و بساطة الوصول الى هذة الميزات.

إذا, هل تنصحني بشراؤه ؟ نصيحتي في الوقت الحالي هو قليل من الإنتظار, فتطبيقات الأجهزة اللوحية من أندرويد لا تزال محدودة للغاية و النظام بحد ذاته يبدو مقبلا على تحديثات متتالية كما أن الشركات الأخرى الداعمة لنظام أندرويد – من أمثال سامسونج و إتش تي سي – بدأت بالفعل في تقديم ما في جعبتها من أجهزة تحمل هذا النظام الجديد و هو ما يعطيك الفرصة لأن تنتظر قليلا حتى تستقر عائلة أندرويد من الأجهزة اللوحية لهذا العام, و هو ما أتصور حدوثه خلال شهر أو إثنين على أقصى تقدير, ثم تتخذ قرارك. أما إذا ما كنت تتسائل أيهما أفضل, موتورولا زووم أم الآي باد ٢ .. فلهذا حديث آخر لوقت لاحق بإذن الله.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version