بعيدا عن معسكرات مؤيدي Apple و محبي Microsoft, لا أظن أن هناك من يمكنه الإختلاف على حقيقة أن Apple قد نجحت بامتياز في صياغة سياسة إعلانية و تسويقية ناجحة للغاية أسفرت عن نقطة رئيسية و عامل مستقل يسهم في زيادة معدلات البيع لكافة منتجاتها ألا و هو عامل إنتماء المستخدم و اعتزازه باقتناء أحد منتجات الشركة. و بغض النظر عن جودة منتجات الشركة و ما تقدمه منتجاتها من وظائف, فإنني أعتقد بأن السياسة الإعلانية و التسويقية لها هي أحد أبرز الأسباب التي تحدو بالمستخدمين الى اقتناء المنتجات التي تحمل رمز التفاحة الفضية.
و مهما اختلفنا أو اتفقنا مرة أخرى, فلا أظن أن هناك من يختلف معنا حين نقول بأنه على النقيض فإن السياسة التسويقية و الدعائية لMicrosoft و على الرغم من التزامها بالطبيعة الكلاسيكية للشركة إلا أنها فيما يبدو قد باتت مع الزمن تؤكد أكثر و أكثر على هذة الطبيعة الكلاسيكية بطريقة أحسن منافسوها استغلالها للتأثير على رؤية المستخدم لمنتجات Microsoft بصورة محددة تخدم المنافس بالمقام الأول و الأخير.
خلاصة القول, و بعيدا عن أي نقاط فنية في المقارنة بين منتجات الشركتين, فإنني يمكنني القول بأن Apple استطاعت بنجاح أن تخلق هوية مميزة لعلامتها التجارية و أن ترتفع يوما بعد يوم بالقيمة التي تحملها هذة العلامة التجارية في أذهان المتلقين, في حين أن Microsoft في اعتقادي لم تقدم الشئ الكثير في مجال تجديد الفكر الدعائي و التسويقي لمنتجاتها و مدى تلقي العامة لصورة هذة المنتجات.
و لكن هذة الأيام أخيرا يبدو أنها قد شهدت الخطوات الجادة الأولى في طريق تصحيح هذا الوضع من جانب Microsoft. فأول أمس قامت الشركة ببث الإعلان الأول في حملة تسويقية موسعة تمتد على الانترنت و على كافة الوسائط الأخرى بهدف خلق هذة الصورة التسويقية الجديدة لنظام Windows. الحملة كاملة ستكلف الشركة ما يقدر ب300 مليون دولار أمريكي تم تخصيص 10 ملايين منها للمثل الكوميدي الأمريكي جيري سينفيلد و الذي سيقوم ببطولة هذة الإعلانات حيث ظهر الى جانب بيل جيتس في الإعلان الأول (و الذي تجدونه بعد الفاصل). هذا الإعلان الأول لم يأتي على ذكر نظام التشغيل مطلقا و إنما يعتبر بمثابة تقديم لأبطال هذة السلسلة القادمة من الإعلانات.
Microsoft لم تتوقف هنا, و لكنها أعلنت كذلك بالأمس عن مشروع جديد لإعداد مجموعة من الخبراء الذين سيتواجدون في المتاجر الكبرى التي تعرض منتجات الشركة – و قد أسمت الشركة متاجر مثل Best Buy و Circuit City في الولايات المتحدة الأمريكية – ليقوموا بإرشاد المستخدمين حول منتجات Microsoft و إجابة تساؤلاتهم. Microsoft أطلقت على هؤلاء اسم Microsoft Gurus و ستشمل مهامهم استعراض منتجات Windows, Windows Mobile و Live الخاصة بالشركة للمستخدمين أثناء تواجدهم في هذة المتاجر إذافة الى إجابة تساؤلاتهم بشكل عام. الشركة أكدت أنه قبل نهاية العام الجاري ستكون هذة التجربة قد وضعت محل التنفيذ بداية ب155 من هؤلاء الأشخاص و سيتم اختبار مدى فعاليتها و نجاحها لبحث القيام بمد هذة التجربة على نطاق أوسع.
هل تثمر هذة الخطوات لصالح الصورة الدعائية و التسويقية لمنتجات Microsoft ؟؟ نقول, حتى و لو لم تأتي بالأثر المطلوب بشكل كامل, فإنها بدون أدنى شك تعد خطوة على الطريق الصحيح و ستستفيد منها الشركة بطريقة أو بأخرى.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
