
جدد آدم موسيري (Adam Mosseri)، رئيس تطبيق إنستجرام (Instagram)، نفي شركة ميتا (Meta) القاطع حول استخدام ميكروفون الهاتف للتجسس سراً على محادثات المستخدمين لأغراض استهداف الإعلانات. يأتي هذا التأكيد ليواجه نظرية المؤامرة المستمرة والواسعة الانتشار التي يشتكي منها المستخدمون حول “الإعلانات التي تظهر بمجرد التفكير أو التحدث عنها”.
توقيت هذا النفي لافت للانتباه؛ فقد تزامن مع إعلان “ميتا” عن خطط جديدة لاستخدام بيانات التفاعلات مع أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في عملية استهداف الإعلانات. هذا التحول التكنولوجي يشير إلى أن الشركة لم تعد بحاجة لأساليب المراقبة التقليدية، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي بيانات أكثر حميمية وقيمة بكثير من أي تسجيل صوتي للمحادثات اليومية.
في منشوره، وصف موسيري استخدام الميكروفون للتجسس بأنه “انتهاك صارخ للخصوصية”، مشيراً إلى أن تنفيذه التقني صعب (كظهور أضواء مؤشر أو استنزاف ملحوظ لبطارية الجهاز). وبدلاً من ذلك، شرح موسيري الآلية الحقيقية وراء دقة الإعلانات المخيفة:
إنستجرام تنفي التجسس عبر الميكروفون
1- مطابقة الاهتمامات: أوضح أن المعلنين يشاركون بيانات زوارهم مع “ميتا” لبناء ملفات تعريف مفصلة للمستخدمين. ثم يقوم نظام الإعلانات باستهداف الأشخاص الذين لديهم اهتمامات وأنماط تصفح مشابهة.
2- التغذية الراجعة النفسية: أشار موسيري إلى أن المستخدم قد يستوعب محتوى مرّ عليه بسرعة أثناء التصفح، وهذا المحتوى يؤثر لاحقاً على ما يتحدث عنه، مما يخلق حلقة تغذية راجعة تجعل الاستهداف يبدو وكأنه قراءة للأفكار، بينما هو في الواقع مجرد ارتباط متطور للبيانات.
الواقع أن “ميتا” تتجه الآن إلى جبهة جديدة لجمع البيانات أكثر فعالية بكثير من الميكروفون. حيث أعلنت الشركة عن تحديث جديد لسياسة الخصوصية الخاصة بها، يبدأ سريانه في 16 ديسمبر المقبل، والذي يسمح لها باستخراج واستغلال المحادثات مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي (Meta AI) لأغراض استهداف الإعلانات.
تُعد هذه البيانات أكثر قيمة لتطبيق إنستجرام لأن المستخدمين يدخلون تفاصيل شخصية وحميمة في المحادثات مع الروبوتات – مثل المخاوف، الرغبات، احتياجات التسوق، ومشكلات العلاقات – وهو ما يمثل ذكاءً للمستخدم يفوق بكثير قيمة التنصت على محادثات هاتفية عادية حول خطط العشاء.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر