حرب المنصات , و الرابح هو .. ؟

حرب المنصات , و الرابح هو .. ؟ 1

كان يما كان , في قديم الزمان , كانت هناك شركتان , اسمهما أعجميان , و هما سوني و مايكروسوفت , طبعا القصة بينهما لا تنتهي , بان مايكروسوفت قد دخلت سوق ألعاب الفيديو و أزعجت المنافس القديم , بينما وقفت نينتندو تشاهد من بعيد لتبتعد عن طريقهما , وتتواصل القصة إلى اليوم الحاضر بعد صدور ما يسمى بالجيل القادم ( والتسمية الصحيحة هي الجيل الحالي ) , ففارس سوني الأسود ( و يأتي بألوان أخرى في اليابان فقط ) و هو الـ PS3 و أسد مايكروسوفت الأبيض ( و النسخة السوداء المطورة  ) لازالا يتعاركان , و لكن يبدوا بأن الكفة ترحه لأحدهما , فمن هو .. ؟

تابع الموضوع بعد الفاصل ..

نينتدو – Nintendo

ابتعدت نينتدو عن السوق الرئيسي لألعاب الفيديو , و خصصت لنفسها سوق جديد لمن لا يلعب ألعاب الفيديو وللعائلة او اللعب الجماعي الترفيهي البسيط والمحبب للجميع , وبهذا لا يوجد أحد ينافس نينتدو إلا من نظرة مختلفة كالأجهزة المحمولة , وهذا أحد أسباب ضعف الشركة , البعض يقول بأن أرباح جهاز Wii عالية فما هو التفسير لكلامي هذا , أقول بأن الجهاز سلك مسلكا آخر بعيد عن السوق الرئيسي التي كانت تنافس فيه إلى الآن , و لكن  من فترة إلى فترة من خلال إطلاق ألعاب مخصصة للمراهقين أو الكبار , و لكن أول سبب يوضح بأن الجهاز في ” عالم آخر ” هي ضعف الإمكانيات , و كأن الجهاز ليوم واحد أو سنة واحدة فقط , و لم تفكر بأن الناس ستتطور لتحصل على أجهاز تلفاز عالية الوضوح أو تريد المزيد من الرسوميات المتقدمة , بل ركزت على البساطة و السهولة والترفيه وهذا ما لم تركز عليه باقي الشركات مما أعطى هذا الجهاز شعبية جيدة و أيضا لا ننسى أسلوب اللعب الجديد Wiimote .

و لكن لازالت نينتدو تعتمد على ألعابها و أفكارها لتسويق جهازها بدءا من ماريو حتى Wii Fit مما يجعل هذا الجهاز مخصص لألعاب ننتيندو فقط , و في الحقيقة معظم ألعاب الطرف الثالث تكون ضعيفة و غير ناجحة , لكن هذا لا يمنع من نجاح الجهاز , ولكن أرى بانه يجب على نينتدو ( و إن لم تستطع الآن ) أن تعود إلى السوق الرئيسية , فلا زال هناك متسع كبير لها , و تعود لتنافس الشركات الأخرى وتفرض نفسها مجددا حتى ولو بالشيء اليسير من دون التخلي عن الرؤية التي بنت عليها جهاز Wii .

والآن .. كيف تعود نينتدو إلى المنافسة ؟ طبعا هذا صعب في الجيل الحالي لضعف قدرات الجهاز وتركز المنافسة بين مايكروسوفت و سوني , ولكن يمكنها من الآن العمل للجيل القادم بحيث تصنع جهاز ينافس الشركات الأخرى من حيث المواصفات والقوة , نعم لا حاجة للبساطة هنا , نريد جهاز جبار أكثر من اللزوم لأنه ستأتي لعبة لتستعمل قوة الجهاز في رفع أرباح الشركة , و أيضا جذب شركات الطرف الثالث خطوة مهمة وتعريف تلك الشركات بمكانة نينتدو وأنها ليست شركة ذات سوق متخصص بل ذات سوق مفتوح ويمكن لتلك الشركات الاستثمار فيها.

و نقول لنينتدو : نتمنى أن نرى جهازك القادم في مصاف الأجهزة المنافسة لباقي المنافسين , و الله هو الوحيد الذي يعلم من سيكون ملك الجيل القادم , و لكن هذا لا يعني أن تبقى نينتدو مكتوفة الأيدي وهي تنظر إلى المنافسة من بعيد.

سوني – Sony

لا يخفى على أحد ما فعتله سوني عبر السنوات السابقة , و في هذا الجيل وضعت سوني جهاز كان من المفترض أن يكون خارقا , و لكن إلى الآن لم يعرف المطورون كيفية تطويره بالشكل المطلوب , إذا لا فائدة من الجهاز الخارق لأنه لايمكنك الاستفادة من قوته الخارقة إلا بعد جهد جهيد ووقت طويل من التطوير , على العموم , هذا غير مهم في مقابل صدور بعض الألعاب و أهمها MGS4 و Uncharted و Ratchet and Clank و GTA IV , و ما يلاحظ هنا بأن هناك لعبتين لسوني و اثنتان لطرف ثالث واحدة منهما حصرية و الأخرى كانت حصرية , و طبعا الألعاب القادمة معظمها من طرف ثالث و لكنها ليست حصرية ( مثل FFXIII ) , أي أنه لا توجد لعبة جديدة حصرية وقوية من طرف ثالث لجهاز PS3  , و لكن نرى أن سوني تركز على ألعابها ( العاب الطرف الأول ) مثل Resistance 2 و God of War 3 و SIREN و DC Universe Online .. الرابط المشترك بينها أن هذه الألعاب الناشر لها هي سوني , و هذه الطريقة هي طريقة نينتدو في التسويق لجهازها Wii , فهل يا ترى سوني تحاول أن تجعل الجهاز لها فقط !! بينما كان الجهاز السابق PS2  مخصص لألعاب الطرف الثالث , ولكن ما نراه الآن بان سوني أبقت على الألعاب المهمة لجهازها و جهاز Xbox 360 , و لكن المشكلة أن هذه الألعاب دائما ما تكون أفضل لجهاز Xbox 360 مما يفقد الـ Ps3 هيبته و قوته.

و ما لا يعجبني حقا أن سوني تهتم بأجهزة الجيل السابق لدرجة بأنها أعلنت صدور 180 لعبة لجهاز PS2 في هذه السنة فقط ( في المؤتمر الخاص بها في E3 ) و هذه خطوة غير موفقة بالمرة !! لماذا ؟ لأن جهاز PS3 هو من يحتاج إلى ألعاب جديدة و ليس جهاز PS2 , فلو قامت سوني بإنزال نصف هذا العدد من الألعاب على جهاز PS3 لكان للجهاز العاب كثيرة وقامت سوني بحل أحد مشاكل أو عيوب الجهاز.

و لكن كيف تعود سوني إلى وضعها السابق , يكون من خلال جذب المزيد من شركات الطرف الثالث و خاصة الجديدة منها , دعم بعض الأفكار الصغيرة مثل إقامة مسابقة لأفضل فكرة للعبة فيديو حصرية على جهاز PS3 بحيث تقوم سوني بجذب الأفكار الجديدة و تستثمرها و تجعلها واقعا .. و ربما اكتب مقالة حول الطرق التي يجب على سوني أن تسلكها لكي تعود إلى القمة.

و نقول لـسوني : حان وقت النهوض , نحن لا نريد ألعابك , بل نريد ألعاب الطرف الثالث حصرية مرة أخرى على الـ PS3

مايكروسوفت – Microsoft

أبهرت مايكروسوفت العالم بجهازها الأول Xbox , فمع أنها لم تدخل سوق ألعاب الفيديو إلا في هذه المرة , إلا أنها صدمت الجميع بمنافستها العالية لباقي المنصات , و الآن نرى مايكروسوفت وجهازها Xbox 360 وقد استطاع في فترة قصيرة فرض نفسه لدرجة إنه أصبح خطرا كبيرا على سوني والتي وقفت عاجزة عن الرد , فخبر نزول FFXIII كان مدمرا حقا , فلم تبقى لعبة حصرية على جهاز PS3 إلا وقامت مايكروسوفت بالحصول على نصيب منها , و بهذا حطمت مايكروسوفت التحالفات القديمة , وطبعا السبب معروف وهو المال.

و نعجب عندما نرى جهاز الـ Xbox 360 والذي لا يستطيع تشغيل إلا أقراص DVD أن يحصل على ألعاب قوية بل وبجرافيكس أقوى من PS3 , هذا يعتبر إنجازا هائلا لشركة مايكروسوفت ورائعا.

ماذا يجب على مايكروسوفت فعله هو ما تفعله الآن , فهي تسير على الطريق الصحيح في جذب تحالفات الطرف الثالث من سوني , و في إصدار أجزاء جديدة من ألعابها الناجحة كـ Halo و Gears of War , لكن مشكلة مايكروسوفت الأبدية هي الحلقة الحمراء ( الأضواء الحمراء ) فلازالت نسبة 16% كبيرة , وحتى مع إصدار SKU جديد و يكون الـ GPU مصنوع بتقنية 65nm , تبقى المشكلة موجودة , والمشكلة الأخرى أن طموح مايكروسوفت لا يتوقف عند هذا الحد , بل يصل إلى أن مايكروسوفت تريد شراء كل شيء و اذا استمرت في هذا الطريق فلن يوجد إلا منصة واحدة فيها كل الألعاب مما يعني تحكم في الأسعار وضعف جودة الألعاب القادمة لعدم وجود منافسة حقيقية.

نقول لمايكروسوفت : استمروا في هذا الطريق من دون التفكير في الحصول على كل شيء  🙂 .

و الفائز الحالي في تقديري الشخصي : مايكروسوفت وجهازها Xbox 360

هذا المقال يعد تقدير شخصي لكاتبه لحالة سوق منصات الألعاب الإلكترونية في الوقت الحالي

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version