الفلسطينيون أحبطوا مؤامرة تدنيس الحرم
في اقوى الاشارات على عروبة القدس وحرمة المسجد الاقصى الشريف نجح الفلسطينيون امس في افشال المخطط الصهيوني الذي تم برعاية الحكومة الاسرائيلية، وتمكن الفلسطينيون ،
من دحر جماعة «جبل الهيكل» التي حاولت وضع ما يسمى «بالهيكل» داخل المسجد الاقصى، ودافع الفلسطينيون بأجسادهم ودمائهم عن الحرم القدسي، فلم يجد المستوطنون والمتطرفون سوى الدوران حول الحرم ووضع «حجرهم الضخم» او هيكلهم المزعوم عند باب المغاربة وبعد ذلك وضعه في مكان انتظار للسيارات، وفي المقابل دنس جيش الاحتلال ساحة الحرم القدسي حين اقتحمه مرتين امس وأمطر جموع الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والقنابل فأصاب 74 عربيا، وحاول جنوده اقتحام المسجد الاقصى نفسه لكنهم فشلوا بعد ان تحصن الفلسطينيون داخل الحرم ولم يتركوه الا في وقت متأخر ليلة أمس بعد انسحاب جنود الاحتلال من ساحات الاقصى. (طالع ص 18 و 19) واقتحمت القوات الاسرائيلية وللمرة الثانية على التوالى الحرم القدسى واستخدمت خلالها قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع. وتقوم أعداد كبيرة من الشرطة الخاصة والمستعربين بمطاردة المواطنين الفلسطينيين والنساء وقامت بالاعتداء عليهن بالهراوات وكان الاقتحام الاول قد اسفر عن اصابة اكثر من عشرين مواطنا كما قامت القوات الاسرائيلية باقتحام عيادة الطواريء فى المسجد الاقصى وقاموا بالافراج عن عدد من الجرحى واعتقلت عددا منهم.
وتستعين القوات الاسرائيلية بقناصة يعتلون اسطح المنازل والبنايات المطلة على الحرم القدسى الشريف.
وفي الاشتباك الثاني بعد عدة ساعات، لجأت الشرطة أيضا إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع والاعيرة المطاطية بعد أن ألقى الفلسطينيون الحجارة على المصلين اليهود. واضطرت الشرطة إلى إخلاء آلاف من الاشخاص مؤقتا من الساحة المواجهة للحائط.
وأفادت الانباء بأنه عقب هدوء الوضع تمكن المصلون اليهود من العودة إلى حائط المبكى للاحتفال بعيد «تيشا بعف» الذي يقام تخليدا لذكرى هدم اثنين من الهياكل اليهودية الوارد ذكرها في التوراة. وحاولت السلطات الاسرائيلية منذ البداية وضع قوات شرطة كافية لمنع الاحتكاك والتأكد من أن الاحتفال لن يتسبب في استفزاز الفلسطينيين وإثارة مواجهات معهم. ووضع أعضاء جماعة «أمناء جبل الهيكل» حجرا يزن حوالي 54 أطنان للهيكل الجديد في ساحة انتظار سيارات خارج المدينة العتيقة بالقدس. ثم أزيل الحجر في وقت لاحق.
وقال حاتم عبد القادر النائب في المجلس التشريعي عن منطقة القدس لوكالة «فرانس برس» ان رجال الشرطة الاسرائيليين الذين طوقوا ساحات المسجد الاقصى ومداخله منذ ساعات الفجر الاولى ظلوا يزحفون باتجاه الحرم وان مجموعات المتظاهرين تصدت لهم ورشقتهم بالحجارة.
واضاف ان الشرطة الاسرائيلية منعت سيارة اسعاف من الدخول لنقل بعض الجرحى الذين اصيبوا بالاغماء نتيجة استنشاق الغاز.
وأحرق المتظاهرون اعلاما اسرائيلية ودمى على شكل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وهتفوا «لبيك يا اقصى» و«بالروح بالدم نفديك يا اقصى».
وقد ندد مسئولون محليون وعرب واسلاميون بسماح اسرائيل للمجموعة المتطرفة باقامة احتفالها واعتبروه انتهاكا صارخا واعلان حرب.
وتدعو المجموعة ومنظمات يهودية متطرفة اخرى الى اعادة بناء ما يسمى «الهيكل» في المكان الذي اقيم عليه المسجد الاقصى.
ورفضت الحكومة الاسرائيلية طلب السلطة الفلسطينية باخلاء باحات الحرم القدسي الشريف فورا من عناصر الشرطة والجيش الاسرائيلي وكانت السلطة الفلسطينية طالبت الحكومة الاسرائيلية بسحب عناصرها من ساحات الحرم القدسي وحملت السلطة الفلسطينية مسئولية استمرار تواجد الجيش الاسرائيلي والشرطة داخل الحرم القدسي وما سيترتب عليه من تصاعد خطير للأوضاع وقال د. صائب عريقات وزير الحكم المحلي ان السلطة الفلسطينية اجرت اتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاجبار اسرائيل على وقف استفزازاتها المتعمدة والمقصودة ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
على صعيد متصل افادت الاذاعة الرسمية الاسرائيلية ان انفجارا وقع بعد ظهر امس في حي نيفي ياكوف الاستيطاني اليهودي في شمال القدس بدون ان يسفر عن وقوع اصابات.
وقال مسئول في جهاز الاطفاء ان الانفجار وقع في سيارة كانت متوقفة في موقف للسيارات تحت الارض اسفل احد المباني السكنية.
واضافت الاذاعة ان الشرطة اخلت المبنى من سكانه وطوقت المنطقة.
ونقلت شبكة «سي. ان ان» الاخبارية الامريكية عن مصادر اسرائيلية قولها ان شخصا اصيب بجراح اثر وقوع انفجار في موقع جراج خارج احد المباني شمال مدينة القدس.
وأغلقت القوات الاحتلالية الحرم الابراهيمي الشريف في وجه المصلين ومنعت المواطنين الفلسطينيين من الوصول اليه لاداء صلواتهم فى حين أبقته مفتوحا أمام قطعان المستوطنين الذين ما زالوا يعيثون فسادا.
وطالبت دائرة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية قوات الاحتلال بالانسحاب الفوري من باحات وأروقة الحرم القدسي الشريف بعد اقتحامه امس وأوضحت الاوقاف أن التواجد العسكرى الاحتلالى داخل الحرم القدسي الشريف يعتبر تدنيسا وتدخلا فى الشئون الداخلية الاسلامية بهدف ارتكاب مجزرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى أكد الشيخ عكرمة صبري المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية أن الجيش الاحتلالى لم يرق له أن يخرج بهدوء بعدما فشلت حركة ما يسمى أمناء جبل الهيكل فى وضع حجر الاساس وأراد أن يعكر الاجواء باقتحامه المسجد الاقصى المبارك وقذفه القنابل المسيلة للدموع مما أدى الى وقوع اصابات بين المواطنين.
------------
http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/07/30/ola/1.htm
--------