يمكننا أن نرى هذة الأيام خطوات جيدة و تغييرات واضحة و مثمرة تبشر بتغيير كبير غفلنا عنه لأوقات طويلة في صناعة أجهزة المستخدم الإلكترونية. إن التغيير الذي أتحدث عنه لا علاقة له بالتطور التقني المتسارع في القدرات و التقنيات و المميزات المتاحة التي توفرها الأجهزة الإلكترونية أو أنظمة الذكاء الإصطناعي, و لكنه يتعلق هذة المرة بالهيكل الخارجي و الملمس الذي اعتدناه لأجهزتنا الإلكترونية.
فلفترات و عصور طويلة إعتدنا هذا الملمس البلاستيكي للحاسبات المحمولة, الهواتف و تقريبا كل أداة إلكترونية أخرى تحيط بنا في هذا العالم, نعم هناك استثناءات فالمعدن نال نصيبا ليس بالسئ للغاية في عدد من هذة الأجهزة الإلكترونية حتى بات يحمل ثمة القيمة المضافة فالهاتف المحمول المصنوع من المعدن يبدو أكثر أناقة من ذلك المصنوع من البلاستيك و لكن النهاية تبقى واحدة و هي أنه خلال سنوات و سنوات و نحن نعيش في إطار عدد محدود للغاية من المواد التصنيعية عندما نتحدث عن الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها بشكل يومي مثل الحاسبات و الهواتف المحمولة.
أما عن هذا التغيير الذي استشعره و أتحدث عنه الآن, فإنني أظن أن هذا بالفعل هو ما سنراه يزدهر أكثر و أكثر في المستقبل القريب, ما أتحدث عنه هو اتجاه التطوير الى المواد التصنيعية التي يراها المستخدم خارجيا في أجهزته الإلكترونية لتتناغم مع التطور المستمر فيما تحمله هذة الأجهزة من إلكترونيات داخليا. الأمثلة التي ظهرت علينا مؤخرا مبشرة و تتضمن ما رأيناه مؤخرا من استخدام الـ”تيفلون” في تصنيع الهيكل الخارجي لأحدث هواتف HTC الذي كشفت عنه الشركة منذ عدة أيام, HTC Hero, و الذي يجعل ملمس الهاتف وفقا لمن قضوا معه بعض الوقت أفضل كثيرا من معظم الهواتف البلاستيكية الحالية و الأهم فعليا هو أنه لا يشكل وسط جاذب للأوساخ و الزيوت التي تعلق بمعظم الأجهزة من أيدي المستخدم كما يقاوم الخدوش.
Apple هي الأخرى قدمت لنا مثالا جيدا على التطوير و الإبتكار في استخدام المواد التصنيعية بتقديمها شاشة العرض الجديدة التي يحملها هاتفها الiPhone 3GS و التي تأتي مغطاة بطبقة معالجة تمنع تعلق الزيوت و الشحوم من اليد بشاشة الهاتف و هي واحدة من أبرز مشكلات شاشات العرض الكبيرة للهواتف الذكية هذة الأيام.إن التطوير ممتد و مستمر و المجالات عديدة و خصبة خاصة بعد أن رأينا الأخشاب تدخل كمادة تصنيع للحاسبات المحمولة و الجلود تستخدم لتقديم لمسات مختلفة للغرض ذاته.
الإبتكار في استخدام مواد التصنيع الجديدة لا يتوقف هنا و بكل تأكيد لن يتوقف عند الهواتف المحمولة و الحاسبات و لكننا ننتظر أن نرى المزيد و المزيد من التطوير و الإبتكار في هذا المجال, أظن ألياف الكربون هي الأخرى تنادي بحظها في هذة الإستخدامات بعد أن أثبتت جدارة من حيث الشكل و الصلابة في مجالات أخرى. في الوقت الحالي فإن عائق السعر المرتفع لبعض هذة الخامات الجديدة هو العقبة الوحيدة التي تقف أمام الإستخدام الواسع لها في مجال إلكترونيات المستهلك و لكن بعد أن رأينا هذة الإبتكارات الجديدة تظهر فعليا بصورة تجارية فلا شك أن المستقبل يحمل لنا الأفضل.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر