
ظهرت شريحة جديدة تعمل بالضوء يمكن أن تغيّر مستقبل الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، حيث تقدم كفاءة أعلى تصل إلى مئة ضعف مقارنة بالشرائح التقليدية التي تعمل بالكهرباء.
هذه الشريحة لا تعتمد على التيارات الكهربائية في تنفيذ العمليات الحسابية، بل تستفيد من سرعة وانتظام الضوء، وهو ما يتيح أداءً أسرع مع استهلاك طاقة أقل بكثير. الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة، لكن الوصول إلى هذه الدرجة من الكفاءة يجعل التقنية قابلة للتطبيق في الاستخدامات العملية الواسعة.
أهمية هذا الابتكار تتضح في أن الذكاء الاصطناعي يستهلك كميات ضخمة من الطاقة، خصوصًا في مراكز البيانات ومعالجة الصور والفيديو. ومع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي والرؤية الحاسوبية، تصبح الحاجة إلى حلول أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة أمرًا ملحًا. الشريحة الضوئية يمكن أن تساهم في تقليل البصمة الكربونية للتقنيات الحديثة، كما أنها قد تمنح الشركات وسيلة لتخفيض التكاليف التشغيلية بشكل ملحوظ.
على مستوى التطبيقات اليومية، يمكن أن تعني هذه التقنية هواتف بعمر بطارية أطول، أجهزة لابتوب أكثر كفاءة، ومركبات ذاتية القيادة أسرع استجابة. كما قد تسمح بإجراء مهام الذكاء الاصطناعي مباشرة على الأجهزة دون الحاجة المستمرة إلى الاتصال بالسحابة، ما يعزز الخصوصية ويقلل زمن الانتظار. المستشفيات أيضًا قد تستفيد من سرعة معالجة صور الأشعة والفحوصات الطبية، مما يحسن من دقة التشخيص وسرعته.
شريحة ضوئية ثورية
رغم كل هذه المزايا، هناك تحديات كبيرة أمام الانتشار التجاري لهذه التقنية. تصنيع شرائح ضوئية على نطاق واسع ليس أمرًا بسيطًا، حيث يتطلب تقنيات دقيقة وتكلفة أولية عالية. كذلك فإن دمج هذه الشرائح مع البنية التحتية القائمة التي تعتمد بالكامل على الشرائح الإلكترونية قد يحتاج إلى وقت طويل. ومع ذلك، فإن وتيرة التطوير السريعة تشير إلى أن هذه العقبات ستجد حلولًا في المستقبل القريب.
إذا نظرنا إلى مصر والمنطقة العربية، فإن دخول هذا النوع من الشرائح قد يمثل فرصة كبيرة لتقليل الاعتماد على استهلاك الطاقة العالية في قطاع التكنولوجيا. المؤسسات التعليمية والبحثية يمكن أن تبدأ بتوجيه الاهتمام إلى هذا المجال الجديد، سواء في تصميم الدوائر الضوئية أو في دمجها مع التطبيقات العملية. بالنسبة للشركات، تبني هذه التقنية في المستقبل قد يعني توفيرًا كبيرًا في التكاليف وتحسينًا في الأداء.
هذا التطور يفتح الباب أمام جيل جديد من الشرائح، جيل لا يعتمد على الكهرباء فقط بل يستفيد من سرعة الضوء نفسه. ومن المرجح أن نشهد خلال السنوات القادمة نقلة نوعية في تصميم الأجهزة الذكية والخوادم، مما سيغير شكل السوق العالمي للذكاء الاصطناعي ويضع معايير جديدة للأداء والاستدامة.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر