النظر إلى مالا يهم في مواقعنا: البرمجة واللغة

ليست واجهة الاستخدام، ولا الفكرة، ولا التطوير والتحديث المستمر، ولا سرعة وسهولة التصفح، هو ما ينظر له ويفكر فيه الأغلبية من أصحاب المواقع العربية أو من يفكر بأن يكون واحداً منهم يوماً ما.

هو: خلصت موقعك؟
أنا: ايه
هو: ما شاء الله مسرع، مالك الا يومين
أنا: أبد والله، لقيت إضافات ووردبريس تخلي لي الموقع وكأنه متجر الكتروني مع مراجعات واستخدمتها
هو: مستخدم أشياء جاهزة؟
أنا: ايه، بس جمعتها و نسقتها وعدلت عليها وعربتها وغيرت التصميم والألوان حتى تناسب المتسوق السعودي تماماً، والمستخدم الغير مطور ماراح يشوف في الموقع الا غرضه وفائدته بس، وبعدين سهولة وسرعة استخدامه
هو: ما تستحي تبي تسوي موقع ومتجر الكتروني ومراجعات ومدري ايش، وآخرتها تستخدم أشياء جاهزة؟
أنا: لا
هو: لازم تجيب لك مبرمج خاص يسوي لك كل شيء من الصفر
أنا: طيب النتيجة وحدة. ويمكن النتيجة الحين أحسن بعد
هو: ولو، اذا كان الشغل برمجة خاصة يعطي هيبة، مب تستخدم لي ووردبريس وتقول سويت موقع
أنا: حتى لو طلع زين ويؤدي الغرض؟
هو: حتى لو طلع زين ويؤدي الغرض
أنا: أها

بعض الزملاء ذكروا لي بأنه من الغير لائق أن يكون موقع سوالف سوفت الجديد الذي أكتب فيه الآن هذه المقالة، قائماً على “ووردبريس” ، وفوق هذا قالب جاهز تم تعريبه وتطويعه ليناسب شكل ومظهر سوالف سوفت. هذا لا يتلائم مع مكانة وامكانيات من هم قائمون على سوالف سوفت بحد تعبيرهم.

كان الأفضل والأرجح في نظرهم جميعاً أن نقوم بعملة (برمجية) خاصة لموقع سوالف سوفت نبدأها من الصفر. نعم، حتى وإن كانت النتيجة واحدة، لا تستغرب!

لن أذكّرهم وأذكر الأخوة الكرام ممن يؤيد وجهة نظرهم بأننا نستخدم vbulletin للمنتدى كحل جاهز، وأننا فكرنا في استخدام “ووردبريس” أو “ClipShare” في سوالف كاست أيضاً لولا أنهم لم يحققوا الغرض المنشود ولا كل المتطلبات التي أردنا.

ولن أقول أن TechCrunch تستخدم “ووربدبريس” كذلك ، وأن “سيرجي برين” يستخدم “بلوقر” المجانية كمدونة له، و فيسبوك يستخدم “ويكيميديا” كنظام ويكي لمنصة التطوير فيه، و شركة يونيفرسال فضلت أن تستخدم “يوتوب” لنشر موسيقاها،وأن قوقل قد اشترت 95% من خدماتها الحالية وعدلتها وطوعتها لتناسب احتياجاتها بدلاً من أن تنشئها من الصفر.

هناك الكثير من الأمثلة وعلى مستوى شخصيات وشركات كبيرة  تؤكد على تفضيل استخدام الحلول الجاهزة والسريعة، مفتوح المصدر منها أو مغلق، مجاني أو مدفوع، طالما أنها تحقق الغرض والفكرة وقابلة للتعديل والتطوير والتطويع.

لن يسعني الوقت ولا الحيلة لذكرها كلها في هذه المقالة، لكن ما سأقوله هو مجرد سؤال واحد وبسيط: هل نحن مشغولون عن فائدة مواقعنا إلى هذا الحد؟

لو تلقي نظرة على منتدى سوالف سوفت، ستلاحظ أن الرأي السائد هناك هو التشجيع على بدء الأعمال من الصفر. والنظر لهذا الأمر فحسب!

بدء العمل من الصفر صار بمثابة الفيصل والمحك، والعنصر الأساسي الذي من أجله يتحقق الانجاز والابداع ويُبرهن. فإذا استخدمت الأدوات الجاهزة البسيطة والسهلة ولو حققت لك نفس النتيجة والغرض وربما أفضل حتى، تظل مقصر، ولم تعطي الفكرة حقها، وفي حالة سوالف سوفت لم تحافظ على هيبة موقعك 🙂

لا أحد يهتم بأن النتيجة واحدة ولا بأن النتيجة مع استخدام الحلول الجاهزة قد صار أفضل حتى من الناحيتين التقنية والمادية، ومن ناحية حفظ الوقت والجهد كذلك، لأن الكل منشغل في الحقيقة عن النتيجة والفائدة، بالمظهر والأدوات، ولا يهتم للأولى كثيراً ولا يلقي لها بالاً ولربما لأنه لن ينظر لها سوى لمرة واحدة فقط يحيي فيها صاحب الفكرة ويمضي.

الأمر يمتد أحياناَ إلى درجة أنه يمكنك أن تقوم بانتاج عمل يصفق له الكل فقط لأنك بدأته من الصفر، حتى وان لم يفد أحداً!

في تصوري الشخصي، أعتقد أن هوس “البرمجية الخاصة هذا”، هو عامل أساسي ورئيسي في تردي مواقعنا، وبدء الكثيرين بتنفيذ أعمال ومشاريع لا تكتمل ولا ترى النور أبداً.

وأن سلوك اعادة صناعة العجلة هذا، قد ضيع أوقاتنا فحسب.

أعتقد أننا مشغولون بالنظر إلى ما يقف خلف المواقع، من عمل وطاقم وأدوات استخدمت في عمله، بأكثر من انشغالنا بمافي المواقع هذه نفسها من محتوى وأفكار وخدمات. وهو سبب رئيسي آخر لعدم انتشار المواقع وكثرة استخدامها

الأمر ليس هيناً ولا بسيطاً، بل ولا أبالغ لو وصفته بالآفة أو المرض الذي ينخر في أعمالنا على الإنترنت.

هل تصدقون لو قلت لكم بأن أحد الزملاء المقربين عندما أريته الصفحة الجديدة لسوالف سوفت وعلم بأنها “ووردبريس” ، خاب ظنه وقرر أن لا يدخل الموقع ولا يشترك في الـRSS حتى 🙂 ؟

موضوع اللغة سيكون في مقالة لاحقة بإذن الله.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version