الأحبة فى الله
مع أول يوم فى رمضان وأول حلقة من حلقات المائدة
المالك المدبر ، والحاكم الأوحد لهذه الأرض وهذا الكون هو الله عز وجل ، فهو سبحانه الذي يملك القدرة والقوة المطلقة ... وهو سبحانه الذي يرفع ويخفض ، ويُقدم ويؤخر ، ويُعز ويُذل .
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"[آل عمران : 26]
ومع ذلك كله ، فإن الله عز وجل لا يظلم أحداً ، فلا يذل أقواماً أو يؤخرهم إلا إذا ارتكبوا من المعاصي ما استدعى غضبه وعقوبته .
"وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"[الشورى:30]
معنى ذلك أنه عندما يصيبنا الذل والهوان فعلينا أن نعود إلى أنفسنا ، ونحاسبها باحثين عن الأسباب التي استدعت العقوبة الإلهية فنتركها ونزيلها ، ونبحث عن الأسباب التي تستجلب رحمته – سبحانه – فنسارع إلى القيام بها.
ربنا رب غفور .. ينتظر من عباده أن يستغفروه ليغفر لهم مهما كان خطؤهم وجرمهم .. ينادي على كل واحد منهم : أقبل ولا تخف ، متى جئتني قبلتك ، وعلى أي حال تكون فيها، "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي
نعم يا أخي : إن مغفرة ربك تسع كل ذنوبك ، وذنوبنا ..
كل ما هو مطلوب مني ومنك أن نُقبل عليه بصدق ..
أن نعتذر له عما مضى من ذنوب وتقصير ..
أن ندخل عليه وشعور الندم عما أسرفنا على أنفسنا فيه يمتلكنا ، ويقلقنا ، فلنلح في طلب العفو والصفح منه سبحانه
جئت لأسرقه فسرقني
ذُكر أن لصاً تسوَّر دار مالك بن دينار، فلم يجد في الدار شيئاً يسرقه، فرآه وهو قائم يصلي فأوجز مالك في صلاته، ثم التفت إلى اللص، وسلم عليه،
وقال : ياأخي ، تاب الله عليك، دخلت منزلي فلم تجد ما تأخذه، ولا أدعك تخرج بغير فائدة، وقام وأتاه بإناء فيه ماء، وقال له : توضأ وصلِّ ركعتين؛ فإنك تخرج بخير مما جئت في طلبه، فقال اللص : نعم وكرامة، وقام وتوضأ، وصلى ركعتين، وقال : يامالك أيخف عليك أن أزيد ركعتين أخريين؟
قال: زد ما قدر الله لك ؟
فلم يزل اللص يصلي إلى الصبح .
فقال له مالك : انصرف راشداً .
فقال : ياسيدي ، عليك أن أقيم عندك هذا اليوم؛ فإني قد نويت صيامه .
فقال له مالك : أقم ما شئت, فأقام عنده أياماً صائماً قائماً, فلما أراد الإنصراف .
قال اللص : يامالك، قد نويت التوبة .
فقال مالك : ذلك بيد الله عز وجل, فتاب اللص وحسنت توبته، وخرج من عنده فلقيه أحد اللصوص .
فقال له : أظنك وقعت بكنز ؟!
فقال : ياأخي ، وقعت بمالك بن دينار ، حيث جئت لأسرقه فسرقني، وقد تبت إلى الله عز وجل، وها أنا ملازم الباب فلا أبرح حتى أنال ما ناله الأحباب .
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، وتجاوز عن تقصيرنا، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا،
إنك أنت الغفور الرحيم ...
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، واجعلنا للمتقين إماماً ،
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين،
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أكل قوم عند بخيل، وأمعنوا في الأكل، وأراد أن يقطعهم؛
فقال: ليس هذا أكل من يريد أن يتعشى.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
استغن عمن شئت فأنت نظيره، واحتج إلى من شئت فأنت أسيره، وأفضل على من شئت فأنت أميره.
إِذا كنتَ لا ترجى لدفع ملمةٍ *** ولم يك للمعروف عندك موضعُ
ولا أنت ذو جاهٍ يعاشُ بجاههِ *** ولا أنت يومَ البعثِ للناس تشفعُ
فعيشكَ في الدنيا وموتكَ واحدٌ *** وعُودُ خلالٍ من حياتكَ أنفعُ
السعادة والشقاء ، والتيسير والتعسير ، والنصر والهزيمة ، والهدى والضلال ... أمور يظهر آثارها بين الناس كنتائج لأفعال قاموا بها ، ومثال ذلك قوله تعالى"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"[الروم:41]
والقرآن مليء بالآيات التي تؤكد هذه الحقيقة ....
اذكر من خلال تدبرك للجزء الأول من القرآن ثلاث آيات تؤكد هذه الحقيقة.
شارك معنا كي تعم الفائدة في إجابات تلك الأسئلة وأرسل الإجابات بعد انتهاء الشهر الفضيل على الإيميل ramadanislamcg @ gmail.com فقد تفوز معنا بمدونة شخصية بدومين خاص بك على استضافة مدفوعة لمدة عام كامل .
الأحبة فى الله ...
الحلقة الأولى … مائدة الرحمن 1430
وهذا رابط تحميل عرض باور بوينت للحلقة الأولى كاملة
رابط تحميل العرض من هــــــــــنا
كن مسلماً إيجابياً وساهم معنا في النشر في المنتديات والمجموعات البريدية والمدونات
والمواقع الإسلامية وغيرها .