وحدها المصادفة قادتني الى أن ألاحظ الأمر و الذي وجدته يجذب إنتباهي فتابعته بمزيد من البحث و التقصي لأصل الى هذة الحقائق التي نجلبها لكم في التقرير التالي و الذي أظن أنه ينطبق على عدد كبير آخر من الأسواق العربية و لكن في هذا التقصي فإن ما أخضعناه للبحث هو السوق المصري. موضوعنا هنا هو ما تلخصه هذة الصورة السابقة ببساطة و هو المواجهات الإعلانية بين شركات الإتصالات الكبرى عبر الإنترنت و تحديدا من خلال برنامج Google AdWords الإعلاني و الذي يتيح ببساطة شديدة توجيه الإعلانات الى المستخدمين في كل مكان و عبر ملايين المواقع و لكن الأكثر أهمية هو عبر محرك البحث جوجل.
تجربة بسيطة أجريناها و هي محاولة البحث عن اسم كل شركة من شركات الهاتف المحمول الثلاثة التي تعمل في مصر و هي إتصالات, موبينيل و فودافون عبر محرك البحث جوجل و مطالعة الإعلانات التي تظهر للمستخدم عندما يبحث عن اسم كل شركة من الشركات الثلاثة عبر صفحة نتائج البحث الرئيسية و ما توقعته وجدته تماما و بنتائج جاءت مثيرة للإنتباه. و من خلاصة هذة التجربة حصلت على بعض النتائج التي أظنها جديرة بالإهتمام و التي يمكن تلخيصها في عدة نقاط كالآتي:
- جميع الشركات الثلاثة تستخدم بالفعل خدمة Google AdWords الإعلانية
- الشركات الثلاثة تستخدم الفكرة الدعائية التي أكدتالكثير من الأبحاث التي أجرتها شركات الإعلان على الإنترنت فعاليتها و هي أنه عندما يحصل المستخدم عندما يبحث عن اسم شركة على موقع الشركة كنتيجة البحث الأولى و إعلان عن الشركة في صندوق الإعلانات فإن قناعته بهذة الشركة تزداد
- إثنين على الأقل من هذة الشركات الثلاثة تستخدم اسم أحد الشركات الأخرى من بين “الكلمات المفتاحية – keywords” التي تظهر عندها الإعلانات الخاصة بها ما يجعل المستخدم يحصل على الإعلان الخاص بخدمات الشركة عندما يبحث عن اسم الشركة المنافسة
- بعض هذة الشركات تقدم كذلك خدمات الإنترنت الأرضي عبر خطوط الهاتف الثابت ADSL و هو ما وضعها في منافسة مباشرة مع الشركات الأخرى التي تعمل بشكل حصري فقط في هذا المجال و التي وجدتها من خلال المتابعة تستخدم هي الاخرى الأسلوب ذاته فتظهر إعلاناتها عند البحث عن اسم الشركة المنافسة
- نظام جوجل الإعلاني يبدو أنه يأخذ في الإعتبار الموقع الذي يشير اليه الإعلان و بعض النقاط الأخرى التي تجعله دائما يضع الإعلان الخاص بالشركة الأصلية التي يتم البحث عن اسمها في المقدمة قبل إعلانات الشركات المنافسة
- بنظرة سريعة على أحد برامج الإعلانات النصية الأخرى الشهيرة وجدت أن الأسلوب ذاته تم العمل به
هذة الملاحظات طرحت أمامي تساؤلا, و هو إذا ما كانت هناك الكثير من المواقع الصغيرة التي تتبع هذا الأسلوب فهو أمر قد يمر ببساطة و لكن عندما تستخدم إحدى الشركات الكبرى في إعلاناتها اسم شركة كبرى أخرى منافسة ككلمة مفتاحية تظهر عندها دعايتها فإن هذا يطرح التساؤل هل تسمح جوجل رسميا بذلك ؟؟ قمت بالتوجه بهذا السؤال الى القواعد و السياسات المنظمة لبرنامج جوجل الإعلاني و الذي كنت أظن أنني قد علمت من قبل بأنه لا يسمح بهذا الشئ و لكن الحقيقة التي توصلت اليها جاءت بمفاجأة و هي أنه بالفعل يمكن للشركات المسجلة المالكة لحقوق استخدام أسمائها إعلانيا المطالبة بحذف هذة الإعلانات في حال قامت شركة أخرى منافسة باستخدام اسم الشركة سواء في نص الإعلان أو في الكلمات المفتاحية التي يظهر الإعلان عند البحث عنها و لكن هذة القاعدة تنطبق فقط في 68 دولة من دول العالم ليس من بينها أي دولة عربية.أما عن من يتسائل عن الوضع في بقية دول العالم و من بينها جميع الدول العربية فإن جوجل لن تتحرى في أي شكوى تتعلق باستخدام العلامات التجارية المحمية الخاصة بالشركات إلا في حال قامت الشركة المنافسة باستخدام هذة العلامة التجارية في نص الإعلان ذاته فقط و ليس في الكلمات المفتاحية. إذا جميع هذة الممارسات السابقة سليمة و قانونية 100% وفقا لسياسات البرنامج الإعلاني, و لكن التساؤل الحقيقي الذي تركتني به هذة التحريات المطولة و لم أجد له إجابة شافية حتى هذة اللحظات التي تلامس فيها أناملي لوحة المفاتيح – المصنوعة في الصين بطبيعة الحال – لكتابة هذة الكلمات هو, لماذا تطبق جوجل قواعد حماية العلامات التجارية بشكل كامل في “جزر كوكس” التي لا تتجاوز مساحتها 14 كيلومتر مربع و لا يتعدى سكانها ال600 مواطن و لا تطبقها في أي دولة عربية ؟؟!! إنني لا أظن أن لهذا السؤال علاقة بجوجل نفسها كما لا أطالب بأي حال من الأحوال بالمنع أو التصريح التام باستخدام العلامات التجارية في الإعلانات النصية فلكل هذا حديث مستقل لا يعنينا الآن لا من قريب و لا من بعيد و لكنني فقط أطرح عليكم تساؤلا تركني في حيرة من أمري .. و أترك لكم التطلع في الأمر ..
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
