منذ يومين أعلن المدير المسؤول في Adobe – عملاق صناعة البرمجيات خاصة في مجال انتاج الوسائط المتعددة – أن الشركة في خلال 5 الى 10 سنوات ستكون قد تحولت كليا الى البرمجيات القائمة على الويب و أنه خلال هذة الفترة ستكون الشركة قد أنتجت نسخ خاصة من كل برمجياتها للعمل عبر الويب بما في ذلك الشهير الPhotoshop و أن الشركة في هذا الوقت ستكون قد وجهت كافة استثماراتها الى البرمجيات القائمة على الويب بدلا من البرمجيات التقليدية التي نراها الآن.
التصريحات قد تبدو صادمة للبعض الى حد الافزاع الا أنه بالنظر بدقة و تحليل الى الوضع الحالي الذي يسود الانترنت و برمجياته و بنظرة الى المستقبل و احتمالات التطور, نجد أن هذة الفرضية قد تبدو فعليا الأقرب الى الواقع و الأفضل للشركات على الأقل, فسوق الانترنت يتجه الى التوسع بشكل مذهل من حيث السرعات التي بات من الواضح أنها ستفوق كل ما كنا نحلم به سابقا مما يعطي الشركات فرصة كبيرة للتوسع في برمجيات عملاقة عاملة عبر الويب.
النقطة الأهم في نظر الشركات في اعتقادي و التي بدأنا نرى اهتمام بالغ بها هذة الفترة هي مسألة حقوق النشر و التوزيع و القرصنة الالكترونية على البرامج المحمية بحقوق و في هذا المجال فلا شك أن الشركات ستجد الويب هو الوسيلة المثلى التي قد ينتج عنها ربما القضاء على سوق القرصنة نهائيا في حالة شركة مثل Adobe, فلتفكر معي مثلا هذة البرمجيات التي كان يتم تسريب نسخة منها بسهولة ليتم استخدامها على أي حاسب و دون أي صلة بالشركة كل هذا سينتهي بمجرد أن تتحول هذة البرمجيات الى نسخ موجودة فعليا على الويب, فأنت لن تتمكن من استخدام البرنامج الا لنقل بحصولك على اسم مستخدم و كلمة مرور لاستخدام البرنامج عبر الويب و طالما أن البرنامج نفسه يتم استخدامه عبر الويب و عن طريق سيرفرات الشركة المنتجة فمن السهل جدا على الشركة التعرف على أي دخيل غير شرعي يستخدم برمجياتها و تقوم بطرده بشكل فوري و سهل و بسيط .. انني بنظرة شخصية أرى أنه في حال تطبيق هذة الخطوة فان ذلك قد ينذر بنهاية مأساوية لسوق البرمجيات الغير أصلية و يبدأ عهد جديد كليا في هذا المجال.
من جانب المستهلك .. لا أعتقد أن الخطوة ستفيده بأي حال, فقد يبقى المستخدم الموجود في الدول النامية خاصة منطقتنا العربية يعاني من الانترنت السئ و السرعات البطيئة .. اننا بلا شك لا ندري كيف سيكون الوضع بعد 5 الى 10 أعوام الا أنه لا توجد ضمانات بشأن جودة الخدمة في منطقتنا في هذا الوقت .. الميزة الوحيدة التي قد يجنيها المستخدم قد تكمن في كون البرمجيات ستكون ذاتية التحديث من قبل الشركة المنتجة التي تحتضن البرمجيات على سيرفراتها الخاصة و يمكنها تعديل أي شئ فيها ببساطة .. لازلت أرى الخطوة سلبية بالنسبة للمستخدم .. لكن بلا شك فان ما يحرك الشركات هو مصالحها بالمقام الأول .. بانتظار آرائكم .. و دمتم ..
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر