على الرغم من آلاف المنازعات على أسماء النطاق التي تمت تسويتها عبر مجلس تسوية المنازعات الموحد التابع للايكانICANN's Uniform Dispute Resolution Policy (UDRP) ، إلا أن قضية "أوزي نيسان" صاحب نطاق Nissan.com لم تستطع المحاكم الفيدرالية تسويتها في صراعه طويل الأمد مع مصنع السيارات الياباني شركة "نيسان موتورز". نيسان مولود في كارولينا الشمالية مطور برمجيات يدير استثمار صغير يعمل فيه مع رفيق له أسسه عام 1994 من خلال اطلاق موقع مؤسسته "Nissan Computing" التي تتخذ العنوان Nissan.com على الشبكة العنكبوتية. إلا أن صاحب هذا النطاق العالي القيمة، كانت هنالك شركة سيارات تنتظر أن تكافأه بمبالغ طائلة جراء شراءها للنطاق منه.
لكن الشاب الذي يحمل روحاً معنوية عالية، لم يكن من بين أؤلئك المترصدين لمكالمة هاتفية من شركة كبرى لشراء الدومين وكسب ثروة طائلة من وراءه.. بل كان يخطط لكسب أموال طائلة من خلال مؤسسته الصغيرة وحسب.
رفض نيسان عرضاً مالياً يغنيه طيلة العمر من الشركة اليابانية الذائعة الصيت في أميركا مقابل شراء النطاق، وأصر على أحقيته باسم النطاق، مما حدا بالصانع العملاق أن يقاضيه بتهمة الاستعمال الغير الشرعي لعلامتها التجارية NISSAN، وشهدت أروقة المحاكم الفيدرالية الدعوى القضائية الأولى التي رفعتها "نيسان أميركا" ضد أوزي نيسان.
حكمت المحكمة في حكمها الأولي أن أوزي نيسان بامكانه الاستمرار في استخدام النطاق Nissan.com مع إلزامه بوضع محتوى على صدر صفحته الرئيسية بإخلاء المسؤولية أن الموقع لا علاقة له بمنتج السيارات شركة نيسان المحدودة ومنعه من وضع أي بنرات دعائية تحتوي على إشهار أو مواد تتعلق بالسيارات عامة.
وقد طالب مُصَنّع السيارات بأن يضع أوزي رابطاً نصياً في أعلى صفحته يحتوي على فقرة "هذا الموقع لا ينتمي بصلة لشركة نيسان للسيارات المحدودة، لزيارة موقع الشركة اضغط على العنوان الفلاني".
وقال محامي شركة نيسان أن المحكمة صادقت على دعوى شركته بأن أوزي يستخدم آلاف الزيارات التي تصل يومياً للموقع Nissan.com من طرف باحثين عن الشركة ويستخدم النطاق لإرادات مالية كبرى عن طريق الدفع مقابل كل نقرة من معلنين مصنعين للسيارات ومقدمي خدمات تتعلق بالسيارات وليس استخدام النطاق لشركته الخاصة "نيسان للكمبيوتر" وخدماتها.
فيما رد محامي أوزي أن الدعاوي باطلة وأن هنالك أسماء نطاق لها علاقة بالسيارات مثل dodge.com و plymouth.com ليست تابعة لشركة "كرايسلر" للسيارات، وlincoln.com و mercury.com ليست تابعة لشركة "لنكلن-ميركري" لصناعة السيارات، و camaro.com و impala.com لا تملكهما شركة "شيفروليه".
وأضاف المحامي، أن شركة نيسان كانت معروفة أصلاً في البلد باسم Datsun وليس اسمها الحالي، وبمجرد أن رجلاً أختار اسم عائلته لشركته، تأتي شركة نيسان لتطلب بأحقيتها في اسم النطاق بدون أي مبرر حتى منطقي.
وأستشهد المحامي قائلاً بعدم أحقية شركة نيسان في الانفراد بالتسمية Nissan، حيث أن الاسم "نيسان" له أكثر من وجه استخدام غير الاستخدام المتعلق بالسيارات، فهو يقابل شهر ابريل في اللغة العربية ويعتبر الشهر الأول من التقويم العبري، وهناك آلاف من أسماء النطاق التي تحتوي على كلمة نيسان على شبكة الانترنت.
وأشار المحامي إلى أنه في 1992 عندما بدأت شركة نيسان في إنتاج طراز سيارة "ألتيما Altima" فإن شركة حواسيب تحمل نفس الاسم رفعت دعوى ضد الشركة، وبالتالي لم تستطع نيسان امتلاك العلامة التجارية ألتيما ولا امتلاك أي موقع أو تسويق للعلامة خارج حقها التجاري في "نيسان ألتيما" فقط، فلماذا القفز على إيزو نيسان يتسائل المحامي.
وقد استطاع أوزي نيسان استئناف قرار المحكمة وعدم الزامه بقرار الإحالة في موقعه لشركة نيسان، رغم أن ملف القضية لازال يتفاعل ولا تزال المحاكم تنظر فيه، خاصة وإن شركة نيسان للسيارات تدفع بطريق تسجيل اسمها التجاري كعلامة تجارية لإنتاج الحواسيب والأجهزة المعلوماتية أيضاً، وذلك في محاولة أخرى لكسب اسم النطاق الذي رفض أوزي أن يبيعه للشركة مقابل ملايين من الدولارات وحوّل الموقع إلى قضية قومية على موقعه Nissan.com واصفاً الصراع على اسم النطاق بأنه "قضية مواطن أميركي ضعيف أمام جبروت مُصَنِّع سيارات أجنبي ياباني". ولا تزال القصة لحد اللحظة لم تحسم.
./.
موضوع أعددته لكم بعد مشاهدتي اليوم في سوالف لكمية من الدومينات "العربية" + "المتميزة" مكونة من أرقام وحروف مبهمة تسبب الدوار الذهني وفقدان الأمل بمبلغ "زهيد" لايتجاوز بضع المئات من الريالات !..
لو كان أوزي نيسان عربي لكان باعه في الأيام الأولى عام 1999 مقابل بضع مئات من الريالات.