MacBook Air .. نظرة فاحصة:
الجزء الأول: لمحات خارجية و إنطباعات أولية
الجزء الثاني: نظرة في العمق .. مميزات و عيوب
في هذا الجزء الثاني من تغطيتنا الشاملة للMacBook Air ننتقل الى تقييم الحاسب بشكل فعلي و الحديث عن كل ما يتعلق به من مميزات و عيوب ..
فكرت كثيرا في أفضل طريقة لعرض هذة التغطية, و هل من الأفضل أن أعرض حديثي عن كل قطعة أو نقطة بشكل منفصل أم من الأفضل أن أعرضها في صورة مجمعة قليلا بتصنيف هذة النقاط الى مميزات و عيوب. و لكنني آثرت أخيرا الخيار الثاني نظرا لكم الأسئلة التي تلقيتها و التي لا تطلب سوى شئ واحد, هل تنصح بشراء هذا الحاسب أم لا .. و لما كانت أفضل طريقة لإجابة هذة الأسئلة هو عرض المميزات المحتملة و العيوب المحتملة و ليقيمها كل شخص بناء على وجهة نظره الشخصية و يختار ما يناسبه .. و بناء على ذلك فقد قمت بتصنيف ما ساتحدث عنه من نقاط الى مميزات, عيوب و نقاط عامة لا تنتمي كليا الى هذا و لا ذاك ..
تابع قراءة المقال كاملا ..
المميزات:
- التصميم: لن أخوض فيه مرة أخرى فيكفيه ما ذكرناه عنه في الجزء الاول من تغطيتنا
- شاشة العرض: إن شاشة عرض الMacBook Air هي واحدة من تلك الشاشات التي تجعلك تستمتع باستخدامها, فالألوان تتمتع بالحياة و الدقة و الشاشة عريضة, كبيرة الحجم, عالية السطوع وواضحة لأقصى درجة. كما أن الحاسب مزود بعدد من مستشعرات الضوء التي تستخدم لضبط مستوى السطوع تلقائيا و التحكم في الإضاءة الخلفية للشاشة و التي تستخدم الLED لأفضل مستوى رؤية طوال فترة استخدام الحاسب. الشاشة تأتي بقياس 13.3 إنش و تعرض صورة بدقة 1280×800 بكسل و هي باختصار قطعة تقنية مثالية.
- لوحة المفاتيح: هذة نقطة أخرى من النقاط المثالية في الMacBook Air, فبعيدا عن التصميم الجذاب فإن استخدام لوحة المفاتيح تلك هو عملية مريحة, سلسة و ممتعة الى حد بعيد. فلوحة المفاتيح كبيرة الحجم, كل زر مستقل بذاته و بمسافات رائعة بين الأزرار, و هي مضاءة تلقائيا عبر مستشعرات الضوء المزود بها الحاسب, فعندما تقل الإضاءة المحيطة تضئ لوحة المفاتيح تلقائيا بل و يتم ضبط معدل إضاءتها وفقا لظروف الإضاءة المحيطة فتكون أكثر وضوحا في الظلام الدامس. إن فكرة إضاءة لوحة المفاتيح في الحاسبات المحمولة بل و المكتبية كذلك هي فكرة عملية للغاية و أظنها من الواجب أن تكون أولوية أساسية في جميع الحاسبات المحمولة التي يتم انتاجها مستقبلا ولنترك للمستخدم حرية تفعيل ذلك أو ايقافه حفاظا على البطارية على سبيل المثال. بشكل عام, لوحة مفاتيح الMacBook Air هي واحدة من لوحات المفاتيح التي لا نراها كثيرا.
- لوحة التوجيه (Track Pad): هذة أولوية أخرى ننتظرها في جميع الحاسبات المحمولة و بخاصة تلك التي تضم لوحة توجيه متناهية الصغر. إنها قابلية استخدام أكثر من اصبع للقيام بمهام مختلفة. فلطالما واجهت معاناة كبيرة في الانتقال الى أسفل و الى أعلى (Scrolling) مع هذة اللوحات الصغيرة و لكن مع استخدام اصبعين للقيام بهذة المهمة فالأمر يصبح سهلا للغاية. كذلك بقية المهام التي يمكن القيام بها باستخدام أكثر من اصبع تشعرك بقدرة كبيرة على التحكم باستخدام لوحة التوجيه وحدها.
- خواص الاتصال: نقطة من الضروري الإلتفات اليها فالحاسب يدعم التصنيف n من شبكات الWiFi و هو أحدث ما يتوافر في الوقت الحالي من حيث السرعة و نطاق التغطية للشبكات اللاسلكية.
- سرعة التشغيل و الإغلاق: ربما تكون هذة الصفة مرتبطة أكثر بنظام التشغيل, لكنني آثرت أن أضعها مع المميزات حيث أن سرعة تشغيل الحاسب ملحوظة بالفعل و تتفوق على الحاسبات المحمولة الأخرى المطابقة في المواصفات و كذلك سرعة إغلاق الحاسب. كلا الصفتين يمثلان أهمية خاصة عندما تريد تشغيل الحاسب للبحث عن شئ محدد بسرعة و إغلاقه دون الحاجة للقيام بأي شئ آخر.
- البطارية: مدة التشغيل المنتظرة عند استخدام الWiFi و تصفح الانترنت هي 5 ساعات و هي فترة تعد من أفضل فترات التشغيل في الوقت الحالي دون استخدام بطاريات إضافية
العيوب:
- منافذ الإتصال: هذة واحدة من أكبر و أبرز عيوب الMacBook Air. إن الحاسب لا يقدم سوى ثلاث منافذ, منفذ USB, و آخر Micro-DVI و أخيرا منفذ اتصال السماعات الخارجية. و مهما كانت الدوافع وراء ذلك فإنني لا أظن مطلقا أن هذة المنافذ كافية للغرض الذي أعد من أجله الحاسب. فالحاسب في نظري معد لمن يبحثون عن الحركة و القيام بأعمالهم أثناء السفر و التنقل و تقديم المحاضرات و العروض التقديمية هي واحدة من أولويات هذة الفئة من المستخدمين و في عدم وجود منفذ VGA out مدمج بشكل افتراضي و الحاجة الى قطعة خارجية لهذا الغرض يمثل خطوة الى الخلف تنقص من قابلية الحاسب لإتمام الأعمال في أي مكان. كذلك عدم وجود منفذ لاتصال الميكروفون الخارجي يعد في نظري تقصير آخر على الطريق لتقديم حاسب قادر على العمل و الانتاج أثناء التنقل, فعلى الرغم من جودة الميكروفون المدمج بشكل رائع إلا أن من يبحث عن تسجيل حلقات الPodcast على سبيل المثال أو غير ذلك من الأعمال الاحترافية الحقيقية لن يقدر عدم إمكانية توصيل ميكروفون خارجي. كذلك منفذ الUSB الوحيد الموجود على الرغم من أنه قد يبدو كافيا في معظم الاحيان إلا أنه ليس مثاليا في جهاز معد للحركة.
- لا يوجد قارئ لبطاقات الذاكرة. إن أحد الفئات الأكثر اهتماما بالحاسبات المعدة للحركة و التنقل هي فئة المصورين المحترفين و هذة الفئة تضع في قمة أولوياتها كذلك وجود قارئ لبطاقات الذاكرة. حتى في حالة المستخدم التقليدي فإن فكرة وجود قارئ لبطاقات الذاكرة باتت أساسية مع انتشار الكاميرات الرقمية و الهواتف الذكية التي ستتخدم بطاقات الذاكرة.
- القرص الصلب: في هذا الزمن الذي باتت سعات التخزين فيه تناطح السحاب و تصل الى 2TeraByte للقرص الصلب الواحد و في حاسب معد كذلك للحركة و التنقل لا أظنه من المقبول أن تكون اقصى سعة تخزين يمكن الحصول عليها هي 80GB!!
- عدم إمكانية تغيير البطارية أو نزعها من مكانها و كذلك طول مدة الشحن. في منطقتنا العربية لا أظنه سيناسبنا كثيرا عدم إمكانية تغيير البطارية بنفسك, فالمنطقة لا تحوي عددا كبيرا من مراكز خدمة Apple و عليه فالاحتياج الى مركز خدمة معتمد لتغيير البطارية لا يعد عمليا.
نظام التشغيل:
كثيرة هي الأحاديث عن نظام تشغيل Mac OSX Leopard, لذا فلن أخوض في النظام تفصيلا, فهناك الكثيرون ممن فصلوا مميزاته و خاضوا في تفاصيله أكثر مما فعلت و لكنني سأقدم ملاحظات حول النظام تخاطب المستخدم الذي قد يكون مقبلا على شراء هذا الحاسب كأول حاسب يعمل بنظام Mac و يريد أن يعرف ماذا ينتظر من النظام.
- السرعة: النظام سريع بشكل ملحوظ عند بدء التشغيل و عند إغلاق الحاسب و لكن تشغيل البرامج أقل سرعة قليلا مما قد تنتظره عند رؤيتك لسرعة تشغيل الحاسب و غلقه, لا أظن أن سرعة تشغيل البرامج تختلف كثيرا عن سرعة هذة العملية في أنظمة Windows باستثناء أن النظام يقوم بهذة العملية بشكل أكثر أناقة.
- الثبات: النظام بأكمله يبدو صلبا فهو يتفاعل معك بأسلوب أنيق في جميع الأحيان. و لكن ما يدفعني للتساؤل في الواقع هو أنني واجهت مشكلة تتعلق بالثبات في هذة الفترة القصيرة من استخدام الحاسب حيث لم تستجب برامج حزمة iLife في إحدى المرات دون مبرر منطقي و اضطررت عندها لإعادة تشغيل الحاسب.
- البرامج المتضمنة بالنظام: حزمة iLife إضافة الى نظام التشغيل نفسه. من الرائع أن تجد مجموعة كبيرة من البرامج التي تصلح لإنتاج محتوى متقدم دون الحاجة لتنصيب الكثير من البرامج و هذة ميزة تحسب للنظام.
- التأقلم مع النظام: من السهل التأقلم مع النظام بالنسبة لمن لم يستخدمه سابقا. ربما بسبب واجهة الاستخدام البسيطة في معظم الأحيان و التي تجعله من السهل القيام بما تريد تنفيذه. و لكنك ما تلبث أن تبدأ في التعمق و البحث عن أشياء أكثر تقدما فإنك ستواجه نفس المشكلات المعتادة و التي واجهتها بالفعل عندما حاولت الاتصال بحاسبات تعمل بنظام Windows على الشبكة الداخلية. نظام المساعدة في النظام سريع بشكل ملحوظ الأمر يبدو و كأنه يملك محتواه كاملا مؤرشف و جاهز في جميع الأوقات و الأمر نفسه ينطبق على نظام البحث الذي سمعت عنه الكثير و قد أثبت بالفعل سرعته الكبيرة و فعاليته. ربما بدأ Windows في تحقيق نقطة الفاعلية مؤخرا مع إصدار Vista حيث بات ينجح في اكتشاف محتويات الملفات دون مشكلات و لكن نقطة السرعة أظنها تميل الى كفة الMac.
- التعرف على القطع الخارجية: نجح الحاسب في التعرف على الكاميرا الرقمية دون أي مشكلات و في لحظات معدودة دون البحث عن ملفات تعريفية و خلافه و لكنه فشل في التعرف على هاتف كفي يعمل بنظام Windows Mobile و قطعة ذاكرة USB Flash و لا أدري ما هو السبب بالضبط حتى الآن.
متفرقات:
- لا أعتقد أن عدم وجود سواقة أقراص ضوئية يعد عيبا في هذا الحاسب. فجميع الحاسبات الصغيرة و المعدة للحركة لا تحتوي على محرك أقراص و في واقع الأمر فإنني لم أشعر يوما بحاجة ملحة اليها في التعامل مع هذة المهمات التي من أجلها تم إعداد هذة الفئة من الحاسبات. الأمر لا يعني أن زمن محركات الأقراص قد انتهى مطلقا, و لكنه يعني أن هذة الحاسبات معدة لغرض محدد و أن Apple ليست أول من قدم حاسب بدون محرك أقراص ضوئية و الحقيقة أنه على مدى شهور طويلة من استخدامي لهذة الفئة من الحاسبات لم أشعر بافتقاد حقيقي لمحرك الأقراص الضوئية.
- كنت أفضل أن تقدم Apple مع الحاسب بشكل افتراضي حقيبة رقيقة و بسيطة للحمل و الحفاظ على الحاسب. ربما هذا الشئ ليس شائعا بشدة و لكن من سابق تجربتي مع هذة الفئة فإن الكثير منها يأتي مصحوبا بحقيبة للحمل أو يد للحمل أو كليهما حيث أن هذا هو الغرض الأول و الأخير الذي من أجله أعدت هذة الحاسبات, كما أنه بهذا السعر فإنني أظن أن المستخدم يستحق مثل هذة الإضافة أن تأتي بشكل افتراضي.
MacBook Air .. هل يناسبني أم لا ؟؟
هذا السؤال إجابته تكمن لدى كل شخص وفقا لاحتياجاته و اختياراته .. و لكن بشكل عام, فإن الMacBook Air هو جهاز شديد الجاذبية بأسلوب لا تخطؤه العين من النظرة الأولى. التصميم مثالي بكل المقاييس و لوحة المفاتيح و التوجيه يملكان نفس الصفة و كذلك الشاشة. باعتقادي الشخصي, فإن هذا الحاسب هو الخيار الأمثل لمن يبحث عن الشكل و التصميم المبهر, و كذلك لعشاق نظام الMac ممن يبحثون عن حرية الحركة و التنقل. تبقى أهم النقاط المحيرة هي الأبعاد, فالحجم الصغير الذي تتميز به الحاسبات ذات ال7 إنشات يغريك دائما باصطحابها معك أينما ذهبت, و لكنك بالتأكيد لن تستمتع بمشاهدة أفلامك المفضلة أو كتابة المستندات الطويلة على هذة الحاسبات بقدر ما ستستمتع بها مع الMacBook Air.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
