عندما تكون عربياً فإن كل شيء صعب.
نبدء بالهدف : عمل مشروع على الانترنت .
تبدء أولا بالبحث عن وظيفة فتغرق بين الشوارع و مواقع التوظيف و المقابلات لتشتري جهاز دون أن ينصب عليك لتقوم بتعلم الفوتوشوب و لغات البرمجة التي تبحث عنها و لا تجدها بالعربية فتظطر لتعلم لغة أجنبية حتى يسهل عليك تعلم لغة البرمجة فتجد صعوبة في ايجاد الموقع و ان وجدته تجد الدروس فيه غير منظمة فتضطر للتسجيل في منتدى للسؤال عن مواقع توفر دروس منظمة ... فإذا بك يحتاج التسجيل في الموقع لانتظار فترة التسجيل أو انتظار موافقة الادارة على التسجيل او المشاركة في التعليقات التي ستضيع وقتك و وقتك الي خلفوك فقط للوصول الى عدد المشاركات لكتابة موضوع ... و عندما تصل لعدد المشاركات المطلوب وتكتب موضوعك تجد انه بدوره يحتاج للموافقة ... و بعد الموافقة تنتظر ساعات و ساعات لتجد ردين الأول فيه ابتسامة فقط و التالي فيه إبحث في "Google يا أخي".
فتقرر تعلمه بالصدفة و الدروس المشتتة ... فتبحث عن برنامج الفوتوشوب أولا ... فإذا بك تجده في مقسم إلى 80 ألف رابط ... تقوم بالتسجيل في المنتدى المطلوب و هذه المرة يال السعادة تضغط على الرابط دون مشاراكت اضافية و التسجيل و التفعيل مباشر ... فتقوم بتحميل الروابط واحداً تلو الآخر ... و عندما تصل للرابط 79 يخبرك ان الملف غير موجود او به عطب . :funny:
فتبحث و تبحث لتجد ضالتك في Torrent فتقوم بايجاد برنامج برابط واحد سليم معافا ... ثم تقوم بعمل كراك و تنصيبه و تعلم الفوتوشوب على مدار أيام و ايام ثم تنتقل للبرمجة و تتعلم على مدار ايام و ايام ...
و في الأخير أنشأت موقعك المتواضع بعد جهد جهيد :1power:
الآن يكفيك فقط أن تجد المستضيف و تقوم بحجز دومين . ثم تبدء رحلة الألف ميل ... تبدء بالدومين الذي تجد جميع الدومينات محجوزة ليس لأن صاحبها يستعملها لكن هكذا حجزها تسلية و خلاص فلا تجد إلا أن تحجز دومين نصفه أرقام و الباقي حروف. ثم تبحث عن مستضيف عربي من أجل الدفع المحلي ... فاذا بك تكتشف ان تصبح محترف سرفرات فقط بسبب مشاكل مستضيفك و وقوع موقك أكثر من عمله. فتواصل رحلة البحث الطويلة ...
الآن مبروك عندما موقع يعمل Online يوبييييي
... تمر الأيام ...
لا أحد يزور الموقع
تمر الأيام
و عدد الزوار لا يتعدى العشرات
ما المعمول
الاعلانات... سأقوم بعمل اعلانات...
تقوم بتعلم جميع انواع التسويق و الاعلانات و الدعاية ... فتريد أن تطبقها و إذا بك تجد أن جميعها يذهب إلى السبام أو يعطل أو يحذف بسببها حسابك الذي تقوم به بالدعاية أو في أحسن الأحوال تحصل على زيارات لا تستهدف موقعك ولو كانت بالآلاف.
فتدرك أنك بعد هذه الرحلة الطويلة أن مشاريع النت لم تعد للفقراء بقدر ما صارت حكراً على من يملك إحدى الوسائل إما القدرة على التسويق أو المال الكافي.
خاصة في زمن اعلانات Facebook ads و Google adwords
و تنتهي القصة .